عندما كان السوريون يعيشون في العقود الماضية في رعب الفاشية البغيضة لآل الأسد وأزلامهم، ولا يجرؤون على الكلام بغير ما يريده النظام، كانت رزان زيتونة تغامر بحريتها وربما بحياتها في سبيل حماية ما تبقى من كرامة الانسان وحقوقه الأولية في بلد فقد اسمه وصفته، وتكافح مع القلة من رفاقها لفضح جرائم الاختطاف والتعذيب والاعتقال التعسفي وكل انتهاكات حقوق الانسان التي كان نظام الجريمة المنظمة يمارسها على الجميع، ومن دون اعتبار لرأي عام دولي أو قانوني.
اختطافها اليوم مع زوجها وائل حمادة وزملائها سميرة الخليل وناظم الحمادي،من لجنة توثيق الانتهاكات لحقوق الانسان، هو هدية كبيرة ورد اعتبار للجلادين والقتلة ومختطفي النساء والأطفال من أجهزة القمع والمخابرات، في ريف دمشق الذي لم تتركه رزان منذ بداية الثورة السورية حتى تاريخ اختطافها.
جميع الكتائب الموجودة في المنطقة مسؤولة عن حماية سيدة القانون والعدالة التي أصبحت، بتفانيها في الدفاع عن حريات الشعب وحقوقه رمزا من رموز الثورة. وباسم جميع السوريين، الفخورين بابنتهم البارة رزان وبرفاقها الثلاثة، أدعو هذه الكتائب إلى البحث عن المخطوفين، والعمل بكل ما يستطيعون من وسائل، للكشف عن خاطفيهم وإطلاق سراحهم ليعودوا إلى عملهم لخدمة القضية النبيلة التي رهنوا لها حياتهم: حماية السوريين من القهر والذل وانتهاك الحقوق الذي وقعت رزان ورفاقها ضحية له اليوم.
تحية إلى رزان زيتونة السيدو المتفانية من أجل الحق وتحية لرفاقها في معركتهم الجديدة، في غياهب الاعتقال، ضد الجهل والحقد والضغينة والانتقام، ضد انحطاط الانسان.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire