قال الرئيس الفرنسي هولاند :
"لو كنا تصرفنا بشكل سليم لضمان نقل السلطة في سورية قبل عامين لما كنا نواجه الآن الدولة الإسلامية
ولو أن القوى الكبرى اتفقت فيما بينها حول التعامل والرد في قضية استخدام النظام للأسلحة الكيماوية قبل عام لما كنا الآن في مواجهة هذا ( الإختبار الرهيب ) بين الديكتاتور والجماعة الإرهابية"
كان جل عملنا منذ تأسيس المجلس الوطني هو إقناع الدول، بما في ذلك روسية، أن السير مع دعاية الأسد وترك الثورة السورية تغرق بالدماء من دون دعم ومساعدة قوية سوف يقود إلى كارثة، اول أبعادها انهيار مؤسسات الدولة وثانيها تنامي التطرف والانزلاق نحو حرب طائفية وتزايد تدخل القوى والميليشيات الأجنبية غير المسيطر عليها. وأن نظام الأسد سيفقد السيطرة عاجلا أو آجلا، ولا مخرج من الأزمة إلا بتسهيل عملية انتقال سلس للسلطة وتشكيل حكومة انتقالية للاعداد لمرحلة جديدة في تاريخ سورية السياسي.
لكن تردد إدارة أوباما الذي شجع روسية على التمادي في استخدام الفيتو، قطع الطريق على هذا الانتقال ودفع سورية نحو أوضاع كارثية من جميع النواحي، الانسانية والسياسية والعسكرية وجعلها مسرحا لصراعات إقليمية وايديولوجية ودينية لا حل لها.
الآن كل السياسيين الغربيين يظهرون ندمهم على عدم أخذهم بجدية تحذيراتنا ويعترفون بخطأهم الذي كلفنا مئات آلاف الشهداء والقتلى والمعاقين والمفقودين والمشردين، من دون ذكر الدمار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعمراني الشامل الذي حل بالبلد والدولة.
ينبغي على جميع أولئك الذين استهانوا بحياة السوريين ومصيرهم من الحكومات الأجنبية، وأؤلئك من بين المعارضين السوريين الذين كانوا يجهدون لإقناعه هذه الحكومات برفض تقديم الدعم للجيش الحر وبالمراهنة على حل تفاوضي مع النظام، أن يعتذروا للشعب وللشهداء والمنكوبين الذين ذهبوا ضحية الأنانية أو الحسابات الخاطئة، أو كليهما معا، وأن يعترفوا بخطئهم ونصيبهم من المسؤولية حتى لا أقول من الذنب.
والمهم أن يقتنع الجميع اليوم أنه لا حل في سورية من دون تغيير وانتقال سياسي، وأن بقاء الأسد ونظامه هو أفضل وصفة لدفع المنطقة من كارثة إلى كارثة أكبر.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire