لم يحن بعد وقت تقييم المرحلة الاولى من المفاوضات. لكن الجميع يعترف اليوم، من الامم المتحدة الى الدبلوماسية الدولية الى الصحافة العالمية، بالموقف الايجابي للمعارضة السورية، التي اكدت التزامها بتطبيق القرارات الدولية الرامية الى ايجاد حل سياسي للصراع السوري، تماما كما يدرك الجميع ان الذي يسعى بكل الوسائل الى تقويض المفاوضات السياسية هو وفد الاسد وحكومته اللاشرعية، التي قررت التصعيد العسكري والسياسي، والتلاعب بالملف الانساني، لاحباط الراي العام السوري، وتأليبه على مفاوضات تبدوا اكثر فاكثر من دون نتائج ملموسة سريعة.
اريد في هذه اللحظة ان اقول لكل السوريين الذين يتابعون هذه المفاوضات لحظة بلحظة، يحدوهم الامل بان تكون فاتحة لانفراج قريب، ان الامور لا تسير ولن تسير كما نشتهي.
ولايمكن ان نتوقع ان تحسم مفاوضات ايام او اسابيع ما لم تنجح في حسمه سنوات ثلاث من القتال المرير الذي كلف الشعب والبلاد ربما نصف مليون شهيد.
لكن المهم ان نعرف ان الطغمة الحاكمة تعيش اليوم حالة رعب بسبب انكشافها السياسي وفقدانها اي هامش للمناورة واضطرارها الى اللقتال وظهرها الى الحيط، مع فقدانها، بنفور الصينيين والروس واشمئزازهم من سلوكها، اي هامش، مهما كان محدودا، للمناورة.
لن نحقق شيئا كثيرا في الايام وربما الاسابيع القادمة من المفاوضات، لكننا لن نغامر، ولا ينبغي علينا ان نغامر بالانسحاب، بسبب ذلك، ونفك اسرها السياسي.
لقد أتانا المجتمع الدولي بها الى جنيف بصعوبة ومشقة بالغة وتحت ضغوط كبيرة متواصلة، وقدم لنا من دون ان يقصد او ربما قاصدا، الفرصة المثالية لنجلدها امام انظار العالم وبتأييده. هذه مهمتنا، ولن نتخلى عنها طالما كان ذلك ممكنا.
بدل دعوة المفاوضين الى التوقف عن جلدها ينبغي ان نوسع دائرة المشاركة في الجلد، ونقدم لجالياتنا في الخارج، ولكل السوريين القادرين، وسائل العمل لتهشيم وجهها وتحطيم ارجلها وقطع اذرعها المتناثرة، وان ندعم الجلد السياسي والاعلامي بالضربات العسكرية القوية والمتناسقة.
فعلى شبابنا الابطال في ارض الميدان ان يستمروا في تلقينها دروسهم القوية الى ان تخور قواها وتكسر ارادتها.
كل يوم يمر يزيد من عزلة هذه الطغمة وفضيحتها ويحولها الى عصابة قتلة في عين العالم اجمع وليس في عين السوريين وحدهم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire