البارحة وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود. وفد النظام رفض أصلا، ومنذ البداية الدخول في موضوع المفاوضات الذي هو بشكل لا يقبل الشك، الانتقال السياسي. باعتبار هذا الانتقال من نظام ديكتاتوري فاشي إجرامي فئوي إلى نظام ديمقراطي تعددي يساوي بين المواطنين جميعا هو مفتاح الخروج من الحرب ووقف العنف.
بعد أن وصل الحوار إلى حوار الطرشان، أي إلى لا حوار، بل بالأحرى إلى إعتداء دائم ومستمر من قبل وفد الأسد على وفد المعارضة وكيل الاتهامات والشتائم والتشكيك بالأهلية بل بوجود المعارضة نفسها، اضطر الوسيط المشترك الاخضر الابراهيمي إلى رفع الجلسة وتعليق المفاوضات حتى إشعار آخر.
وصول المفاوضات إلى الطريق المسدود هو الذي استدعى مجيء نائبي وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسية إلى جنيف، لبدء مفاوضات دولية بموازاة المفاوضات السورية. والواقع أن جنيف ما كان بإمكانه أن يكون من دون التفاهم بين الدولتين الكبيرتين الراعيتين. وعليهما تقع المسؤولية في إعادة إطلاق المفاوضات وإجبار وفد النظام على الدخول في موضوع المفاوضات الذي لا معنى لأي مفاوضات من دونه. فلا معنى للتفاوض على العنف او الارهاب بين وفدي المعارضة والنظام إذا لم يكن من منطلق الانتقال السياسي، لأنه لن يكون هناك أي أمل بالخروج من العنف وببناء الإطار القانوني والسياسي الذي يوقف الارهاب ويضمن محاربته، من دون التوصل إلى حد أدنى من التفاهم السياسي بين الأطراف السورية.
لا يمكن للمعارضة مهما كان الحال أن تجعل المفاوضات على محاربة الارهاب بديلا للانتقال السياسي، أي للتفاهم حول صيغة جديدة للحكم تجمع السوريين وتوحد بينهم وتساوي بين أبنائهم وأطيافهم. من دون ذلك تصبح المفاوضات إعلان ولاء لنظام هو السبب الأول والوحيد لتفجير العنف وجلب الارهاب وقتل السوريين وتدمير مدنهم وحضارتهم. ويقود إلى الهدف المناقض تماما للهدف الذي صمم من أجله مؤتمر جنيف وصدر لأجله قرار مجلس الأمن ومن قبل بيان جنيف وأجمع عليه المجتمع الدولي كبديل عن دعم الشعب السوي بالسلاح للتخلص من سلطة قاتلة تخوض حرب إبادة جماعية وأصبحت مكبلة بالجرائم ضد الانسانية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire