أصدرت الجبهة الإسلامية صباح الخميس في ٥ كانون الأول ديسمبر بيانا موقعا باسم رئيس مجلس الشورى أحمد الشيخ ورئيس الهيئة العسكرية زهران علوش، أكد على انسحاب كل من ألوية صقور الشام وجيش الإسلام من هيئة الأركان منذ مدة بعيدة.
بالرغم من المشاكل العديدة التي تعرفها هيئة الأركان، على مستوى التنظيم والتخطيط العسكريين، لا يمكن لهذا الانسحاب أن يفيد قوى الثورة في منعطف سياسي وعسكري دقيق من تاريخها. ومثل هذا الانسحاب يؤلم الشعب السوري الذي كان يأمل ويدعو منذ أشهر طويلة لتوحيد الصف وهيكلة القوى المقاتلة وتوحيدها.
وكنا قد رحبنا بتجمع الجبهة الاسلامية كخطوة أولى مهمة على طريق توحيد قوى الثورة جميعا لتكوين جبهة وطنية واحدة في وجه العدوان المستمر الذي يمارسه النظام على الثوار وعلى المدنيين عموما لكسر إرادة الشعب ودفعه إلى التسليم بالأمر الواقع.
لا يمكن إصلاح الأخطاء ولا تحسين الأداء بالانقلاب الدائم على الهياكل القائمة واستبدالها بهياكل ومؤسسات بديلة، وهذه هي تجربة المجلس الوطني والائتلاف. ولن يقود مثل هذا العمل إلا إلى المزيد من الانقسام والتشتت والنزاع داخل صفوف الثورة وبين تياراتها ومكوناتها المختلفة.
لن نتقدم إلا إذا تبنى جميعنا فكرة العمل من داخل مؤسسات الثورة وعمل على إصلاحها ما دامت تعمل في خط الثورة ولا تحيد عنه. فلا تولد المؤسسات كاملة الأوصاف وإنما تتكامل بالتجربة والتطوير والعمل المشترك على بنائها بما يخدم أهداف الثورة ويسمح لجميع الأطراف أن تجد نفسها فيها وتشارك في قرارها. هذا هو الاتجاه الوحيد للخروج من المصاعب التي تشهدها القوى الثورية في أرض الميدان، وعكس ذلك لن يفيد إلا النظام الذي يتربص بالثوار والمقاتلين.
وأنا أدعو قادة الجبهة الاسلامية بدل الانسحاب، تقديم مشروع واضح لاصلاح الاركان وعرضه للمناقشة، والعمل بموازاة ذلك على تكوين الجبهة الوطنية الموحدة التي تضم جميع مقاتلي الحرية ضد نظام القتل والدمار والفساد.
بمثل هذا العمل الجامع وحده يمكن للجبهة أن تؤكد دورها القيادي وتجبر الاركان على استعادة دورها في الوقت نفسه.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire