أمس كان بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للماورنة الكاردينال بشارة بطرس الراعي في دمشق في زيارة مثيرة للجدل لما عرف عنه من مواقف متحيزة للنظام. وفي الكلمة التي ألقاها، بمناسبة تنصيب بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر اليازجي، قال عن حق : كلنا مدعوون لكي نعلي كرامة الإنسان، كل إنسان، ونحافظ على الحياة البشرية، فهي قيمة لا ثمن لها.
لكن ما استنتجه من ذلك يثير الدهشة بالفعل، خاصة في الظروف التي تعيشها سورية وشعبها المكافح اليوم. فقد أضاف: إن كل ما يقال ... من أجل ما يسمى باصلاحات وحقوق إنسان وديموقراطيات... هذه كلها لا .تساوي دم إنسان واحد بريء يراق».
هل يعني هذا في نظر غبطته أن الذي يريق دماء السوريين ليس نظام الأسد الجائر والدموي وإنما تطلع السوريين الآثم" إلى الاصلاحات وحقوق الانسان والديمقراطية؟
كنا ننتظر من رجل دين أن يطالب في هذه المناسبة نظام الطغيان الذي لم يترك سلاحا إلا واستخدمه لاسترقاق شعبه، باحترام حقوق الانسان تجنبا لإراقة الدماء، لا أن يطالب السوريين بالكف عن المطالبة بالاصلاحات واحترام حقوق الانسان والديمقراطية من أجل تجنيب النظام اللجوء إلى القتل وإراقة الدماء. عجبت لهذا الأب الراعي الذي يدين الضحية ويبرء الجلاد، ولا يتردد مع ذلك في أن .يقول إن زيارته إلى دمشق تحمل طابعا رعويا غير سياسي، وأن كنيسته ترفض الحرب وتدعو الى الحوار».
تذكرت انتفاضة الفلسطينيين الأولى التي دعا فيها القادة الاسرائيليون جنودهم إلى كسر عظام الفلسطينيين، وهو ما نفذ بالفعل. وكان دفاع المناصرين للصهيونية في أوروبة أنذاك المطالبة بإدانة القادة الفلسطينيين لأنهم بدعوتهم شعبهم إلى التظاهر اضطروا الجنود الاسرائيليين الأبرياء إلى كسر أيادي الأطفال الفلسطينين.
لحسن الحظ أن البطريرك الراعي ليس راعي مسيحيي سورية، وأن السوريين بصرف النظر عن أديانهم ليسوا ولن يكونوا طائفيين.
هذا بالضبط ما عبر عنه البطريرك اليازجي عندما قال : "اننا نحن الأنطاكيين كنيسة مشرقية، جذورها ضاربة بعمق في منطقتنا ومشرقنا العربي، ونحن مع اخوتنا المسلمين أبناء هذه الأرض" "وعلينا أن نبقى مشجعين للعيش المشترك الكريم، ونابذين كل ضغينة وكل خوف وكل تعال».
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire