إعادة تعيين الحلقي رئيسا لوزارة الأسد هو أكبر اعتراف من قبل صاحب لقب الرئيس بأن إعادة انتخابه لولاية ثالثة لم تكن حدثا ولم تفتح أي أفق للنظام ولا تمثل اي تغيير. وهي تأكيد على انعدام الخيارات أمام نظام يعرف أنه دخل في نفق مظلم طويل ولن يخرج منه أبدا، وهي تكريس للفشل المتكرر الذي شهده منذ ثلاث سنوات ونصف: الفشل في تحقيق الحسم العسكري الذي كان يعد به في كلخطاب، والفشل في استقطاب أي طرف من أطراف المعارضة لحكومة جديدة، تضفي بعض الصدقية على ما أطلق عليه المصالحات والهدن المحلية، والفشل في توظيف الارهاب لإقناع المجتمع الدولي والغرب خصوصا بفائدة إعادة تاهيلة للمشاركة في الحرب على الارهاب. وضع بشار الاسد ونظامه يشبه اليوم، بعد سنوات من القتال والاستنزاف وضع المحكوم بالاعدام مع وقف التنفيذ، وهو يعرف ذلك،
أمام استعادة الجيش الحر للمبادرة على مختلف الجبهات، من الجنوب إلى الشمال مرورا بالقلمون وحماة وغوطة دمشق، لم يعد لديه ما يفعله سوى انتظار مصيره المحتوم، بعد أن استنفذ قواه وقوى حلفائه. وما المبالغة والإفراط في استخدام البراميل المتفجرة في الأسابيع الاخيرة سوى التعبير عن اليأس الذي استبد به، مع إدراك هذا الفشل وانسداد الطرق وانعدام الآفاق.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire