استعادة السيطرة على القرار السوري
اعتقد اننا تساهلنا نحن المعارضة كثيرا تجاه تدخلات الدول الشقيقة والصديقة في شؤون تنظيمنا وعملنا الداخلية، من الجيش الحر إلى قوى الثورة والمعارضة الأخرى. وربما كان السبب ثقتنا الزائدة بأنفسنا أو إحساسنا بوحدة المصالح العربية. وبالنسبة لبعضنا كانت التبعية ثقافة سياسية.
لكن ندرك الآن أننا لن نتحرر من النظام القاتل قبل أن نحرر أنفسنا من الارتهان لإرادة الدول، بما فيها الصديقة التي تدعمنا. وعلينا منذ الآن أن لا نسمح لأي طرف أن يقرر مكاننا ويشارك في تنظيم شؤوننا مهما كان، وأن لا يقوم بعمل يمسنا من دون التشاور معنا، سواء تعلق الأمر بالسلاح أو الإغاثة أو القرارات السياسية والدبلوماسية. وعلى أخوتنا السوريين المنتشرين في كل مكان من الذين يدعمون الثورة أن يدركوا هم كذلك أن أي دعم لا يكون بهدف وطني شامل لن يساهم في تحرير شعبنا وبلدنا، وإن الدعم لشراء الولاءات يفاقم من محنتنا ويعزز انقساماتنا ويقوى أعداءنا الذين لا يقتصرون اليوم على نظام القتلة المتمركز في دمشق وحده.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire