samedi, septembre 29, 2012


رسالة الاسبوع

وحدتنا هي الأصل
يا أخوتي يا أبناء سورية الصامدين
في الوقت الذي كانت الجمعية العامة للامم المتحدة تجتمع وتناقش القضية السورية، صعد النظام القاتل من عنفه ضد المقاتلين والسكان الآمنين، من دون أن يصدر عن المجتمع الدولي اي رد فعل، سوى ما عرفناه من قبل من ادانة لفظية للمجازر، وإعلان عن مساعدات انسانية أو لوجستية، بالكاد تخفف من آلام شعبنا الصابر.
لقد كثف النظام في الأيام الماضية من هجوماته الوحشية على الأحياء والقرى، وزاد من استخدام المدفعية والطيران لدك المدن والارياف، وعبأ المزيد من ميليشياته وفرق الموت التي اعدها تحت إشراف الايرانيين، مؤملا أن يدفع قتل الأهالي والتنكيل بهم، وتدمير سكنهم، ووضعهم في شروط حياة غير محتملة، إلى التخلي عن المقاتلين او الانفصال عنهم، حتى يمكن عزل شبابنا الأبطال عن الشعب الحاضن لهم، وتسهيل حصارهم والقضاء عليهم. فهو لا يزال يعتقد أنه لم يخسر ولن يخسر، وأن لديه القوة الكافية لإخماد ثورتكم العظيمة، والعودة بنا إلى نظام العبودية والقهر والتعذيب والارهاب.
أمام هذا التوحش الجنوني لنظام لم يعد لديه ما يخسره سوى إجرامه وتفننه في أساليب القتل والتدمير والتنكيل بشعب كان ينتمي إليه، وأمام تخاذل العالم وعجزه عن الخروج بقرار جدي لوقف العنف ْالواقع على اهلنا منذ تسعة عشر شهرا، ليس لنا سوى اتحادنا نحن السوريين جميعا، مقاتلين ومدنيين، حضريين وريفيين، مسلمين ومسيحيين، أكثريات وأقليات، اسلاميين وغير اسلاميين، أصوليين وحداثيين، وتمتين تضامننا وتوحيد جهودنا من أجل وضع حد لهذا النظام الذي لم يقم ويستمر إلا لأنه نجح في زرع الفرقة والاختلاف بين السوريين وزج بعضهم في مواجهة البعض الآخر.
لقد سقط النظام في قلوبكم وعقولكم كما سقط في معظم الأرض السورية، لكن ما يجعله مستمرا وقادرا على القتل والتدمير هو التفرق الذي لا يزال يسم عملنا، نحن، المقاتلين وغير المقاتلين من الثوار، ويشتت جهودنا، وهو التنافس بين قياداتنا الذي يحرمنا من التنسيق والتعاون ورسم الخطط الكبرى اللازمة لحصار النظام وتفكيك أوصاله. لا تزال الكتائب والألوية تخوض معاركها الضارية في الاحياء والقرى والمدن من دون تنسيق مع القرى والاحياء والمدن الأخرى. وهذا يعني أن النظام، بالرغم من فقدانه السيطرة على الأرض، لا يزال يتحرك من خلال الطيران الحربي والقوات والاسلحة الثقيلة التي يحتفظ بها في المراكز الاساسية العسكرية، بحرية أكثر، وينتقل من منطقة إلى منطقة ويدمر منطقة بعد الأخرى.
ما نحتاج إليه حتى ننتصر ونوفر على شعبنا المزيد من الضحايا هو ان نحول الارض السورية بأكلمها إلى شبكة من التواصل بين مجموعاتنا الناشطة، السلمية والمقاتلة، نتحرك عليها بشكل متسق ومتكامل بينما نحول النظام وقواه العسكرية والسياسية إلى جزر معزولة غير قادرة على الحركة ولا التنسيق والاتساق. ولا يمكن لنا تحقيق ذلك إلا بتعميق شبكة التعاون والتواصل بين قواتنا، وهو ما يعني ان تكون لدينا قيادة موحدة على مستوى المناطق وعلى المستوى الوطني معا.
لقد شكل تكوين المجالس العسكرية خطوة مهمة على هذا الطريق. وكذلك يشكل تكوين القيادة المشتركة التي اعلن البارحة عنها، خطوة مهمة اخرى. لكن لا تزال هناك مسائل عديدة ينبغي حلها قبل أن تتحول المجالس إلى أطر تضم جميع الكتائب وتنسق جهودها، ولا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله للتقريب بين القيادات التي تعمل فعلا على الأرض، وكذلك بين القيادات المشتركة للجيش الحر والجيش الوطني الذي اعلن عنه في مرحلة سابقة أيضا. فلا ينبغي أن يبقى أي فصيل خارج دائرة التنسيق ولا أن يستمر التباعد بين القيادات العسكرية أو هدر القوى والطاقات في صفوف الضباط والجنود الراغبين في العمل والمشاركة. ولا يمكن أن نصل الى هذا الهدف من دون سن قواعد ومعايير ثابتة وموضوعية لا تتعلق بالأشخاص وتتجاوز الأشخاص.
وحتى نقلب المعادلة كي نتحرك بحرية على ارضنا ونمنع النظام من الحركة المتسقة، علينا ايضا تطبيق استراتجية اكثر ديناميكية قائمة على تشكيل مجموعات صغيرة ضاربة وقادرة على الحركة السريعة، تتواصل في ما بينها بشكل دائم، تكون مهمتها تقطيع أوصال القوات النظامية والشبيحة ومنعها من التواصل في ما بينها وضرب خطوط مواصلاتها وتثبيتها في مواقعها قبل القضاء عليها. وهو عكس ما نفعله اليوم حيث نكاد نتبادل المواقع مع النظام لنتركه يتحرك بحرية بينما نبقى نحن مثبتين في الأحياء والمدن.
ولا بد أخيرا من العناية بقضايا التجهيز والإمداد بصورة جدية. وهذا يتطلب بناء تحالفات دولية ثابتة وواضحة يمكننا الاعتماد عليها لتأمين السلاح والذخيرة في الوقت المناسب وبالكمية اللازمة. وهذا يتوقف ايضا على وجود قيادة عسكرية موحدة، تكون هي نفسها على اتفاق وتفاهم كاملين مع قيادة سياسية لا نزال نفتقدها بسبب وضعنا حساسياتنا وخلافاتنا السياسية والايديولوجية قبل مصالحنا الوطنية وفي مقدمها انتصار ثورة الكرامة والحرية.
باختصار لا ينبغي أن ننتظر الكثير من المجتمع الدولي للخلاص من الأوضاع التي قادتنا إليها سلطة إجرامية تتصرف كعصابة أكثر مما تتصرف كمركز قرار يتعلق بمصير دولة وشعب. بل إن مساعدة المجتمع الدولي لنا وتخليه عن انقسامه وتخاذله وعجزه وقطعه الكلي مع النظام رهن بتغيير موقفنا من أنفسنا وقضيتنا، وتجاوزنا لخلافاتنا ومخاوفنا بعضنا من البعض الآخر، بل أكاد أقول بشفائنا من أمراض طفولتنا السياسية .   

samedi, septembre 22, 2012

لا حل ممكن مع الاسد وكل شيء ممكن من دونه



العودة الى الوطنية الجامعة 


بينما اكدت تصريحات العديد من المسؤولين الايرانيين رسميا تورط ايران في الحرب التي يشنها النظام الاسدي على الشعب السوري، ردا على مطالبته بنظام ديمقراطي يليق بتضحياته الماضية والحاضرة، وكان اخرها تصريح ممثل مرشد الثورة بان حرب الاسد هي اولا حرب ايران، قامت قوات امن النظام السوري باختطاف ثلاثة من قادة هيئة التنسيق الوطنية وعلى رأسهم
عبد العزيز الخير مسؤول العلاقات الخارجية فور عودتهم من زيارة للصين وقبل ان يجتازوا حدود مطار دمشق. 
هذه هي المشاركة الرئيسية للنظام في مؤتمر الانقاذ الذي دعت له بعض اطراف المعارضة السورية في الداخل. والرسالة اكثر من واضحة لؤلئك الذين لاتزال لديهم اوهام في قدرتهم على توريط النظام في حوار، عمل المستحيل لتقويض اسسه منذ بداية الحركة الاحتجاجية، ولايزال يبالغ في تصعيد العنف ومنهجة القتل والدمار ليقنع الجميع بانه يرفض اي تسوية سياسية و لا يقبل ولن يقبل بغير ما اعتاد عليه منذ نشأته، اي تابيد البقاء في السلطة كما يقول شعار انصاره ومواليه: الاسد الى الابد. والعلاقة واضحة بين التصريحات الايرانية التي تهدف الى تعزيز موقف النظام في وجه الشعب الثائر وبين عملية اختطاف قيادات في المعارضة ومن قبل في تجاوز النظام جميع الخطوط الحمر في استخدام القوة المدمرة وجميع الاسلحة المتوفرة لديه للقضاء على مايريد ان يصوره لنفسه وللعالم على انه حركة تمرد صغيرة او ارهاب. 
تختلف وجهات نظر اطراف المعارضة السورية حول العديد من النقاط ومن اهمها استعداد هذا النظام الآثم للدخول في اي حوار جدي يفضي، حتى على المدى الطويل، الى اي تغيير. وما حصل يؤكد ان مؤتمر الانقاذ المزعوم اصبح يحتاج هو نفسه، بوجود مثل هذا النظام الذي سممته ارادة القوة، الى انقاذ.
ليس هناك بين صفوف الشعب السوري، بما في ذلك اكثر الثوار رديكالية ولفظا للنظام، من يرفض طريق الانتقال السياسي او السلمي وتوفير الاف الضحايا على الشعب لو كان هناك فرص حقيقية لقيامه وللخروج من دوامة العنف التي يذهب ضحيتها سوريون من كل الاتجاهات والطوائف والديانات. لكن سياسة النظام لم تترك بصيص امل واحد. وكلما طرحت مبادرة عربية او دولية صعدت في حملة العنف والارهاب حتى وصلنا الى حالة يقف العالم باكمله مشدوها امامها: شعب يضحي بكل مالديه لإعلان حقه الطبيعي في الحرية ونظام لايتورع عن عن استخدام ابشع وسائل القتل والدمار والتهجير والتشريد لفرض ارادته عليه باسم الوطنية والحفاظ على الدولة وعلى القيم المدنية والعلمانية.
جميع النزاعات تنتهي لامحالة بالحوار، لكن بين اطراف وطنية تعترف بحقوق بعضها البعض ولا تقوم بما يهدد العيش المشترك في ما بينها، لكن ليس بين الضحية والجلاد ولا بين الشعب وقاتله. وللخائفين من سقوط النظام، مثلهم مثل الاخرين، كل الحقوق وفي مقدمها امنهم ومصالحهم وهويتهم. فهم جزء من الشعب ومصيرهم لا ينفصل عن مصيره. معهم لا يحق سوى الحوار لكن ليس مع رئيس أخرق لم يتردد في دفع شعبه الى الاقتتال وبلاده الى الدمار للحفاظ على سلطة لم يبق منها سوى الصغار والانتحار.
ليس لنا نحن السوريون مخرجا سوى في الاتحاد ضد من يفرقنا ويقسم صفوفنا ويدفع ابناءنا للاقتتال واحدهم ضد الاخر. ولا وحدة لنا ولا اتفاق بوجود الاسد لان استمراره نفسه في الحكم قائم على تقسيم السوريين وتمزيقً صفوفهم وبث الفتنة بين ظهرانيهم. وهذا هو الوضع اليوم. وبالعكس كل شيء ممكن برحيله. ورحيله بأي وسيلة حصل سيكون منطلق العودة الى الوطنية الجامعة واشارة الانطلاق لمسيرة المصالحة مع الذات التي طال انتظارها بعد نصف قرن من سياسات التمييز والتقسيم والتلاعب بمصالح المجتمع والجماعات على اختلاف منابتها واديانها.
ولا شيء يمنع ان يتم هذا المسار برعاية عربية شاملة وتحت اشراف دولي حتى تتعمق الثقة وتعود المياه الى مجاريها. ولا اعتقد ان العرب سوف يستكثرون ذلك او يضيقوا به ذرعا حتى لو اضطر الامر الى ارسال قوات عديدة لحفظ الامن والسلام في ربوع سورية الحبيبة، العزيزة على قلوبهم كما هي عزيزة على قلوبنا جميعا.