vendredi, mai 31, 2013

في مرض التناحر والانقسام


بعد يومين من اجتماعاتنا يجب أن نعترف أن لدينا عدوين كبيرين، النظام وحلفاؤه من جهة، وانقساماتنا النابعة من التنافس على المواقع والمناصب الفارغة من جهة أخرى. وأكاد أقول إن العدو الثاني لا يقل خطرا علينا من العدو الأول.
كل محاولاتنا لايجاد صيغة تحيد النزاع على النفوذ والمناصب لم تفلح بعد. كنت قد اقترحت مجلس حكماء ينص على أن أعضاءه يرفضون اي منصب مهما كان قبل سقوط الاسد وبدء المرحلة الطبيعية من حياة سورية السياسية. حورب المشروع لهذا السبب بالذات، أي لأنه يقطع الطريق على الصراع على المناصب. وكنا قد دعونا كي ينص النظام الاساسي للإئتلاف على التحريم على أي عضو الترشيح لمنصب في أي حكومة قبل نهاية المرحلة الانتقالية حتى نضمن أن يكون هناك مجموعة تعمل بجد وتعاون وينمو بين أعضائها روح عمل الفريق من دون تنافس على أي منصب كان. وعلى هذا الأساس لم أقبل أن أرشح لتأليف الحكومة الانتقالية. لكن نجح البعض في ايجاد أغلبية للتصويت على قرار يلغيه، قبل أن يفرض عليهم ضغط الداخل الذي ظهر في وسائل التواصل الاجتماعية التراجع عن القرار والعودة إلى النظام الأول في اليوم نفسه.
لا أحد يدري حجم الجهد الذي نبذله والوقت الذي نضيعه على تجاوز المطبات والمآزق والانسدادات التي تعيشها اجتماعاتنا بسبب الاستراتيجيات التنافسية والقرارات المصيرية التي نخفق في اتخاذها لأنها لا تنسجم مع طموحات أو أطماع هذا وذاك في التطلع إلى السلطة والنفوذ.
إنما نحن شعب حرم من الاعتراف ومن المشاركة في السلطة لعقود طويلة. والكثيرون يعتقدون أن المناصب هي تكريس للاعتراف بالقيمة والصدقية والأهمية. انا في نظري العكس هو الصحيح. المنصب كان خلال العقود الطويلة الماضية تعبير عن انعدام الصدقية والقيمة والشخصية، وتجسيد لروح الانتهازية وفراغ الشخصية وسطحية التطلعات والمطامح إن لم نقل الارتزاق.

1 commentaire:

Anonyme a dit…

جزاكم الله خيرا دكتور
نقدّر جهودكم في العمل السياسي النظيف، ونشدّ على أياديكم، صراحتكم في المدونة أمر نفتقده عند معارضي الفيسبوك