mercredi, août 20, 2014

مقابلة لوكالة نوفوستي الروسية: سورية في مواجهة الارهاب


1-   رؤيتك " تقييمك" للوضع السوري الحالي في ظل تمدد الدولة الاسلامية في شمال و شرق سوريا و انحسار فصائل المعارضة عن كثير من المناطق لصالح تنظيم الدولة
جواب لعب بشار الاسد ورقة إطلاق عفريت الارهاب منذ أول أشهر الثورة، فحرر قادة القاعدة القابعين في سجونه لعله يغرق ثورة  شعبه بالدماء ويظهرها بمظهر الحركة الارهابية والتخريبية. وقد حصل له ما أراد. والآن لن يستطيع أن يقنع احدا بأنه الحصان الصالح للركوب ضد الارهاب، بالرغم من استجداء فيصل المقداد للغربيين ودعوته لهم لامتطاء ظهره وإشراكه في الحرب المقدسة الجديدة بعد أن اتهمهم بأنهم وراء الارهاب. لقد خسر منذ الآن حربه لركوب حرب الارهاب مع الغرب، وسيخسر الحرب ضد شعبه، بعد أن خسر سورية منذ الآن ولم يبق له إلا انتظار الوقت الذي يتفق فيه السوريون، من كل الفئات والاتجاهات، على توجيه ركلة الخلاص له لوضعه في المكان الذي يستحقه ويليق به.وحتى لو انحسرت كتائب المعارضة المسلحة، لم يعد للاسد وأزلامه مكان في سورية.
2-   الا تعتقد ان تهديد الارهاب قد يكون محطة تدفع باطراف النزاع في سوريا للتوافق على نقطة لقاء قد تكون بداية حل للازمة السورية؟
اعتقد ذلك بالفعل وأنادي به وادعو إليه. ولذلك ينبغي للأسد أن يرحل حتى يجتمع السوريون على كلمة واحدة بعد أن مزقهم إربا للحفاظ على كرسي الحكم الغارق بالدماء. وقد بدأ السوريون الموالون سابقا يدركون ذلك . وبعكس ما كان يتوقعه وما خطط له، سيكون الاسد ضحية الارهاب الذي أطلقه في سورية كما كان قد أطلقه من قبل في العراق وفي لبنان وأماكن أخرى، بعد أن احتمي به لسنوات.


3-   ما هو سبب اختلاف التعامل الاميريكي مع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا عنها في العراق و هل سنرى استجابة اميريكية لطلب المعارضة السورية مساعدتها في قتال تنظيم الدولة الاسلامية
 العراق الراهن صناعة أمريكية فاشلة، وتركه يغرق في الارهاب كان سيشكل اتهاما مباشرا للولايات المتحدة واوباما شخصيا. ثم إن سيطرة داعش على القسم الاكبر من اراضي العراق وتهديدها اربيل واقليم كردستان كان سيشكل فضيحة دولية وليست امريكية فحسب ويبرز الخلل الخطير في سياسات الغرب الشرق اوسطية وليس فقط الولايات المتحدة. هذا هو الذي دفع اوباما للتحرك وربما سيتبعه الغربيون.
 
في سورية النظام السوري صناعة ايرانية روسية تقع المسؤولية في مواجهة التحديات التي تعترضه على موسكو وطهران. وقد فعلا ذلك بتقديم كل الدعم له في مواجهة ثورة شعبه، وأسالوا من الدماء أضعاف أضعاف ما أساله الامريكيون من دماء داعش. لكن هاتان العاصمتان لا يعنيهما مصير الشعب السوري نفسه، ولا عدد الضحايا التي تكبدها وسوف يتكبدها بعد أن خرج الارهاب من قمقم النظام وتمرد عليه، ولا يعنيهما كثيرا مصير الدولة السوريةهما عصرا سورية ونظامها كما تعصر الليمونة وعندما تنهار يتركونها لشأنها. خاصة وأنه لا يوجد أي ضغوط من قبل الرأي العام لديهما عليهما، ولا يخشون من اتهام شعوبهم لهم بالتخاذل. ولا أستبعد أن يلاحق القصف الأمريكي قوات داعش في بعض مناطق سورية. لكن هذا لا يكفي لإخراج سورية من المحرقة التي وضعها فيها نظام القتل اليومي في دمشق بمعونة حماته الدوليين، والذي لم يكن تسهيل إعادة بناء داعش وبقية منظمات القاعدة إلا أحد أحطابها. سورية بحاجة إلى تغيير شامل. وموسكو وطهران مسؤولتان عن دفعها وشعبها إلى هذه المحرقة وعليهما تقع مسؤولية عظمى في وقف ما يحصل ودفع الاسد الى التنحي، كما حصل مع المالكي في العراق، من أجل فتح باب الحوار الوطني بين السوريين والانتقال نحو حكومة تمثل الجميع وتعيد بناء البلاد. والشعب السوري يحملهما مسؤولية عرقلة كل جهود المصالحة الداخلية. -
4-    هل يتوفر لديكم قائمة بالصحفيين الاجانب الذين اختفوا في سوريا و ما هي المؤسسات التي تتابع اوضاعهم، وما رأيك بقيام تنظيم الدولة الاسلامية قتل الصحفي الاميريكي المحجوز لديها ومصداقية تهديدها بمحاربة اميريكا
بالنسبة للشق الأول من السؤال عليك بالتوجه إلى قادة الاركان والجبش الحر وإئتلاف القوى المعارضة. اما بالنسبة للشق الثاني أرى أن داعش جديرة بكل الجرائم التي تنسب إليها لأن تفكيرها نفسه قائم على استخدام  العنف والوحشية كسلاح للردع. وأمريكا تستطيع أن تقضي عليها إذا أرادت، لكن ليس بتضخيم العيارات النارية وتكثيف القصف. هناك مشاكل كبيرة يعاني منها الشرق الاوسط والمشرق العربي بشكل خاص، هي التي تخلق البيئة الحاضنة للارهاب والعنف، وفي مقدمها الأنظمة الدموية، كنظام الاسد، ومن قبله نظام المالكي، ينبغي معالجتها، لكن ليس هذا فحسب ولكن مشاكل أخرى عديدة كالمسألة الفلسطينية الاسرائيلية، والحرب المعلنة والخفية الايرانية الغربية التي جرفت المنطقة ومنها سورية إلى أتونها وحولتها إلى ساحة للقتل والخراب والدمار.
   كامل الطنجي " مراسل وكالة انباء نوفوستي "

  

Aucun commentaire: