أثار بيان اجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي أدان بشدة استمرار نظام الأسد في “شن عملية إبادة جماعية ضد الشعب السوري” وأكد على رفض دول الخليج أن يحظى أي من أركان النظام بدور في مستقبل سورية السياسي، أقول أثار هذا البيان حفيظة الطغمة الارهابية في دمشق. ولم يترك لهذه الطغمة إلا أن تكرر على أسماع العرب والعالم من جديد قصصها المعروفة منذ أول أيام الثورة عن المنظمات التكفيرية والوهابية وغيرها. لكن أطرف ما جاء في بيان خارجية الأسد أنه لا يوجد حل للأزمة السورية "سوى الحل السياسي الذي يصنعه السوريون وحدهم".
إذن لماذا هذه الحرب الكارثية؟ ولماذا الاستمرار في قصف المدن والقرى وتدمير المنازل على سكانها وتهجير الأهالي وارهابهم بذبح أبنائهم وبناتهم أمام أعينهم؟ وما الداعي للاستمرار في استخدام صواريخ السكود والبراميل الحارقة والمدفعية والدبابات وجتى استخدام الاسلحة الكيماوية؟
وإذا كان الحل لا يتحقق إلا بيد السوريين وحدهم، لماذا رفضت الطغمة القاتلة كل مبادرات الاصلاح والمصالحة والتسورية، واستنجدت عندما بدأت تفقد الأمل بكل الميليشيات الطائفية وفتحت الأبواب مشرعة أمام الجنود والمرتزقة الاجانب، الايرانيين والعراقيين واللبنانيين، الذين يكادون ينفردون اليوم في القتال، إلى جانب النظام، من دون السوريين، على مختلف الجبهات؟
الكذب ليس سمة من سمات نظام الإبادة الجماعية السوري، إنه جوهره وروحه. فهو بالكذب والخداع والمراوغة تحول إلى نظام حكم سياسي، وهو ليس في الواقع إلا سطو مسلح على بلد حر، وعصابة للجريمة المنظمة. وبالكذب أصبح نظام ممانعة ومقاومة،
وهو أكبر حليف لأعداء الشعب السوري ومناهضي تحرره، من كل الأصناف.
وبالكذب أصبح حكم الاشتراكية والتقدمية وسند العمال والفلاحين، وهو أعظم تجسيد لوباء العنصرية ضد الشعب والفلاحين والعمال، والعدو الأول لمفهوم الحق ومعنى أي تقدم أو عدالة أو مساواة.
النظام السوري فتنة حقيقية، وطنية ودينية وسياسية وأخلاقية، من بدايته حتى نهايته، أساسها الغش والخديعة والجبن والتآمر والخيانة المصممة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire