mardi, avril 30, 2013

زعيم حزب الله يتوعد السورييين ويهددهم بالتدخل الايراني



في خطابه هذا المساء على القنوات الفضائية، نصب زعيم حزب الله نفسه مدافعا عن النظام السوري، وردد كل الافتراءات التي لم يكف السوريون عن سماعها منذ سنتين ونيف من عمر الثورة، عن المؤامرة على سورية لتدميرها وتقسيمها لموقفها من إسرائيل. ونسي أن الذي دمر سورية ليس الغربيون والامريكيون الذين أظهروا من الجبن والتردد ما لم يكن في حسبان، ولكن بشار الأسد نفسه الذي جعل من حرق البلد وتدمير البيوت على رؤوس أهلها استراتيجية الابتزاز والتهديد والوعيد لثني الشعب السوري عن غاياته وإكراهه على الاستسلام. 
إذا كان هناك مؤامرة بالفعل على سورية، فهي المؤامرة التي خططت لها ولا تزال تقودها ايران بمساعدة قادة حزب الله لمنع سورية، كما قال نصر الله تماما من الخروج مما تسميه محور الممانعة والمقاومة، حتى لو كان ثمن ذلك قتل نصف شعبها وتدميرها بالكامل ودفعها إلى الفوضى والتقسيم للحفاظ على سيطرتها عليها أو على جزء منها، وهذا بالنسبة لها أفضل من أن تتخلى عنها لشعبها، بل أن تشاركه في حكمها. ولم يكن في الميدان لا أمريكيين ولا غربيين. وما كان لأي دولة، بما في ذلك أكبر أعداء الشعب السوري، مهما بذلت من جهد وأنفقت من مال، أن تنجح في تدمير سورية بالشكل الذي حصل، وقتل مئات الألوف من أبنائها، وتشريد ثلث سكانها، كما فعل الأسد بأيدي جيشه السوري وخبرائه الايرانيين وحلفائه من أنصار "السيد" وما حشدوه معهم من قتلة ومجرمين دمويين. 

أما في ما يتعلق بإرادة التقسيم فليس لها حامل في سورية اليوم سوى شراذم النظام التي تسعى إلى الهرب من العقاب إلى دولة الطوائف والطائفيين. وليس حزب الله هو الذي يحق له أن يدافع عن الدولة المركزية وهو الذي بوجوده نفسه يجعل من الدولة المركزية اللبنانية أثرا بعد عين.
لكن ليس في كل هذا الكلام ما هو جديد. هذه مواقف طبيعية لحزب لم ينف يوما تمسكه بولاية الفقيه الايراني والتزامه بكل ما تتطلبه وتأمر به. الجديد في ما قاله أو أراد أن يقوله نصر الله اليوم، وهو يرى المياه تصعد من كل الجهات لتغرق نظام القتلة في دمشق، يتجاوز تذكيرنا بأن ثمن ذهاب الأسد هو حرق البلد، ليشمل تهديد المنطقة العربية كلها بالحرق إذا لم توقف دعمها للثوار السوريين. وهذا ما قصده عندما قال إن حزبه وايران لم يتدخلا بعد تدخلا حقيقيا، وأن القتال في مواجهة الثوار اقتصر حتى الآن على جيش النظام وميليشياته الموالية، ومع ذلك لم يستطع الثوار أن يحسموا المعركة. فما بالك لو تدخلت ايران وحزب الله بكل قوتهما. وهما لن يترددا في التدخل الواسع إذا شعرا بأن نظام الاسد مهدد بالسقوط، فايران لن تسمح لسورية أن تخرج من سيطرة محور الممانعة مهما حصل. وستكون حرب مدمرة للمنطقة كلها.

جزء من هذا الكلام يهدف إلى تطمين جمهور حزب الله الخائف من التورط في حرب قاتلة ومدمرة ضد اشقائه العرب في سورية لصالح ايران، وجزء منه يهدف إلى تخويف الثوار السوريين وتهديدهم لدفعهم إلى القبول بما سماه التسوية، والتسوية على أرضية العودة إلى نظام الاسد والحوار مع حكومته.
لكن الحقيقة تبقى أن حسن نصر الله، زعيم حزب الله، شريك كامل المسؤولية في استباحة دماء السوريين، مع سبق الاصرار والنشوة الغامرة التي جعلت ابتسامته لا تبرح فمه خلال كل الحديث عن القتل والدمار والتشريد. 
منذ سنوات طويلة بقي حزب الله يعاني من بطالة وكساد دائمين بعد أن رسمت المنطقة العازلة بينه وبين اسرائيل. وهاهي قيادته لا تكاد تخفي في تعطشها للانتصارات التي أصبحت أكثر من نادرة تعطشها للدماء التي من دونها لا مبرر لها ولا وجود.

زعيم حزب الله يتوعد السورييين ويهددهم بالتدخل الايراني


في خطابه هذا المساء على القنوات الفضائية، نصب زعيم حزب الله نفسه مدافعا عن النظام السوري، وردد كل الافتراءات التي لم يكف السوريون عن سماعها منذ سنتين ونيف من عمر الثورة، عن المؤامرة على سورية لتدميرها وتقسيمها لموقفها من إسرائيل. ونسي أن الذي دمر سورية ليس الغربيون والامريكيون الذين أظهروا من الجبن والتردد ما لم يكن في حسبان، ولكن بشار الأسد نفسه الذي جعل من حرق البلد وتدمير البيوت على رؤوس أهلها استراتيجية الابتزاز والتهديد والوعيد لثني الشعب السوري عن غاياته وإكراهه على الاستسلام. 
إذا كان هناك مؤامرة بالفعل على سورية، فهي المؤامرة التي خططت لها ولا تزال تقودها ايران بمساعدة قادة حزب الله لمنع سورية، كما قال نصر الله تماما من الخروج مما تسميه محور الممانعة والمقاومة، حتى لو كان ثمن ذلك قتل نصف شعبها وتدميرها بالكامل ودفعها إلى الفوضى والتقسيم للحفاظ على سيطرتها عليها أو على جزء منها، وهذا بالنسبة لها أفضل من أن تتخلى عنها لشعبها، بل أن تشاركه في حكمها. ولم يكن في الميدان لا أمريكيين ولا غربيين. وما كان لأي دولة، بما في ذلك أكبر أعداء الشعب السوري، مهما بذلت من جهد وأنفقت من مال، أن تنجح في تدمير سورية بالشكل الذي حصل، وقتل مئات الألوف من أبنائها، وتشريد ثلث سكانها، كما فعل الأسد بأيدي جيشه السوري وخبرائه الايرانيين وحلفائه من أنصار "السيد" وما حشدوه معهم من قتلة ومجرمين دمويين. 

أما في ما يتعلق بإرادة التقسيم فليس لها حامل في سورية اليوم سوى شراذم النظام التي تسعى إلى الهرب من العقاب إلى دولة الطوائف والطائفيين. وليس حزب الله هو الذي يحق له أن يدافع عن الدولة المركزية وهو الذي بوجوده نفسه يجعل من الدولة المركزية اللبنانية أثرا بعد عين.
لكن ليس في كل هذا الكلام ما هو جديد. هذه مواقف طبيعية لحزب لم ينف يوما تمسكه بولاية الفقيه الايراني والتزامه بكل ما تتطلبه وتأمر به. الجديد في ما قاله أو أراد أن يقوله نصر الله اليوم، وهو يرى المياه تصعد من كل الجهات لتغرق نظام القتلة في دمشق، يتجاوز تذكيرنا بأن ثمن ذهاب الأسد هو حرق البلد، ليشمل تهديد المنطقة العربية كلها بالحرق إذا لم توقف دعمها للثوار السوريين. وهذا ما قصده عندما قال إن حزبه وايران لم يتدخلا بعد تدخلا حقيقيا، وأن القتال في مواجهة الثوار اقتصر حتى الآن على جيش النظام وميليشياته الموالية، ومع ذلك لم يستطع الثوار أن يحسموا المعركة. فما بالك لو تدخلت ايران وحزب الله بكل قوتهما. وهما لن يترددا في التدخل الواسع إذا شعرا بأن نظام الاسد مهدد بالسقوط، فايران لن تسمح لسورية أن تخرج من سيطرة محور الممانعة مهما حصل. وستكون حرب مدمرة للمنطقة كلها.

جزء من هذا الكلام يهدف إلى تطمين جمهور حزب الله الخائف من التورط في حرب قاتلة ومدمرة ضد اشقائه العرب في سورية لصالح ايران، وجزء منه يهدف إلى تخويف الثوار السوريين وتهديدهم لدفعهم إلى القبول بما سماه التسوية، والتسوية على أرضية العودة إلى نظام الاسد والحوار مع حكومته.
لكن الحقيقة تبقى أن حسن نصر الله، زعيم حزب الله، شريك كامل المسؤولية في استباحة دماء السوريين، مع سبق الاصرار والنشوة الغامرة التي جعلت ابتسامته لا تبرح فمه خلال كل الحديث عن القتل والدمار والتشريد. 
منذ سنوات طويلة بقي حزب الله يعاني من بطالة وكساد دائمين بعد أن رسمت المنطقة العازلة بينه وبين اسرائيل. وهاهي قيادته لا تكاد تخفي في تعطشها للانتصارات التي أصبحت أكثر من نادرة تعطشها للدماء التي من دونها لا مبرر لها ولا وجود.

lundi, avril 29, 2013

حول ضعف المعارضة


قلت إن الشعب السوري ليس له حظ لا في الحكم ولا في المعارضة. ولم أرد من ذلك أن اتهم أحدا أو أحاكم أحدا، ولكن أردت أن نفهم أوضاعنا وأن ألفت نظر كل واحد منا أيضا إلى عبوبنا التي كشفتها الأزمة الطاحنة التي نعيشها وضرورة الخروج منها. فما نعرفه من هذه العيوب ليس ابن اليوم.
جزء من هذا الوضع السياسي المفكك يرجع إلى إرث سياسي سلبي . فمنذ الاستقلال كان التنافس والصراع بين أطراف النخبة السياسية سمة بارزة، حتى انتهى الأمر إلى انفراط عقد النخبة السياسية تماما، حكما ومعارضة، وفي إثرها انفراط عقد الجمهورية السورية الأولى عام ١٩٥٨ مما دفع السياسيين والعسكريين السوريين إلى تسليم البلاد هدية خالصة إلى القيادة المصرية في شكل إعلان الوحدة السورية المصرية وتشكيل الجمهورية العربية المتحدة التي لم تصمد طويلا بسبب اختلافات الساسة السوريين أيضا. 
واليوم لا يكاد أحد يعرف للمعارضة السورية رأس من ذنب، لا يوجد لها شكل ولا قوام. أفراد وجماعات متطاحنة على لا شيء، وخطابات رثة مليئة بالتشهير والتحقير والتقزيم المتبادل، من دون سبب، وغياب لأي تفاهم أو برنامج عمل أو رؤية سياسية واضحة ومشتركة توحد من حولها الرأي العام والمجتمع الدولي، كل ذلك بعد سنتين ونيف من عمر ثورة شعبية تكاد تتحول فيها الدماء إلى أنهار في كل المناطق والمدن والقرى السورية. ولا تختلف ردود فعلنا جميعا عن ذلك. فهي مليئة بالانتقادات السلبية والتشهير والاتهام بدل أن نفكر معا وننبه بادب واحترام إلى النواقص والعيوب ونقدم وجهة نظرنا في وسائل معالجتها وتجاوز العيوب المشتركة عندنا جميعا نحن السوريين في ما يتعلق بالعلاقة مع السلطة.
وجزء آخر يرجع إلى تلاعب النظام وأجهزته الامنية والدعائية الضخمة المتمرسة بتسميم العقول وضرب ثقة الناس ببعضها وبث الفتنة والانقسام بين أبناء الشعب الواحد، وشراء الضمائر ووضع الدسائس من دون توقف، 
وجزء ثالث ضعف دفاعاتنا السياسية والنفسية والاجتماعية، كأفراد وكمجتمعع في مواجهة هذا التلاعب والاختراق لفضاءاتنا الإعلامية والسياسية والاجتماعية من قبل السلطة وأجهزتها وكذبها وتلفيقها. فبعضنا يتلقف بسرعة ما تبثه دعاية النظام ويحوله إلى حقيقة يستغلها لفش قهره سواء اتفقت مع العقل والمنطق أم لا، من دون أن يدرك عواقب عمله ومساهمته في تسميم الأجواء بدل العمل على تنقيتها. 
وجزء رابع ناجم عن الاحباط الذي ولده بطء انجاز الثورة وضحالة أداء المؤسسات والقوى التي ربطت نفسها بها، بما فيها من مجالس وطنية وإئتلافات وقوى معارضة منظمة غير قادرة على معالجة مشكلاتها الداخلية ومواجهة الضغوط الخارجية التي تتعرض لها. لقد مل الرأي العام من المؤتمرات التي تعقد لتكوين جبهات وتحالفات تنتهي مع البيان الذي تصدره، كما مل الاستقالات وتجميد العضوية والانسحابات، ومل بشكل أكثر التصريحات التي تظهر الاختلاف والنزاع والعداوة. 
وبالسليقة يدرك الرأي العام أن هذه النزاعات والمناكفات والمماحكات تعنى غياب القيادة السياسية بمقدار ما تعيق العمل على ايجادها. 
وجزء خامس يرجع إلى استراتيجية النظام.. فبمقدار ما راهن هذا النظام في تبنيه خط التصعيد اللامحدود في العنف على أن يحول الثورة من عملية تحرر إلى عملية تدمير للشعب والبلد، راهن أيضا على عمله في تسميم الأجواء السياسية وبث الخلاف والشقاق والتنافس بين صفوف المعارضة، لدفع المعارضة إلى ما يشبه عملية التدمير المتبادل بين مكوناتها وقياداتها، حتى يحرمها من أي أمل في أن تفرض نفسها كقيادة سياسية بديلة. 
النتيجة كلنا مسؤولون وليس المعارضة وحدها التي هي بالفعل جزء من الشعب، وليست قادمة من قارة أخرى. ولن يفيدنا في شيء تعميم أخطاء المعارضة وعيوبها وتحويل روح التنافس والتنازع والتشهير والاتهام والسباب إلى ثقافة عامة لكل فرد .

الارث السلبي



قلت إن الشعب السوري ليس له حظ لا في الحكم ولا في المعارضة. ولم أرد من ذلك أن اتهم أحدا أو أحاكم أحدا، ولكن أردت أن نفهم أوضاعنا وأن ألفت نظر كل واحد منا أيضا إلى عبوبنا التي كشفتها الأزمة الطاحنة التي نعيشها وضرورة الخروج منها. فما نعرفه من هذه العيوب ليس ابن اليوم.
جزء من هذا الوضع السياسي المفكك يرجع إلى إرث سياسي سلبي . فمنذ الاستقلال كان التنافس والصراع بين أطراف النخبة السياسية سمة بارزة، حتى انتهى الأمر إلى انفراط عقد النخبة السياسية تماما، حكما ومعارضة، وفي إثرها انفراط عقد الجمهورية السورية الأولى عام ١٩٥٨ مما دفع السياسيين والعسكريين السوريين إلى تسليم البلاد هدية خالصة إلى القيادة المصرية في شكل إعلان الوحدة السورية المصرية وتشكيل الجمهورية العربية المتحدة التي لم تصمد طويلا بسبب اختلافات الساسة السوريين أيضا. 
واليوم لا يكاد أحد يعرف للمعارضة السورية رأس من ذنب، لا يوجد لها شكل ولا قوام. أفراد وجماعات متطاحنة على لا شيء، وخطابات رثة مليئة بالتشهير والتحقير والتقزيم المتبادل، من دون سبب، وغياب لأي تفاهم أو برنامج عمل أو رؤية سياسية واضحة ومشتركة توحد من حولها الرأي العام والمجتمع الدولي، كل ذلك بعد سنتين ونيف من عمر ثورة شعبية تكاد تتحول فيها الدماء إلى أنهار في كل المناطق والمدن والقرى السورية. ولا تختلف ردود فعلنا جميعا عن ذلك. فهي مليئة بالانتقادات السلبية والتشهير والاتهام بدل أن نفكر معا وننبه بادب واحترام إلى النواقص والعيوب ونقدم وجهة نظرنا في وسائل معالجتها وتجاوز العيوب المشتركة عندنا جميعا نحن السوريين في ما يتعلق بالعلاقة مع السلطة.
وجزء آخر يرجع إلى تلاعب النظام وأجهزته الامنية والدعائية الضخمة المتمرسة بتسميم العقول وضرب ثقة الناس ببعضها وبث الفتنة والانقسام بين أبناء الشعب الواحد، وشراء الضمائر ووضع الدسائس من دون توقف، 
وجزء ثالث ضعف دفاعاتنا السياسية والنفسية والاجتماعية، كأفراد وكمجتمعع في مواجهة هذا التلاعب والاختراق لفضاءاتنا الإعلامية والسياسية والاجتماعية من قبل السلطة وأجهزتها وكذبها وتلفيقها. فبعضنا يتلقف بسرعة ما تبثه دعاية النظام ويحوله إلى حقيقة يستغلها لفش قهره سواء اتفقت مع العقل والمنطق أم لا، من دون أن يدرك عواقب عمله ومساهمته في تسميم الأجواء بدل العمل على تنقيتها. 
وجزء رابع ناجم عن الاحباط الذي ولده بطء انجاز الثورة وضحالة أداء المؤسسات والقوى التي ربطت نفسها بها، بما فيها من مجالس وطنية وإئتلافات وقوى معارضة منظمة غير قادرة على معالجة مشكلاتها الداخلية ومواجهة الضغوط الخارجية التي تتعرض لها. لقد مل الرأي العام من المؤتمرات التي تعقد لتكوين جبهات وتحالفات تنتهي مع البيان الذي تصدره، كما مل الاستقالات وتجميد العضوية والانسحابات، ومل بشكل أكثر التصريحات التي تظهر الاختلاف والنزاع والعداوة. 
وبالسليقة يدرك الرأي العام أن هذه النزاعات والمناكفات والمماحكات تعنى غياب القيادة السياسية بمقدار ما تعيق العمل على ايجادها. 
وجزء خامس يرجع إلى استراتيجية النظام.. فبمقدار ما راهن هذا النظام في تبنيه خط التصعيد اللامحدود في العنف على أن يحول الثورة من عملية تحرر إلى عملية تدمير للشعب والبلد، راهن أيضا على عمله في تسميم الأجواء السياسية وبث الخلاف والشقاق والتنافس بين صفوف المعارضة، لدفع المعارضة إلى ما يشبه عملية التدمير المتبادل بين مكوناتها وقياداتها، حتى يحرمها من أي أمل في أن تفرض نفسها كقيادة سياسية بديلة. 
النتيجة كلنا مسؤولون وليس المعارضة وحدها التي هي بالفعل جزء من الشعب، وليست قادمة من قارة أخرى. ولن يفيدنا في شيء تعميم أخطاء المعارضة وعيوبها وتحويل روح التنافس والتنازع والتشهير والاتهام والسباب إلى ثقافة عامة لكل فرد .

vendredi, avril 26, 2013

عن جمعة حماية الأكثرية ٢٦/٤/٢٠١٣


قبل أن يسمي الناشطون الثوار هذه الجمعة بجمعة حماية الأكثرية كنت قد كتبت في مذكراتي أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه روسيا والدول الغربيةا، على كثرة ما ركزت في حديثها وسياستها تجاه الثورة السورية على حماية الأقليات، أعطت الانطباع بأن حماية الأقليات في سورية مهمة مقدمة على انتصار الثورة، وأن هذا الانتصار يمكن أن يهدد بالفعل الأقليات.
لم تساعد هذه السياسة أبدا على تطمين الأقليات ولا على تحسين شروط حماية أفرادها بل بالعكس. قمن جهة أولى، بقدر ما ميزت مصيرها عن مصير الجماعة الوطنية خلقت فجوة بين الأقليات والاكثرية وأعطت الانطباع كما لو كان مصير كل طرف مختلف عن مصير الآخر إن لم مناقضا له. ومن جهة ثانية رسخت الفكرة القديمة الموروثة من عهد المسألة الشرقية والتي استخدمت فيها الدول الكبرى مسألة حماية الأقليات لتبرير تدخلها في شؤون الدولة العثمانية والمجتمعات العربية.
وكانت الحركة الوطنية السورية والعربية قد بذلت جهدا كبيرا في عقود ماقبل الاستقلال وبعده لتلغي هذا التمييز وتبني علاقات الوحدة والمساواة بين الأفراد، بصرف النظر عن الانتماءات المذهبية، لصالح بناء مفهوم الأمة والشعب الواحد.
لم تقدم سياسة حماية الأقليات والتركيز عليها خدمة للأقليات، بل عملت على إثارة الشك في انتمائها للجماعة الوطنية، وزرعت المخاوف لديها، حتى وهي تدعي الدفاع عن حقوقها وتطمينها. ووجهت من دون أن تقصد أنظار الأكثرية إليها بوصفها جسما متميزا عن الكل.
والواقع لم يكن هدف الدول من هذه السياسة ضمان مصير الأقليات ولا حمايتها من أي عداء محتمل، وإنما استخدامها ذريعة للتغطية على خوف هذه الدول نفسها من انتصار الثورة ومساعدتها. لكن النتيجة هي إضعاف الوحدة الوطنية وتخويف الأقليات وتعميق شعور الأكثرية بالغبن وعدم مبالاة العالم بمصيرها. أي دفع الأكثرية إلى تمييز نفسها والتعرف على هويتها كأكثرية في مواجهة أقليات بعد أن كانت الحاضنة الوطنية لها.
في نظري، سنكون أقوى وأكثر أمنا وثقة بالمستقبل، أقليات وأكثريات، عندما نرفع معا شعار الثورة الأول: واحد واحد، الشعب السوري واحد.

عن جمعة حماية الأكثرية ٢٦/٤/٢٠١٣



قبل أن يسمي الناشطون الثوار هذه الجمعة بجمعة حماية الأكثرية كنت قد كتبت في مذكراتي أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه روسيا والدول الغربيةا، على كثرة ما ركزت في حديثها وسياستها تجاه الثورة السورية على حماية الأقليات، أعطت الانطباع بأن حماية الأقليات في سورية مهمة مقدمة على انتصار الثورة، وأن هذا الانتصار يمكن أن يهدد بالفعل الأقليات. 
لم تساعد هذه السياسة أبدا على تطمين الأقليات ولا على تحسين شروط حماية أفرادها بل بالعكس. قمن جهة أولى، بقدر ما ميزت مصيرها عن مصير الجماعة الوطنية خلقت فجوة بين الأقليات والاكثرية وأعطت الانطباع كما لو كان مصير كل طرف مختلف عن مصير الآخر إن لم مناقضا له. ومن جهة ثانية رسخت الفكرة القديمة الموروثة من عهد المسألة الشرقية والتي استخدمت فيها الدول الكبرى مسألة حماية الأقليات لتبرير تدخلها في شؤون الدولة العثمانية والمجتمعات العربية. 
وكانت الحركة الوطنية السورية والعربية قد بذلت جهدا كبيرا في عقود ماقبل الاستقلال وبعده لتلغي هذا التمييز وتبني علاقات الوحدة والمساواة بين الأفراد، بصرف النظر عن الانتماءات المذهبية، لصالح بناء مفهوم الأمة والشعب الواحد. 
لم تقدم سياسة حماية الأقليات والتركيز عليها خدمة للأقليات، بل عملت على إثارة الشك في انتمائها للجماعة الوطنية، وزرعت المخاوف لديها، حتى وهي تدعي الدفاع عن حقوقها وتطمينها. ووجهت من دون أن تقصد أنظار الأكثرية إليها بوصفها جسما متميزا عن الكل.
والواقع لم يكن هدف الدول من هذه السياسة ضمان مصير الأقليات ولا حمايتها من أي عداء محتمل، وإنما استخدامها ذريعة للتغطية على خوف هذه الدول نفسها من انتصار الثورة ومساعدتها. لكن النتيجة هي إضعاف الوحدة الوطنية وتخويف الأقليات وتعميق شعور الأكثرية بالغبن وعدم مبالاة العالم بمصيرها. أي دفع الأكثرية إلى تمييز نفسها والتعرف على هويتها كأكثرية في مواجهة أقليات بعد أن كانت الحاضنة الوطنية لها. 
في نظري، سنكون أقوى وأكثر أمنا وثقة بالمستقبل، أقليات وأكثريات، عندما نرفع معا شعار الثورة الأول: واحد واحد، الشعب السوري واحد.

عن جمعة حماية الأكثرية ٢٦/٤/٢٠١٣


قبل أن يسمي الناشطون الثوار هذه الجمعة بجمعة حماية الأكثرية كنت قد كتبت في مذكراتي أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه روسيا والدول الغربيةا، على كثرة ما ركزت في حديثها وسياستها تجاه الثورة السورية على حماية الأقليات، أعطت الانطباع بأن حماية الأقليات في سورية مهمة مقدمة على انتصار الثورة، وأن هذا الانتصار يمكن أن يهدد بالفعل الأقليات. 
لم تساعد هذه السياسة أبدا على تطمين الأقليات ولا على تحسين شروط حماية أفرادها بل بالعكس. قمن جهة أولى، بقدر ما ميزت مصيرها عن مصير الجماعة الوطنية خلقت فجوة بين الأقليات والاكثرية وأعطت الانطباع كما لو كان مصير كل طرف مختلف عن مصير الآخر إن لم مناقضا له. ومن جهة ثانية رسخت الفكرة القديمة الموروثة من عهد المسألة الشرقية والتي استخدمت فيها الدول الكبرى مسألة حماية الأقليات لتبرير تدخلها في شؤون الدولة العثمانية والمجتمعات العربية. 
وكانت الحركة الوطنية السورية والعربية قد بذلت جهدا كبيرا في عقود ماقبل الاستقلال وبعده لتلغي هذا التمييز وتبني علاقات الوحدة والمساواة بين الأفراد، بصرف النظر عن الانتماءات المذهبية، لصالح بناء مفهوم الأمة والشعب الواحد. 
لم تقدم سياسة حماية الأقليات والتركيز عليها خدمة للأقليات، بل عملت على إثارة الشك في انتمائها للجماعة الوطنية، وزرعت المخاوف لديها، حتى وهي تدعي الدفاع عن حقوقها وتطمينها. ووجهت من دون أن تقصد أنظار الأكثرية إليها بوصفها جسما متميزا عن الكل.
والواقع لم يكن هدف الدول من هذه السياسة ضمان مصير الأقليات ولا حمايتها من أي عداء محتمل، وإنما استخدامها ذريعة للتغطية على خوف هذه الدول نفسها من انتصار الثورة ومساعدتها. لكن النتيجة هي إضعاف الوحدة الوطنية وتخويف الأقليات وتعميق شعور الأكثرية بالغبن وعدم مبالاة العالم بمصيرها. أي دفع الأكثرية إلى تمييز نفسها والتعرف على هويتها كأكثرية في مواجهة أقليات بعد أن كانت الحاضنة الوطنية لها. 
في نظري، سنكون أقوى وأكثر أمنا وثقة بالمستقبل، أقليات وأكثريات، عندما نرفع معا شعار الثورة الأول: واحد واحد، الشعب السوري واحد.

jeudi, avril 25, 2013

الخروج من الحرب السورية



السؤال الأول عند أي سوري اليوم، من أي طرف كان ولأي فريق انتمى، هو إلى متى سوف تستمر الحرب، وما هي فرص التوصل إلى حل، سواء كان عن طريق الحسم العسكري أو التفاهم السياسي. والجواب 
لا حل للقضية السورية إلا بطريقين:
- تفاهم سوري سوري يوقف الصراعات الدولية من حول سورية ويحد من تأثير الصراعات الإقليمية والدولية التي تدفع نحو توسيع رقعة الحرب وتسعيرها لحل رهانات معلقة على ظهر السوريين وعلى حساب دماء أبنائهم 
- وتفاهم إقليمي ودولي مشترك تفرضه علينا الدول المتفاهمة، بعد التوصل إلى صيغة لتوزيع المصالح الإقليمية والدولية وتحديد مناطق النفوذ في بلدنا، وربما اقتضى اقتسام النفوذ تقسيما للبلاد أيضا. 
ولا يشك أحد في أن من مصلحتنا أن يكون الحل نتيجة تفاهم سوري داخلي، مما يحفظ لنا، بعد كل هذا الدمار والخراب والقتل، حدا أدنى من السيادة والاستقلال ووحدة الشعب والوطن. ويتيح إعادة إطلاق عملية بناء سورية على قاعدة من الاستقرار والامن الداخلي والخارجي. 

الذي يعيق التفاهم السوري الداخلي هو أن الطرف الذي يملك مفاتيح الحل السياسي، بفعل سيطرته على الدولة وأجهزتها، وحتى الآن على رمز الشرعية الدولية، يرفض القبول بالتنازلات التي يفرضها واقع الثورة الشعبية، ويستنجد بالتدخل الخارجي، لفرض الاستسلام على الشعب الذي لا يزال يقاتل منذ سنتين ونيف من أجل حقوق تعتبر في عالم اليوم أكثر من أساسية، وفي مقدمها حقه في أن يقرر مصيره بحرية وأن يختار ممثليه وقادته في انتخابات ديمقراطية لا تتلاعب بها المخابرات والأجهزة الامنية وتقود إلى حالة من العبودية الكاملة التي هي مفجر الثورة الحقيقي.
أما الذي يعيق التوصل إلى حل إقليمي ودولي فهو التناقض العميق في مصالح القوى الإقليمية، ورفض ايران الطامحة إلى استعادة مجد الامبرطورية عواقب التحول السياسي السوري الداخلي على التوازنات الإقليمية القائمة، والتي يشكل وجود النظام السوري حجرا أساسيا فيها. وكذلك طموح روسيا إلى استغلال الحرب الداخلية السورية لاستعادة مواقعها الدولية ودورها المحوري في السياسات العالمية.
واذا استمر الوضع كما هو من دون التوصل إلى حل أو حسم، ستكون النتيجة تفكيك البلاد وتقاسم مناطق النفوذ فيها من قبل القوى الإقليمية والدولية، وتشريد شعبها أو الجزء الأكبر منه.
لن ينقذنا من خطر التفكك وفقدان السيادة والاستقلال نحن السوريين سوى يقظة وطنية حقيقية، وإسقاط الرهانات المتبادلة على القوى الأجنبية، وإعادة بناء وحدتنا الوطنية على قاعدة الاعتراف المتبادل بحقوق السوريين المتساوية وعزل وإقصاء وتحييد تلك القوى الأقلوية التي تدفع على جانبي الصراع إلى التغطية على غياب الحسم بتسعير أوار الحرب وتوسيع رقعتها، ومد لهيبها على أمل تحويلها إلى حرب إقليمية تغرق فيها وتتبخر آمال السوريين ومطالبهم الأساسية في تغيير النظام وبناء دولة الكرامة والحرية والسلطة الديمقراطية.

سياسة الاستسلام أمام العنف لن تفيد إلا في التشجيع عليه




حديث دول اصدقاء سورية المتزايد، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، عن حتمية الحل السياسي من دون تأمين وسائل تحقيقه، وأولها دعم الجيش الحر بما يمكنه من تغيير ميزان القوى وقطع آمال الطغمة المتسلطة في الاستمرار، واتخاذ مواقف حاسمة من الفظائع التي ترتكبها قوات الأسد، وأولها استخدام السلاح الكيماوي ضد السكان العزل، كل ذلك جعل الاسد يشعر بأن المجتمع الدولي غير جدي، أو غير قادر على رد التحدي، بل لقد دفعه ذلك إلى الاعتقاد بأنه بمقدار ما يظهر قدرته على القتل والأذى والخراب سيفرض على الآخر الاعتراف به، وسيتمكن من الهرب من المسؤولية ومحكمة الجنايات الدولية، وينتزع لنفسه المقعد الأعلى في أي مفاوضات محتملة وبالتالي في سورية الجديدة. 
باختصار أصبح تكرار حديث أصدقاء سورية عن حتمية الحل السياسي من دون ضوابط ولا إجراءات تساعد عليه، بدل الحديث السابق عن حتمية تنحي الأسد، اكبر محفز للاسد على الاستمرار في الحرب والتصعيد الوحشي في العنف وقتل المزيد من المواطنين الأبرياء. وإذا استمر موقف المجتمع الدولي على هذا الحال فسوف يدفع ثمن ذلك غاليا ويعلم جميع المجرمين أن الوسيلة الأنجع للهرب من المسؤولية عن الجرائم المرتكبة هي ارتكاب المزيد من الجرائم والتهديد بارتكاب أفظع منها.

الخروج من الحرب السورية


السؤال الأول عند أي سوري اليوم، من أي طرف كان ولأي فريق انتمى، هو إلى متى سوف تستمر الحرب، وما هي فرص التوصل إلى حل، سواء كان عن طريق الحسم العسكري أو التفاهم السياسي. والجواب 
لا حل للقضية السورية إلا بطريقين:
- تفاهم سوري سوري يوقف الصراعات الدولية من حول سورية ويحد من تأثير الصراعات الإقليمية والدولية التي تدفع نحو توسيع رقعة الحرب وتسعيرها لحل رهانات معلقة على ظهر السوريين وعلى حساب دماء أبنائهم 
- وتفاهم إقليمي ودولي مشترك تفرضه علينا الدول المتفاهمة، بعد التوصل إلى صيغة لتوزيع المصالح الإقليمية والدولية وتحديد مناطق النفوذ في بلدنا، وربما اقتضى اقتسام النفوذ تقسيما للبلاد أيضا. 
ولا يشك أحد في أن من مصلحتنا أن يكون الحل نتيجة تفاهم سوري داخلي، مما يحفظ لنا، بعد كل هذا الدمار والخراب والقتل، حدا أدنى من السيادة والاستقلال ووحدة الشعب والوطن. ويتيح إعادة إطلاق عملية بناء سورية على قاعدة من الاستقرار والامن الداخلي والخارجي. 

الذي يعيق التفاهم السوري الداخلي هو أن الطرف الذي يملك مفاتيح الحل السياسي، بفعل سيطرته على الدولة وأجهزتها، وحتى الآن على رمز الشرعية الدولية، يرفض القبول بالتنازلات التي يفرضها واقع الثورة الشعبية، ويستنجد بالتدخل الخارجي، لفرض الاستسلام على الشعب الذي لا يزال يقاتل منذ سنتين ونيف من أجل حقوق تعتبر في عالم اليوم أكثر من أساسية، وفي مقدمها حقه في أن يقرر مصيره بحرية وأن يختار ممثليه وقادته في انتخابات ديمقراطية لا تتلاعب بها المخابرات والأجهزة الامنية وتقود إلى حالة من العبودية الكاملة التي هي مفجر الثورة الحقيقي.
أما الذي يعيق التوصل إلى حل إقليمي ودولي فهو التناقض العميق في مصالح القوى الإقليمية، ورفض ايران الطامحة إلى استعادة مجد الامبرطورية عواقب التحول السياسي السوري الداخلي على التوازنات الإقليمية القائمة، والتي يشكل وجود النظام السوري حجرا أساسيا فيها. وكذلك طموح روسيا إلى استغلال الحرب الداخلية السورية لاستعادة مواقعها الدولية ودورها المحوري في السياسات العالمية.
واذا استمر الوضع كما هو من دون التوصل إلى حل أو حسم، ستكون النتيجة تفكيك البلاد وتقاسم مناطق النفوذ فيها من قبل القوى الإقليمية والدولية، وتشريد شعبها أو الجزء الأكبر منه.
لن ينقذنا من خطر التفكك وفقدان السيادة والاستقلال نحن السوريين سوى يقظة وطنية حقيقية، وإسقاط الرهانات المتبادلة على القوى الأجنبية، وإعادة بناء وحدتنا الوطنية على قاعدة الاعتراف المتبادل بحقوق السوريين المتساوية وعزل وإقصاء وتحييد تلك القوى الأقلوية التي تدفع على جانبي الصراع إلى التغطية على غياب الحسم بتسعير أوار الحرب وتوسيع رقعتها، ومد لهيبها على أمل تحويلها إلى حرب إقليمية تغرق فيها وتتبخر آمال السوريين ومطالبهم الأساسية في تغيير النظام وبناء دولة الكرامة والحرية والسلطة الديمقراطية.

mardi, avril 23, 2013

نظام القتل المنظم للشعب السوري ليس سوريا فحسب.



لا تعبر عمليات القتل الجماعي المروعة التي ارتكبتها ميليشيات الأسد في جديدة الفضل أول أمس، وما رافقها من وحشية وتشفي وتمثيل بأجساد المدنيين الأبرياء، والرقص على جثامينهم في الشوارع والأحياء، بما يذكرنا باحتفالات آكلي لحوم البشر من القبائل البدائية، لا عن القوة ولا عن العزيمة والتصميم وإنما عن الذعر الذي يعيش فيه نظام مجنون فقد كل نوابض العقل والضمير والأخلاق، وهو ينظر إلى الهاوية السحيقة المفتوحة أمامه، هاوية السقوط والموت المحتم. 
لكن ما كان لهذا النظام أن ينجح في الاستمرار وممارسة جنون القتل والتمثيل والتشفي بالضحايا الأبرياء من السوريين، لولم يشعر بأنه لا يزال يتمتع بدعم كبير من حكومة ايران والميليشيات العراقية واللبنانية، وبحماية روسيا ورعايتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية. 
وما كان له أن يمعن في التصعيد في العنف إلى ما وراء حدود اي حساب، لو لم يتأكد، خلال الأشهر الطويلة الماضية، من أنه سيتمكن من الهرب من العقاب. وهذا ما توحي له به سياسة المجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري، التي تصر على أنه لا حل للكارثة السورية سوى الحل السلمي، وأن مثل هذا الحل يعني أن النظام لا بد أن يكون جزءا منه، أي من المستقبل أيضا. 
على نذالة المجتمع الدولي وجبن سياسات تجمع "أصدقاء الشعب السوري"، وانانية الدول الكبرى التي خانت مباديء ميثاق الأمم المتحدة والعهود الدولية الأخرى المتعلقة بحقوق الانسان، ورفضها القيام بأي عمل حدي لوضع حد للمجازر اليومية التي تدمي لها قلوب كل صاحب ضمير، راهن الأٍسد ولا يزال يراهن في اتخاذه قرار التصعيد في القتل بلا حدود. بل لقد شجعه هذا على أن يفكر بأنه كلما زاد في القتل واستعراض مشاهد العنف العاري والتمثيل والتشفي من المدنيين الأبرياء، يظهر عجز المجتمع الدولي ويضع صدقيته في مأزق، ليجبر الشعب والثوار بشكل أكبر على القبول به جزءا من الحل . وكلما قتل أكثر كان موقعه في الحل المطروح أقوى وحصته منه أكبر.
كل هؤلاء الذين يدعمون المجرم وسياساته ويجدون له المبررات والذرائع، ويقدمون له شبكات الحماية والدفاع، مشاركون في الجريمة، التي لم تعد جريمة دعم الديكتاتورية كما كانت خلال أربعين عاما، وإنما جريمة اغتيال شعب وتحطيم نسيجه وتدمير بيئة حياته وشروط وجوده الأساسية. وهم مسؤولون، وسيبقون مسؤولين، أمام التاريخ والضمير الانساني والشعب السوري وجميع الشعوب المتعلقة بالحرية، عن الضلوع، بسبب الجبن أو التخاذل أو اللامبالاة، في الجريمة وعدم مد يد العون إلى شعب يتعرض لحرب إبادة جماعية.

نظام القتل المنظم للشعب السوري ليس سوريا فحسب.



لا تعبر عمليات القتل الجماعي المروعة التي ارتكبتها ميليشيات الأسد في جديدة الفضل أول أمس، وما رافقها من وحشية وتشفي وتمثيل بأجساد المدنيين الأبرياء، والرقص على جثامينهم في الشوارع والأحياء، بما يذكرنا باحتفالات آكلي لحوم البشر من القبائل البدائية، لا عن القوة ولا عن العزيمة والتصميم وإنما عن الذعر الذي يعيش فيه نظام مجنون فقد كل نوابض العقل والضمير والأخلاق، وهو ينظر إلى الهاوية السحيقة المفتوحة أمامه، هاوية السقوط والموت المحتم. 
لكن ما كان لهذا النظام أن ينجح في الاستمرار وممارسة جنون القتل والتمثيل والتشفي بالضحايا الأبرياء من السوريين، لولم يشعر بأنه لا يزال يتمتع بدعم كبير من حكومة ايران والميليشيات العراقية واللبنانية، وبحماية روسيا ورعايتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية. 
وما كان له أن يمعن في التصعيد في العنف إلى ما وراء حدود اي حساب، لو لم يتأكد، خلال الأشهر الطويلة الماضية، من أنه سيتمكن من الهرب من العقاب. وهذا ما توحي له به سياسة المجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري، التي تصر على أنه لا حل للكارثة السورية سوى الحل السلمي، وأن مثل هذا الحل يعني أن النظام لا بد أن يكون جزءا منه، أي من المستقبل أيضا. 
على نذالة المجتمع الدولي وجبن سياسات تجمع "أصدقاء الشعب السوري"، وانانية الدول الكبرى التي خانت مباديء ميثاق الأمم المتحدة والعهود الدولية الأخرى المتعلقة بحقوق الانسان، ورفضها القيام بأي عمل حدي لوضع حد للمجازر اليومية التي تدمي لها قلوب كل صاحب ضمير، راهن الأٍسد ولا يزال يراهن في اتخاذه قرار التصعيد في القتل بلا حدود. بل لقد شجعه هذا على أن يفكر بأنه كلما زاد في القتل واستعراض مشاهد العنف العاري والتمثيل والتشفي من المدنيين الأبرياء، يظهر عجز المجتمع الدولي ويضع صدقيته في مأزق، ليجبر الشعب والثوار بشكل أكبر على القبول به جزءا من الحل . وكلما قتل أكثر كان موقعه في الحل المطروح أقوى وحصته منه أكبر.
كل هؤلاء الذين يدعمون المجرم وسياساته ويجدون له المبررات والذرائع، ويقدمون له شبكات الحماية والدفاع، مشاركون في الجريمة، التي لم تعد جريمة دعم الديكتاتورية كما كانت خلال أربعين عاما، وإنما جريمة اغتيال شعب وتحطيم نسيجه وتدمير بيئة حياته وشروط وجوده الأساسية. وهم مسؤولون، وسيبقون مسؤولين، أمام التاريخ والضمير الانساني والشعب السوري وجميع الشعوب المتعلقة بالحرية، عن الضلوع، بسبب الجبن أو التخاذل أو اللامبالاة، في الجريمة وعدم مد يد العون إلى شعب يتعرض لحرب إبادة جماعية.

استعادة السيطرة على القرار السوري



اعتقد اننا تساهلنا نحن المعارضة كثيرا تجاه تدخلات الدول الشقيقة والصديقة في شؤون تنظيمنا وعملنا الداخلية، من الجيش الحر إلى قوى الثورة والمعارضة الأخرى. وربما كان السبب ثقتنا الزائدة بأنفسنا أو إحساسنا بوحدة المصالح العربية. وبالنسبة لبعضنا كانت التبعية ثقافة سياسية.
لكن ندرك الآن أننا لن نتحرر من النظام القاتل قبل أن نحرر أنفسنا من الارتهان لإرادة الدول، بما فيها الصديقة التي تدعمنا. وعلينا منذ الآن أن لا نسمح لأي طرف أن يقرر مكاننا ويشارك في تنظيم شؤوننا مهما كان، وأن لا يقوم بعمل يمسنا من دون التشاور معنا، سواء تعلق الأمر بالسلاح أو الإغاثة أو القرارات السياسية والدبلوماسية. وعلى أخوتنا السوريين المنتشرين في كل مكان من الذين يدعمون الثورة أن يدركوا هم كذلك أن أي دعم لا يكون بهدف وطني شامل لن يساهم في تحرير شعبنا وبلدنا، وإن الدعم لشراء الولاءات يفاقم من محنتنا ويعزز انقساماتنا ويقوى أعداءنا الذين لا يقتصرون اليوم على نظام القتلة المتمركز في دمشق وحده.

نظام القتل المنظم للشعب السوري ليس سوريا فحسب.



لا تعبر عمليات القتل الجماعي المروعة التي ارتكبتها ميليشيات الأسد في جديدة الفضل أول أمس، وما رافقها من وحشية وتشفي وتمثيل بأجساد المدنيين الأبرياء، والرقص على جثامينهم في الشوارع والأحياء، بما يذكرنا باحتفالات آكلي لحوم البشر من القبائل البدائية، لا عن القوة ولا عن العزيمة والتصميم وإنما عن الذعر الذي يعيش فيه نظام مجنون فقد كل نوابض العقل والضمير والأخلاق، وهو ينظر إلى الهاوية السحيقة المفتوحة أمامه، هاوية السقوط والموت المحتم. 
لكن ما كان لهذا النظام أن ينجح في الاستمرار وممارسة جنون القتل والتمثيل والتشفي بالضحايا الأبرياء من السوريين، لولم يشعر بأنه لا يزال يتمتع بدعم كبير من حكومة ايران والميليشيات العراقية واللبنانية، وبحماية روسيا ورعايتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية. 
وما كان له أن يمعن في التصعيد في العنف إلى ما وراء حدود اي حساب، لو لم يتأكد، خلال الأشهر الطويلة الماضية، من أنه سيتمكن من الهرب من العقاب. وهذا ما توحي له به سياسة المجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري، التي تصر على أنه لا حل للكارثة السورية سوى الحل السلمي، وأن مثل هذا الحل يعني أن النظام لا بد أن يكون جزءا منه، أي من المستقبل أيضا. 
على نذالة المجتمع الدولي وجبن سياسات تجمع "أصدقاء الشعب السوري"، وانانية الدول الكبرى التي خانت مباديء ميثاق الأمم المتحدة والعهود الدولية الأخرى المتعلقة بحقوق الانسان، ورفضها القيام بأي عمل حدي لوضع حد للمجازر اليومية التي تدمي لها قلوب كل صاحب ضمير، راهن الأٍسد ولا يزال يراهن في اتخاذه قرار التصعيد في القتل بلا حدود. بل لقد شجعه هذا على أن يفكر بأنه كلما زاد في القتل واستعراض مشاهد العنف العاري والتمثيل والتشفي من المدنيين الأبرياء، يظهر عجز المجتمع الدولي ويضع صدقيته في مأزق، ليجبر الشعب والثوار بشكل أكبر على القبول به جزءا من الحل . وكلما قتل أكثر كان موقعه في الحل المطروح أقوى وحصته منه أكبر.
كل هؤلاء الذين يدعمون المجرم وسياساته ويجدون له المبررات والذرائع، ويقدمون له شبكات الحماية والدفاع، مشاركون في الجريمة، التي لم تعد جريمة دعم الديكتاتورية كما كانت خلال أربعين عاما، وإنما جريمة اغتيال شعب وتحطيم نسيجه وتدمير بيئة حياته وشروط وجوده الأساسية. وهم مسؤولون، وسيبقون مسؤولين، أمام التاريخ والضمير الانساني والشعب السوري وجميع الشعوب المتعلقة بالحرية، عن الضلوع، بسبب الجبن أو التخاذل أو اللامبالاة، في الجريمة وعدم مد يد العون إلى شعب يتعرض لحرب إبادة جماعية.

lundi, avril 22, 2013

استقالة معاذ الخطيب



أحمد معاذ الخطيب من الشخصيات المحببة التي دخلت ميدان السياسة السورية في أصعب الظروف، وليس هناك أك مني من يمكن أن يتفهم رغبته في الاستقالة التي سبقته إليها، بسبب الضغوط المتقاطعة التي يتعرض لها من يتسلم موقع المسؤولية في القضية السورية، من خارج الإئتلاف وبشكل خاص من داخله، والشللية التي تميز عمل السوريين، والتي تدفع كل فريق إلى شد البساط نحوه، غير عابيء بأي مصلحة عامة ومفتقر لروح المسؤولية، بل لأي مفهوم للعمل العام، أعنى العمل للشعب والناس والوطن. 
لكنني لم أفهم معنى السياق الذي قدم فيه رئيس المجلس الوطني استقالته والتبرير الذي اعطاه لها. أن تعلم أصحاب الشأن، أعني أعضاء الإئتلاف أنك لن تستمر وأن عليهم أن يبحثوا عن بديل شيء طبيعي، وهو العمل حسب الأصول، لكن أن ترمي باستقالتك أمام الدول الأجنبية، حتى لو سمت نفسها تجمع أصدقاء سورية، يعني أنك تتصرف كما لو كنت موظفا في شركة تابعة لهم، ولا تريد أن تستمر. وبالمثل، أن تقدم استقالتك لأنهم لم يقوموا بما تطلبه منهم كما لو أنك تفترض أن القضية قضيتهم، وأن تقصيرهم بحقك يمنعك من الاستمرار. 
رئيس الائتلاف ليس ممثلا لتجمع أصدقاء سورية ولا يعمل لحسابهم. ولأنه لم يعين من قبلهم فهو لا يقدم لهم الاستقالة. يقدم الاستقالة لمن انتخبوه وهم أعضاء الائتلاف، الذين من المفترض أنهم يمثلون الشعب السوري. ولا أحد يقدم أستقالته للشعب السوري لأن من يدعون صداقته لم يصدقوا معه. 
موقع الرئاسة في المعارضة ليس تشريفا ولا قفصا ذهبيا. هو بالعكس مسؤولية كبيرة وهم وتعب وعناء لا يتوقف. وتركه من دون مبرر جدي هو تخل عن الواجب والمسؤولية، فما بالك بتركه بذريعة عدم تجاوب المجتمع الدولي مع الرئيس؟ إذا كانت هذه الاستقالة صحيحة لأصبح من غير الوطني لأي مرشح جديد أن يتسلم الرئاسة، لأن تسلمه لها يعني أنه يقبل من قبل المجتمع الدولي بما لم يقبل به معاذ الخطيب، وأن وطنيته مشكوك فيها. ولو كان من الصحيح أن يكون اعتراضنا على الموقف الدولي المتخاذل هو أن نقدم استقالتنا لكان على جميع أعضاء الإئتلاف أن يفعلوا ذلك، بل لكان من الواجب الوطني حل الإئتلاف. 
أفهم أن أقدم استقالتي احتجاجا على رفاقي الذين لا يعملون أو لا يتعاونون كفاية معي حتى ننجز المهام الموكلة لنا. لكن لا أفهم أن استقيل احتجاجا على عدم استجابة المجتمع الدولي لمطالبي المحقة. في هذه الحالة من الذي سيعمل لتحقيق هذه المطالب؟ وكيف نغير مواقف الدول حتى تكون أكثر استجابة لمطالبنا، ثم لماذا أتوقع أن تفيد استقالتي في تغيير مواقف هذه الدول وهي أساسا غير مهتمة كثيرا بنا وبقضيتنا؟ بالعكس ربما يستغلون هذه الاستقالة ليبرروا تقاعسهم ويرموا الكرة ثانية لملعب المعارضة المفككة والضعيفة. وفي النهاية لا يحن على العود كما نقول إلا قشره.
معاذ الخطيب طاقة كبيرة وخسارة كبيرة. كان ينبغي أن يستمر لأنه الشخص المناسب لهذه المرحلة بامتياز، بالرغم من كل الانتقادات التي وجهها له البعض بسبب عدم التزامه بقواعد العمل السياسي المتعارف عليها، وربما أساسا بسبب ذلك. لكن استقالته بالطريقة التي جاءت بها أضعفت الثورة والمعارضة. الثائر لا يستقيل لأن خصمه أو حليفه لم يعترف به أو لم يتعامل معه كما كان ينبغي. الثائر يظل يطرق الباب حتى تحقيق الهدف. ويطرقه بقوة أكثر لكن لا ينسحب ولا يضعف ولا يقرف من سلوك خصومه أو حتى حلفائه المفترضين أو الافتراضيين.

dimanche, avril 21, 2013

استقالة معاذ الخطيب



أحمد معاذ الخطيب من الشخصيات المحببة التي دخلت ميدان السياسة السورية في أصعب الظروف، وليس هناك أكثر مني من يمكن أن يتفهم رغبته في الاستقالة التي سبقته إليها، بسبب الضغوط المتقاطعة التي يتعرض لها من يتسلم موقع المسؤولية في القضية السورية، من خارج الإئتلاف وبشكل خاص من داخله، والشللية التي تميز عمل السوريين، والتي تدفع كل فريق إلى شد البساط نحوه، غير عابيء بأي مصلحة عامة ومفتقر لروح المسؤولية، بل لأي مفهوم للعمل العام، أعنى العمل للشعب والناس والوطن. 
لكنني لم أفهم معنى السياق الذي قدم فيه رئيس المجلس الوطني استقالته والتبرير الذي اعطاه لها. أن تعلم أصحاب الشأن، أعني أعضاء الإئتلاف أنك لن تستمر وأن عليهم أن يبحثوا عن بديل شيء طبيعي، وهو العمل حسب الأصول، لكن أن ترمي باستقالتك أمام الدول الأجنبية، حتى لو سمت نفسها تجمع أصدقاء سورية، يعني أنك تتصرف كما لو كنت موظفا في شركة تابعة لهم، ولا تريد أن تستمر. وبالمثل، أن تقدم استقالتك لأنهم لم يقوموا بما تطلبه منهم كما لو أنك تفترض أن القضية قضيتهم، وأن تقصيرهم بحقك يمنعك من الاستمرار. 
رئيس الائتلاف ليس ممثلا لتجمع أصدقاء سورية ولا يعمل لحسابهم. ولأنه لم يعين من قبلهم فهو لا يقدم لهم الاستقالة. يقدم الاستقالة لمن انتخبوه وهم أعضاء الائتلاف، الذين من المفترض أنهم يمثلون الشعب السوري. ولا أحد يقدم أستقالته للشعب السوري لأن من يدعون صداقته لم يصدقوا معه. 
موقع الرئاسة في المعارضة ليس تشريفا ولا قفصا ذهبيا. هو بالعكس مسؤولية كبيرة وهم وتعب وعناء لا يتوقف. وتركه من دون مبرر جدي هو تخل عن الواجب والمسؤولية، فما بالك بتركه بذريعة عدم تجاوب المجتمع الدولي مع الرئيس؟ إذا كانت هذه الاستقالة صحيحة لأصبح من غير الوطني لأي مرشح جديد أن يتسلم الرئاسة، لأن تسلمه لها يعني أنه يقبل من قبل المجتمع الدولي بما لم يقبل به معاذ الخطيب، وأن وطنيته مشكوك فيها. ولو كان من الصحيح أن يكون اعتراضنا على الموقف الدولي المتخاذل هو أن نقدم استقالتنا لكان على جميع أعضاء الإئتلاف أن يفعلوا ذلك، بل لكان من الواجب الوطني حل الإئتلاف. 
أفهم أن أقدم استقالتي احتجاجا على رفاقي الذين لا يعملون أو لا يتعاونون كفاية معي حتى ننجز المهام الموكلة لنا. لكن لا أفهم أن استقيل احتجاجا على عدم استجابة المجتمع الدولي لمطالبي المحقة. في هذه الحالة من الذي سيعمل لتحقيق هذه المطالب؟ وكيف نغير مواقف الدول حتى تكون أكثر استجابة لمطالبنا، ثم لماذا أتوقع أن تفيد استقالتي في تغيير مواقف هذه الدول وهي أساسا غير مهتمة كثيرا بنا وبقضيتنا؟ بالعكس ربما يستغلون هذه الاستقالة ليبرروا تقاعسهم ويرموا الكرة ثانية لملعب المعارضة المفككة والضعيفة. وفي النهاية لا يحن على العود كما نقول إلا قشره.
معاذ الخطيب طاقة كبيرة وخسارة كبيرة. كان ينبغي أن يستمر لأنه الشخص المناسب لهذه المرحلة بامتياز، بالرغم من كل الانتقادات التي وجهها له البعض بسبب عدم التزامه بقواعد العمل السياسي المتعارف عليها، وربما أساسا بسبب ذلك. لكن استقالته بالطريقة التي جاءت بها أضعفت الثورة والمعارضة. الثائر لا يستقيل لأن خصمه أو حليفه لم يعترف به أو لم يتعامل معه كما كان ينبغي. الثائر يظل يطرق الباب حتى تحقيق الهدف. ويطرقه بقوة أكثر لكن لا ينسحب ولا يضعف ولا يقرف من سلوك خصومه أو حتى حلفائه المفترضين أو الافتراضيين.

استقالة معاذ الخطيب


أحمد معاذ الخطيب من الشخصيات المحببة التي دخلت ميدان السياسة السورية في أصعب الظروف، وليس هناك أكثر مني من يمكن أن يتفهم رغبته في الاستقالة التي سبقته إليها، بسبب الضغوط المتقاطعة التي يتعرض لها من يتسلم موقع المسؤولية في القضية السورية، من خارج الإئتلاف وبشكل خاص من داخله، والشللية التي تميز عمل السوريين، والتي تدفع كل فريق إلى شد البساط نحوه، غير عابيء بأي مصلحة عامة ومفتقر لروح المسؤولية، بل لأي مفهوم للعمل العام، أعنى العمل للشعب والناس والوطن. 
لكنني لم أفهم معنى السياق الذي قدم فيه رئيس المجلس الوطني استقالته والتبرير الذي اعطاه لها. أن تعلم أصحاب الشأن، أعني أعضاء الإئتلاف أنك لن تستمر وأن عليهم أن يبحثوا عن بديل شيء طبيعي، وهو العمل حسب الأصول، لكن أن ترمي باستقالتك أمام الدول الأجنبية، حتى لو سمت نفسها تجمع أصدقاء سورية، يعني أنك تتصرف كما لو كنت موظفا في شركة تابعة لهم، ولا تريد أن تستمر. وبالمثل، أن تقدم استقالتك لأنهم لم يقوموا بما تطلبه منهم كما لو أنك تفترض أن القضية قضيتهم، وأن تقصيرهم بحقك يمنعك من الاستمرار. 
رئيس الائتلاف ليس ممثلا لتجمع أصدقاء سورية ولا يعمل لحسابهم. ولأنه لم يعين من قبلهم فهو لا يقدم لهم الاستقالة. يقدم الاستقالة لمن انتخبوه وهم أعضاء الائتلاف، الذين من المفترض أنهم يمثلون الشعب السوري. ولا أحد يقدم أستقالته للشعب السوري لأن من يدعون صداقته لم يصدقوا معه. 
موقع الرئاسة في المعارضة ليس تشريفا ولا قفصا ذهبيا. هو بالعكس مسؤولية كبيرة وهم وتعب وعناء لا يتوقف. وتركه من دون مبرر جدي هو تخل عن الواجب والمسؤولية، فما بالك بتركه بذريعة عدم تجاوب المجتمع الدولي مع الرئيس؟ إذا كانت هذه الاستقالة صحيحة لأصبح من غير الوطني لأي مرشح جديد أن يتسلم الرئاسة، لأن تسلمه لها يعني أنه يقبل من قبل المجتمع الدولي بما لم يقبل به معاذ الخطيب، وأن وطنيته مشكوك فيها. ولو كان من الصحيح أن يكون اعتراضنا على الموقف الدولي المتخاذل هو أن نقدم استقالتنا لكان على جميع أعضاء الإئتلاف أن يفعلوا ذلك، بل لكان من الواجب الوطني حل الإئتلاف. 
أفهم أن أقدم استقالتي احتجاجا على رفاقي الذين لا يعملون أو لا يتعاونون كفاية معي حتى ننجز المهام الموكلة لنا. لكن لا أفهم أن استقيل احتجاجا على عدم استجابة المجتمع الدولي لمطالبي المحقة. في هذه الحالة من الذي سيعمل لتحقيق هذه المطالب؟ وكيف نغير مواقف الدول حتى تكون أكثر استجابة لمطالبنا، ثم لماذا أتوقع أن تفيد استقالتي في تغيير مواقف هذه الدول وهي أساسا غير مهتمة كثيرا بنا وبقضيتنا؟ بالعكس ربما يستغلون هذه الاستقالة ليبرروا تقاعسهم ويرموا الكرة ثانية لملعب المعارضة المفككة والضعيفة. وفي النهاية لا يحن على العود كما نقول إلا قشره.
معاذ الخطيب طاقة كبيرة وخسارة كبيرة. كان ينبغي أن يستمر لأنه الشخص المناسب لهذه المرحلة بامتياز، بالرغم من كل الانتقادات التي وجهها له البعض بسبب عدم التزامه بقواعد العمل السياسي المتعارف عليها، وربما أساسا بسبب ذلك. لكن استقالته بالطريقة التي جاءت بها أضعفت الثورة والمعارضة. الثائر لا يستقيل لأن خصمه أو حليفه لم يعترف به أو لم يتعامل معه كما كان ينبغي. الثائر يظل يطرق الباب حتى تحقيق الهدف. ويطرقه بقوة أكثر لكن لا ينسحب ولا يضعف ولا يقرف من سلوك خصومه أو حتى حلفائه المفترضين أو الافتراضيين.

samedi, avril 20, 2013

اجتماع اصدقاء سورية في استنبول



الدعوة لاجتماع تجمع أصدقاء سورية الذي عقد اليوم في استنبول كانت لهدفين. الأول أراد فيه الغربيون أن يطمئنونا على استمرار دعمهم غير المسلح. والثاني وهو الأهم والمهم، أن ينتزعوا منا، مقابل التزامهم بتحسين وسائل الدعم، وليس بالضرورة الدعم بالسلاح التزاما واضحا في موضوعين: الموقف الواضح من جبهة النصرة التي أصبحت تعامل معاملة القاعدة، بعد أن نسبت نفسها إليها من دون أي داع ولا مناسبة حتى لو والتها. والموقف الواضح من الأسلحة الكيماوية السورية. هذا هو هدف هذا الاجتماع وكل الاجتماعات القادمة المتسارعة للتوصل إلى اتفاق. 
وكما كنت قد ذكرت في اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف، سنواجه ديبلوماسية الثورة منذ الآن مفاوضات صعبة، ليس بين المعارضة والنظام، فهذه قد انتهت وأنهاها عناد النظام وصلفه وعدوانيته المفرطة، إنما بين المعارضة، بشقيها المدني والمسلح، والمجتمع الدولي ممثلا بتجمع أصدقاء سورية. تتعلق هذه المفاوضات بإعادة تحديد موقع سورية ودورها ومكانتها في الإقليم. 
فبمقدار اقترابنا من الحسم، أو بالأحرى من قرار الحسم، وأعتقد أننا نلف حوله الآن، وهو ما يستدعي تدخلا غرييا بوسائل تكنولوجية ومعلوماتية تغير ميزان القوة، حتى من دون أسلحة نوعية، أقول بمقدار ما نقترب من ساعة الحسم، سنواجه ضغوطات غربية قوية للتخلي عن بعض أوراقنا والقبول بتنازلات. لذلك علينا أن نذهب بأفكار واضحة ومطالب واضحة وصف موحد. وإذا اضطررنا بالفعل للقيام بها لا ينبغي أن نفعل ذلك من دون ثمن. وهذا الثمن هو حفظ مصالحنا الوطنية ورفض التفريط بها: وعلى رأسها تحرير سورية من نظام الارهاب والرق والعبودية، حماية المدنيين وإغاثتهم، ورعاية الجرحى والمنكوبين واللاجئين والنازحين، والحفاظ على وحدة سورية أرضا وشعبا، والتمسك بحقوقنا في أراضينا المحتلة، وفي إعادة الاعمار بعد انتهاء الحرب وزوال النظام. وفي جميع هذه المسائل بنبغي أن نحصل على التزامات دولية مكتوبة وواضحة.
هذه المفاوضات تحتاج إلى تحضير جيد من قبل الهيئة السياسية للإئتلاف وإلى مشاورات بين المسؤولين المدنيين والعسكريين، ويستدعي تشكيل فريق قوي وخبير. للأسف كل ذلك لم يحصل. ولا أحد يعرف السبب. ولعله استمرار منطق الفهلوية والإلهام الذي حكم سلوك زعماء العرب منذ عهد طويل.

mercredi, avril 10, 2013

في معنى الوطنية



ونحن نعيش لحظة إعادة بناء الفكرة الوطنية الجديدة بعد انهيار الفكرة الوطنية القديمة القائمة على الاتحاد ضد عدو خارجي، ربما كان من المفيد أن نتذكر أن:
الوطنية تعني أن ننمي فكرة الانتماء لسورية قبل الانتماء لاي فريق سياسي أو غير سياسي، حتى نعمق الشعور الوطني، بل أن نعيد انتاجه بعد ان قضى عليه دهر من الحكم الاستثنائي الفردي والاستبدادي الفاشي. وأن نتجنب ما أمكننا النزاعات والخلافات الداخلية. من دون ذلك لن نتكون كشعب ولن نعرف معنى الوطنية. 
والوطنية هي ان نتعلم ان ننظر إلى أنفسنا، في ما وراء انتماءاتنا الخاصة المشروعة، اولا كسوريين، وحتى نكون سوريين ينبغي أن يمتلك كل فرد منا وعيا بما يجعل منه شريكا للفرد الآخر وأخا له في الوطن المشترك، والوطنية تعني أن نرى، في ما وراء مصالحنا الخاصة الشخصية أو الفئوية مصالحنا العامة التي تمكننا من العيش معا وتمنح وطننا فرصة التقدم والازدهار، أي كل ما يجعل من سورية دولة مستقرة أمنة عزيزة قوية ومتنامية وما يجعل من شعبها شعبا حرا موحدا ومتضامنا ومتعاونا. وهذه هي المصالح العليا. 
والوطنية تعني ان نؤسس لممارسة جمعية تقدم المشترك الجامع على ما يقسم ويفرق، وتخضع فيها المصالح الفئوية، مهما كان نوعها، للمصالح العامة، وترسخ في أذهان الجميع أن الحقوق الخاصة تنتهي عندما تبدأ الحقوق العامة.
والوطنية تعني أن ندرب أنفسنا في حل المسائل المختلف عليها على التفاوض والحلول السياسية السلمية، وأن نسعى ما أمكننا إلى تجنب النزاعات والعنف بين أبناء الشعب وداخل الوطن الواحد،

في معنى الوطنية


ونحن نعيش لحظة إعادة بناء الفكرة الوطنية الجديدة بعد انهيار الفكرة الوطنية القديمة القائمة على الاتحاد ضد عدو خارجي، ربما كان من المفيد أن نتذكر أن:
الوطنية تعني أن ننمي فكرة الانتماء لسورية قبل الانتماء لاي فريق سياسي أو غير سياسي، حتى نعمق الشعور الوطني، بل أن نعيد انتاجه بعد ان قضى عليه دهر من الحكم الاستثنائي الفردي والاستبدادي الفاشي. وأن نتجنب ما أمكننا النزاعات والخلافات الداخلية. من دون ذلك لن نتكون كشعب ولن نعرف معنى الوطنية. 
والوطنية هي ان نتعلم ان ننظر إلى أنفسنا، في ما وراء انتماءاتنا الخاصة المشروعة، اولا كسوريين، وحتى نكون سوريين ينبغي أن يمتلك كل فرد منا وعيا بما يجعل منه شريكا للفرد الآخر وأخا له في الوطن المشترك، والوطنية تعني أن نرى، في ما وراء مصالحنا الخاصة الشخصية أو الفئوية مصالحنا العامة التي تمكننا من العيش معا وتمنح وطننا فرصة التقدم والازدهار، أي كل ما يجعل من سورية دولة مستقرة أمنة عزيزة قوية ومتنامية وما يجعل من شعبها شعبا حرا موحدا ومتضامنا ومتعاونا. وهذه هي المصالح العليا. 
والوطنية تعني ان نؤسس لممارسة جمعية تقدم المشترك الجامع على ما يقسم ويفرق، وتخضع فيها المصالح الفئوية، مهما كان نوعها، للمصالح العامة، وترسخ في أذهان الجميع أن الحقوق الخاصة تنتهي عندما تبدأ الحقوق العامة.
والوطنية تعني أن ندرب أنفسنا في حل المسائل المختلف عليها على التفاوض والحلول السياسية السلمية، وأن نسعى ما أمكننا إلى تجنب النزاعات والعنف بين أبناء الشعب وداخل الوطن الواحد،

lundi, avril 08, 2013

حزب الله من دون أقنعة ومساحيق


مع كل تشييع لأصحاب "المهام الجهادية" في لبنان يتأكد تورط حزب الله في الحرب الوحشية التي تشنها عصابة أجنبية متسلطة، أعمتها العنصرية والطائفية المريضة، على شعب سوري قرر الحياة بأي ثمن. ومع كل قتيل من عناصر حزب الله، تتكشف حقيقة السياسة التي وضعت قادة حزب الله وحزبهم وطائفتهم في المكان الخطأ، بل في أسوأ وأخطر مكان، 
نحن نفهم أن تنزع الطغمة الطائفية الحاكمة في ايران إلى تحويل حزب الله إلى ذراع ضاربة لخدمة مصالحها وحروب نفوذها الاقليمية، لكن لا نفهم ماهي مصلحة شيعة لبنان الذين يدعي حزب الله خدمتهم في أن يضعوا أنفسهم في مواجهة إرادة شعب شقيق وجار، وفي خدمة نظام يعرف القاصي والداني جرائمه كما يعرف أنه مدان عاجلا او آجلا؟ وما هي مصلحة حزب الله الذي كان عنوانا للمقاومة الوطنية في أن يحول نفسه إلى أداة لخدمة أهداف امبريالية طائفية متخلفة، ويصبح رمزا لوأد تطلع الشعوب العربية للحرية والكرامة، وحليفا لأكبر نظام ضامن لأمن واستقرار اسرائيل،
بإشراك حزب الله في هذه الحرب القذرة، كشفت ايران عن حقيقة الحزب الذي أنشأته ومولته ووجهته ليكون ذراعا للتوسع الايراني في المنطقة العربية، ووسيلة لقمع شعوبها، وشريكا في إخضاعها لأنظمة القتل والطغيان. 
لم تنه هذه المشاركة أسطورة حزب الله المقاوم والممانع فحسب، ولكنها حولته إلى أكبر خطر على الطائفة التي كونته ورعته، بمقدار ما قوضت الاسس الأخلاقية والسياسية التي قام عليها. فبدل أن يكون الدرع الحامي لأقلية عانت الكثير من ظلم الآخرين، تحول إلى أداة لتكريس سياسة القتل والدمار وتهديد حياة السوريين. 
وعندما ستبدأ ايران، التي ترسل منذ الآن رسائل متواترة للمعارضة السورية لفتح مفاوضات على حقبة ما بعد الأسد، في تغيير سياستها، سيجد قادة حزب الله أنفسهم معلقين في الفراغ، من دون حماية ولا دعم، وإذا بقي لديهم في ذلك الوقت بعض الضمير سوف يندمون على الجرائم التي ارتكبوها، ليس ضد الشعب السوري فحسب وإنما ضد شعبهم اللبناني وطائفتهم ذاتها. وسوف يحاسبون عليها ككل مجرمي الحرب، بالتضامن مع شركائهم، في أكبر جريمة عرفتها البشرية في هذا القرن، جريمة قتل شعب واغتيال مستقبله، وتدمير حضارة كاملة، تلبية لنداء الطائفية البغيض.

dimanche, avril 07, 2013

حول اجتماع وزراء خارجية الدول الغربية بالمعارضة اليوم في لندن



التقدم الذي يحرزه الجيش الحر كل يوم في جبهات القتال، في الجنوب والشرق والشمال، يبين أن مقاتلي الحرية قادرين على قلب ميزان القوى لو توفرت لهم الأسلحة الضرورية والذخيرة اللازمة. وهذا ما فهمته الدول "الصديقة" التي سيجتمع قادة دبلوماسيتها، الفرنسي والبريطاني والأمريكي، اليوم الأحد في٧ نيسان، في لندن مع قادة المعارضة لمناقشة مسألة رفع الحظر عن تسليح المعارضة أو بالأحرى المساومة عليه، بعد انتظار سنتين. 
تسليح الشعب السوري الذي يخوض معركة الشرف، ليس بالنسبة للسوريين فقط وإنما لعموم الإنسانية، حق طبيعي لا يقبل المناقشة ولا ينبغي أن يساوم عليه، لا في مسألة الأسلحة الكيماوية ولا في محاصرة الجهاديين باسم الحرب على الارهاب. كل السوريين الذين يحملون البندقية متحدين، وينبغي أن يظلوا كذلك، في مواجهة نظام العنف والجريمة المنظمة والفساد الذي لم يكن هو نفسه إلا صنيعة الغرب، والذي حافظ عليه لعقود طويلة في سبيل ارهاب الشعب السوري وتحييده. إن تمكين الشعب السوري من التحرر من هذا الكابوس واجب وليس منة ولا حسنة، وإن تطهير المنطقة من بؤرة الفساد الذي يشكلها هذا النظام ليس مصلحة سورية فحسب وإنما هو مصلحة إقليمية بل عالمية، بمقدار ما يشكل مساهمة تاريخية في اجتثاث بؤرة من أكبر بؤر التآمر على الشعوب وإرهابها مما شهده العالم في الأربعين سنة الماضية.

mercredi, avril 03, 2013

عن المعارضة ومعضلاتها مرة اخرى



الوضع المؤسي الذي لا يزال يميز سلوك المعارضة التي لا تكاد تخرج من أزمة حتى تدخل في أزمة جديدة، يثير مشاكل كبيرة للثورة السورية التي تواجه أعظم التحديات في الداخل والخارج. فهو يحبط قطاعات كبيرة من الرأي العام المناصر للثورة بما يؤكده من انعدام النضج عند النخبة السياسية الجديدة الطامحة لقيادة البلاد، وما يبعثه ذلك من قلق ومخاوف على مستقبل الثورة أيضا ومصيرها بعد التضحيات العظيمة التي لم يسبق أن قدمها شعب لنيل حريته وحقوقه الطبيعية. ويساهم هذا الوضع أيضا في تقديم الأعذار للعديد من الدول الصديقة كي تستمر في ترددها في الوفاء بالتزاماتها تجاه الثورة والشعب. 
والقول بأن المعارضة قد فقدت رصيدها أو أن على الثوار عدم التطلع إلى معارضة الخارج والتوجه نحو معارضة الداخل أو أن الثورة ليست بحاجة إلى المعارضة بأكملها، ربما "يفش القهر" لكنه لا يقدم حلا. فالرأي العام السوري والدولي يريد أن يرى قيادة سياسية ونخبة وطنية جديدة قادرة على الإمساك بزمام الأمور وإعادة بناء الدولة والمؤسسات وتشغيلها لصالح الشعب وعلى قاعدة العمل القانوني والإداري السليم. واستمرار المعارضة في ممارسات لا تدل على شعور كبير بالمسؤولية الخطيرة التي سوف تقع على من يتصدى لحكم البلاد في مستقبل قريب يطرح على المجتمع السوري والمجتمع الدولي معا تحديات لا نستطيع الهرب من مواجهتها. 
هناك في نظري سببان رئيسيان لهذا التشتت في الصف والرأي والاعتبار لدى المعارضة. الاول هو غياب الثقافة والخبرة السياسيين الناجمين عن تعطيل الحياة السياسية لعقود طويلة في بلادنا. فحتى الاعضاء القادمين من الاحزاب السياسية القديمة ليست لديهم خبرة سياسية حقيقية لانهم لم يحظوا في التاريخ الماضي كله بأي فرصة للتواصل الطبيعي مع الشعب ولا معرفة آليات تسيير المؤسسات وخدمة الدولة والشأن العام. واقتصرت تجربة الناشطين السياسيين السوريين خلال الحقبة الطويلة الماضية كلها على الحفاظ على البقاء في مواجهة إرهاب الدولة وأجهزة الأمن بالاضافة إلى الحفاظ على سلامة العقل والبدن خلال سنوات السجن الطويلة التي فاقت في بعض الأحيان نصف حياة الناشطين وأحيانا أكثر. 
أما السبب الثاني فهو تمادي الدول الصديقة في تدخلاتها من أجل ترتيب أوضاع المعارضة بدءا من التدخل السياسي إلى التدخل العملي، مستفيدة من هذا التشتت في الرأي والصف السوري المعارض. فباسم العمل على توحيدها، نجحت الدول الصديقة في استتباع أطراف عديدة منها ووضع واحدتها في مواجهة الأخرى وإملاء أجندات خاصة بها بصورة غير مباشرة، وأحيانا مباشرة، تشكل عقبة كبرى أمام بلورة أجندة وطنية جامعة وتمنع من نشوء آلية ناجعة وفعالة للتشاور واتخاذ القرار داخل التشكيلات القائمة. والنتيجة تشويش كامل في الصورة وشعور متزايد بالاحباط ليس عند الرأي العام السوري والدولي فحسب وإنما لدى أعضاء المعارضة أنفسهم. ولولا الشعور بالواجب لغادر صفوفها غير آسف القسم الأكبر من الأفراد المستقلين الذين بدأوا ييأسون من غياب التقدم وروح الاحتراف والمهنية في عمل المعارضة وتفكيرها.
هذه أحدى المعضلات التي يتوجب علينا مواجتها لأنها سوف ترافقنا إلى ما بعد سقوط النظام وسوف تشكل عقبة كأداء أمام اي تقدم نامل إحرازه وتهدد كل الانجازات التي حققناها من خلال هذه الثورة الشعبية العظيمة. وليس هناك حل سحري لهذه المعضلة إلا الاستثمار في الفكر والثقافة السياسية والمدنية وبناء الوعي الوطني والديمقراطي منذ الآن، وتوسيع إطار الحوار والمشاورات واللقاءات بين أطراف المعارضة المختلفة، وهدم الأسوار التي أقامها الشك والحذر وعدم الثقة بين الأفراد والجماعات. لكن شرط نجاح هذا التواصل في الوصول إلى نتائج مثمرة من توحيد الفكر وتصفية النوايا وتعزيز الثقة المتبادلة هو توحيد الأولويات وبناء أولويات وطنية واضحة ومجمع عليها، مما يعني ويستدعي أيضا الاستقلال عن الدول والقوى الأجنبية التي يستند إليها نشوء الأجندات الخاصة وتنافسها أيضا. مرة أخرى الإستقلال في الرأي والموقف هو شرط توحيد النخبة والمعارضة والصف الوطني معا.

عن المعارضة ومعضلاتها مرة اخرى


الوضع المؤسي الذي لا يزال يميز سلوك المعارضة التي لا تكاد تخرج من أزمة حتى تدخل في أزمة جديدة، يثير مشاكل كبيرة للثورة السورية التي تواجه أعظم التحديات في الداخل والخارج. فهو يحبط قطاعات كبيرة من الرأي العام المناصر للثورة بما يؤكده من انعدام النضج عند النخبة السياسية الجديدة الطامحة لقيادة البلاد، وما يبعثه ذلك من قلق ومخاوف على مستقبل الثورة أيضا ومصيرها بعد التضحيات العظيمة التي لم يسبق أن قدمها شعب لنيل حريته وحقوقه الطبيعية. ويساهم هذا الوضع أيضا في تقديم الأعذار للعديد من الدول الصديقة كي تستمر في ترددها في الوفاء بالتزاماتها تجاه الثورة والشعب. 
والقول بأن المعارضة قد فقدت رصيدها أو أن على الثوار عدم التطلع إلى معارضة الخارج والتوجه نحو معارضة الداخل أو أن الثورة ليست بحاجة إلى المعارضة بأكملها، ربما "يفش القهر" لكنه لا يقدم حلا. فالرأي العام السوري والدولي يريد أن يرى قيادة سياسية ونخبة وطنية جديدة قادرة على الإمساك بزمام الأمور وإعادة بناء الدولة والمؤسسات وتشغيلها لصالح الشعب وعلى قاعدة العمل القانوني والإداري السليم. واستمرار المعارضة في ممارسات لا تدل على شعور كبير بالمسؤولية الخطيرة التي سوف تقع على من يتصدى لحكم البلاد في مستقبل قريب يطرح على المجتمع السوري والمجتمع الدولي معا تحديات لا نستطيع الهرب من مواجهتها. 
هناك في نظري سببان رئيسيان لهذا التشتت في الصف والرأي والاعتبار لدى المعارضة. الاول هو غياب الثقافة والخبرة السياسيين الناجمين عن تعطيل الحياة السياسية لعقود طويلة في بلادنا. فحتى الاعضاء القادمين من الاحزاب السياسية القديمة ليست لديهم خبرة سياسية حقيقية لانهم لم يحظوا في التاريخ الماضي كله بأي فرصة للتواصل الطبيعي مع الشعب ولا معرفة آليات تسيير المؤسسات وخدمة الدولة والشأن العام. واقتصرت تجربة الناشطين السياسيين السوريين خلال الحقبة الطويلة الماضية كلها على الحفاظ على البقاء في مواجهة إرهاب الدولة وأجهزة الأمن بالاضافة إلى الحفاظ على سلامة العقل والبدن خلال سنوات السجن الطويلة التي فاقت في بعض الأحيان نصف حياة الناشطين وأحيانا أكثر. 
أما السبب الثاني فهو تمادي الدول الصديقة في تدخلاتها من أجل ترتيب أوضاع المعارضة بدءا من التدخل السياسي إلى التدخل العملي، مستفيدة من هذا التشتت في الرأي والصف السوري المعارض. فباسم العمل على توحيدها، نجحت الدول الصديقة في استتباع أطراف عديدة منها ووضع واحدتها في مواجهة الأخرى وإملاء أجندات خاصة بها بصورة غير مباشرة، وأحيانا مباشرة، تشكل عقبة كبرى أمام بلورة أجندة وطنية جامعة وتمنع من نشوء آلية ناجعة وفعالة للتشاور واتخاذ القرار داخل التشكيلات القائمة. والنتيجة تشويش كامل في الصورة وشعور متزايد بالاحباط ليس عند الرأي العام السوري والدولي فحسب وإنما لدى أعضاء المعارضة أنفسهم. ولولا الشعور بالواجب لغادر صفوفها غير آسف القسم الأكبر من الأفراد المستقلين الذين بدأوا ييأسون من غياب التقدم وروح الاحتراف والمهنية في عمل المعارضة وتفكيرها.
هذه أحدى المعضلات التي يتوجب علينا مواجتها لأنها سوف ترافقنا إلى ما بعد سقوط النظام وسوف تشكل عقبة كأداء أمام اي تقدم نامل إحرازه وتهدد كل الانجازات التي حققناها من خلال هذه الثورة الشعبية العظيمة. وليس هناك حل سحري لهذه المعضلة إلا الاستثمار في الفكر والثقافة السياسية والمدنية وبناء الوعي الوطني والديمقراطي منذ الآن، وتوسيع إطار الحوار والمشاورات واللقاءات بين أطراف المعارضة المختلفة، وهدم الأسوار التي أقامها الشك والحذر وعدم الثقة بين الأفراد والجماعات. لكن شرط نجاح هذا التواصل في الوصول إلى نتائج مثمرة من توحيد الفكر وتصفية النوايا وتعزيز الثقة المتبادلة هو توحيد الأولويات وبناء أولويات وطنية واضحة ومجمع عليها، مما يعني ويستدعي أيضا الاستقلال عن الدول والقوى الأجنبية التي يستند إليها نشوء الأجندات الخاصة وتنافسها أيضا. مرة أخرى الإستقلال في الرأي والموقف هو شرط توحيد النخبة والمعارضة والصف الوطني معا.