jeudi, mai 30, 2013

حديث الأسد : فكأننا والماء من حولنا .. قوم جلوس ومن حولهم ماء


ليس في حديث الأسد لقناة الميادين اليوم أي جديد. بشار الأسد يظل مساويا لنفسه، مهما حصل، حتى لو انمحت سورية وشعبها من الخريطة، سيبقى رئيسا لها، تلبية لمطالب الشعب، وتأكيدا للشرعية التي نسي في أي شروط ألصقها بنفسه وريثا لأبيه. 
بقي وفيا لفصامه الشخصي الأسطوري عندما تحدث عن الحرب الدائرة على أرض سورية التي من المفروض أنها بلده وهو رئيسها. لم يذرف دمعة واحدة على ما يحصل من قتل وتدمير، ولكنه بالعكس أظهر نشوته وفرحته بما يجري في القصير، وفسره بأنه الرد الاستراتيجي لمحور المقاومة على اسرائيل وعقاب للمتآمرين. فلا معنى لضرب اسرائيل، المهم قصف وتدمير من يعملون كأدوات لاسرائيل ضد المقاومة، وما العمل إذا كان الشعب السوري كله قد وضع نفسه في هذه الخانة؟ 
في هذه النظرية الجديدة للحرب الاستراتيجية ضد اسرائيل تبنى بشار خطاب القيادة الايرانية الجديد التي غيرت رأيها منذ أسابيع فلم تعد تنظر إلى ما يجري في سورية على أنه حرب طائفية يشنها السنة على الشيعة والعلويين، وصارت ترى فيها حرب الدفاع عن المقاومة ضد عملاء إسرائيل. ايران وحزب الله لا يحاربون في سورية اليوم دفاعا عن الشيعة المهددين داخل سورية، ولا لحماية السيدة زينب من السبي الثاني، ولا لطمأنة الأقليات، كما كانوا يقولون، وإنما لحماية المقاومة. ربما كانت هناك ثورة ضد النظام لكنها تهدد المقاومة وتخدم إسرائيل ومن الطبيعي أن تدخل كل قوى المقاومة، من ايران إلى لبنان إلى روسيا والصين لحماية فكرة المقاومة حتى لو كان ذلك ضد الشعب السوري بأكمله. ثورة الشعب السوري لايمكن أن تكون شرعية أو مقبولة طالما ان انتصارها يعني إضعاف خط المقاومة والممانعة المتجسد في حزب الله ونظام الممانعة وجمهورية ايران الاسلامية. المقاومة فوق السيادة والحقوق والحريات وكل شيء. وللمقاومة بالمقابل الحق في ضرب أي شعب يتحول إلى أداة لاسرائيل.
هذا هو منطق الأسد وهو منطق ايران والخامنيئ شخصيا في تبرير الحرب التي يشنها المحور الشيعي على الشعب السوري، وليس لها هدف آخر سوى تأكيد هيمنة طهران على المشرق العربي بأكمله وتقاسم النفوذ فيه مع إسرائيل. 
ومن الطبيعي أن يتغلب خطاب الفقيه الايراني الولي على خطاب الأسد السابق فذلك يتفق بشكل أكبر مع تطور خريطة توزيع القوى في الحرب الاجرامية، وتقدم ايران وميليشياتها الشيعية العراقية واللبنانية وغيرها، إلى الصف الأول في القتال ضد السوريين، وتحقيق بعض المكاسب على الارض في الشهر الأخير. ومن الطبيعي أيضا، بعد أن اطمأن للدعم الروسي وسلم قيادته لطهران، أن يستعيد شار معنويات الأسد الصغير، ويشعر بما فيه الكقاية من القوة التي افتقدها لوقت طويل للظهور المتكرر على تلفزيونات ايران، بل وأن يتحدث من موقع الواثق عن مؤتمر جنيف. 
وأكثر ما يلفت النظر في هذا المجال ما ذكره من أن نتائج المفاوضات ينبغي أن تخضع لاستفتاء شعبي. وهذا يعني، في الوضع الذي نعرفه اليوم في سورية، حيث نصف الشعب السوري على الأقل مشتت في المنافي واماكن النزوح ونصفه الثاني ينزف دما من جراء القصف اليومي على القرى والمدن والأحياء، أنه يعطي الحق لنفسه في ان يلغي نتائج المفاوضات بجرة قلم من أجهزته الأمنية. 
قوض الأسد في حديثه على قناة الميادين اليوم كل الآمال التي علقها البعض، من السوريين والمجتمع الدولي، على مؤتمر جنيف ٢ للسلام. وسمح لنفسه أن يؤكد، أكثر من ذلك، على رفضه التخلي عن صلاحياته للحكومة الانتقالية وتمسكه بقيادة الجيش، وبالتالي الاجهزة الأمنية، وبإمكانية ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة. 
وتعليقنا يختصره الشاعر العربي في قوله:
فكأننا والماء من حولنا .. قوم جلوس ومن حولهم ماء
وهذا مايقول فيه الشراح أنه أسخف بيت شعر قالته العرب

Aucun commentaire: