إخفاق نظام الاسد في تحويل الثورة السلمية من أجل الكرامة والحرية إلى حرب أهلية، تخلط الأوراق، وتمكنه من المراهنة على خوف الناس من الفوضى لاستعادة المبادرة، هو الذي دفعه، ومن ورائه طهران، إلى تحويلها إلى حرب أقليمية. وهي تتحول أكثر فأكثر، مع اتفاق كيري لافروف ومؤتمر جنيف إلى حرب دولية.
في هذه الحرب، لم يعد مصير سورية وشعبها وحده في الميزان وإنما مصير المشرق العربي بأكمله.
منذ البداية أدركت دول الخليج، المعنية مباشرة بهذا الصراع، حقيقة الرهانات القائمة، وهذا ما عبر عنه موقف مجلس التعاون الخليجي البارحة من تدخل حزب الله.
لكن العرب لا يزالون أقل ادراكا بكثير لمخاطر المواجهة الراهنة. ولا يزال انخراطهم في الصراع أضعف بكثير من المطلوب والممكن والواجب. الشعب السوري لا يحارب اليوم دفاعا عن نفسه وحقوقه فحسب وإنما عن استقلال المشرق العربي كله.
موقف العرب ينبغي أن يتغير وبسرعة. لا تكفي الادانة ولا مقاطعة حزب الله او تقديم المساعدة العسكرية. على المجموعة العربية أن تعتبر معركة الشعب السوري معركة العرب جميعهم في مواجهة مشروع تقاسم الهيمنة على المنطقة بين ايران واسرائيل.، وتحويل بلاد العرب إلى ساحات للمواجهة بين القوتين الاقليميتين الكبريين .
إن دخول العرب بشكل كامل إلى جانب الشعب السوري، وتزويد الجيش الحر بالسلاح والخبرة والتدريب هو وحده الذي يسمح بتغيير سريع في موازين القوى، ويقنع الايرانيين والروس بأن المشرق العربي ليس منطقة فراغ جاهزة للغزو والتوسع والعدوان والالحاق كما تطمح ايران بعد اسرائيل، ومن ورائهما روسيا التي تريد استغلال الصراع الاقليمي لتغير موازين القوى الدولية لصالحها. وكل ذلك على حساب مستقبل العرب ودماء السوريين.
وعندما نتحدث عن العرب نريد أن نرى حضورا واضحا وقويا للدول والشعوب، لمصر والمملكة العربية السعودية والامارات وقطر وليبيا والمغرب وتونس وغيرها، لخبرائها وعسكرييها ووزراء خارجيتها، لا للجامعة العربية والمبعوث العربي والدولي فحسب.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire