mardi, juillet 23, 2013

خالد بن الوليد الشهيد


خالد بن الوليد صحابي ورمز للشجاعة والبطولة في تاريخ العرب والمسلمين جميعا. لم يكن سنيا ولا شيعيا، وتوفي قبل الفتنة الكبرى التي مزقت صفوف المسلمين، وكان قائدا عسكريا فذا وعبقرية استراتيجية استثنائية تركت بصمتها، كما لم يفعل أي قائد عسكري، على تاريخ العرب والمسلمين وثقافتهم. 

ما حصل من اعتداء على ضريحه في مسجده التاريخي البديع في حمص، وفي الحي الذي سمي باسمه، ليس عملا جبانا يضمر الخسة الأخلاقية فحسب ولكنه، أكثر من ذلك، عمل إجرامي تستكمل فيه مافيا السلطة السورية مشروعها في تسعير الحرب الطائفية، وتحطيم آخر ما تبقى من مقاومة لدى الأفراد ضد الانخراط الأعمى في الحرب الأهلية. والهدف من ذلك لم يتغير: إغراق ثورة الحرية السورية في بحر من الدماء والفوضى والانقسام والاقتتال لعلها تهرب بنفسها من المسؤولية، وتعوم نظامها المتهاوي على بحر الدماء السورية الزكية.

لم يترك نظام الجريمة المنظمة وسيلة إلا استعملها من أجل توريط اكثرية الشعب السوري في حرب طائفية معممة، لا تزال ثقافته وروحه الوطنية ترفضها وتحتال عليها. مارس حروب التطهير الطائفي في المدن والاحياء، وعمليات القتل على الهوية، وذبح الاطفال، وحرق الرجال والنساء أحياء، لكنه فشل في تعميم الحرب الأهلية الطائفية. ولا تزال الأغلبية من أبناء سورية يرفضون أن يتخلوا عن آمالهم في الحرية، وفي إعادة بناء سورية دولة للجميع، ودولة الجميع، من دون تمييز. 

اختطفوا أبناء المذهب الشيعي وبثوا الرعب في نفوسهم، ليس في سورية فحسب ولكن في المنطقة كلها، وأوقدوا مشاعر الخوف على مصير المراقد الشيعية، وأرادوا تخصيص السيدة زينب بحبهم وانتزاع حبها من جميع المسلمين ليجعلوا منها ذريعة للاستمرار في حربهم العنصرية التي لا هدف دينيا لها، إلا إقامة الامبرطورية الفارسية القومية. وهاهم بعملهم الإجرامي الجديد يخصصون خالد بن الوليد بالسنة، لتمزيق تاريخ العرب والمسلمين والسوريين كمقدمة لتمزيق الجغرافية السورية ووضع الحواجز والحدود بين أبناء الوطن الواحد. 

لا ندري في ما إذا كان هؤلاء البرابرة يصفون حسابات تاريخية لا يزالون يجترونها منذ قرون طويلة، أم إنهم يحلمون بتصفية سورية وحرقها وتدميرها كوطن وشعب وثقافة وتاريخ، انتقاما من رفضها لعبوديتهم واستعصائها على سلطتهم وسيطرتهم. 

لم يدروا أنهم باغتيالهم خالد بن الوليد في ضريحه، قد أعادوا له الحياة كما تعود الحياة الأبدية للشهيد. منذ الآن خالد بن الوليد حي بيننا، روحه البطولية تسري في جسد كل سوري وسورية، في جسد كل عربي. خالد بن الوليد يتحرك منذ الآن بيننا، يقود مقاتلي الحرية في شوارع حمص العدية، يعيش مع أطفال سورية ويهمس في آذانهم كلمة السر، يعلمهم سر النصر. 
فلا نامت أعين الجبناء

Aucun commentaire: