samedi, juillet 19, 2014

في الدعوة المتجددة لعقد مؤتمرات وطنية وتجمعات جديدة سياسية



كثير من الاخوة الذين تواصلوا معي في الأسابيع الاخيرة لديهم شعور بان الثورة تمر في مرحلة حرجة، وأنها تفتقر لقيادة تثق بها وتتفاعل مع مشاكلها وترد على التحديات التي تواجهها. وترتفع الاصوات، بسبب ذلك، من جهات متعددة للدعوة إلى مؤتمر أو تجمع وطني يملأ الفراغ الذي تركه تخبط المعارضة وانقسامها وتنازع رجالاتها. وجوابي: 
قبل الاقدام على محاولات جديدة والانفاق على مؤتمرات وطنية أو تشكيل تجمعات وائتلافات سياسية، في الداخل أو في الخارج، ينبغي مراجعة تجربة المعارضة الماضية وتحليل أسباب قصورها وفشلها، حتى لا تقع التشكيلات القادمة في الحفرة نفسها التي وقعت فيها سابقتها وتقود إلى تكريس الفشل وتثبيته.
فليس من المؤكد أن العيوب ذاتها التي أدت إلى ايصال المعارضة إلى طريق مسدود لن تقود أي تجمعات جديدة إلى الطريق المسدود ذاتها. 
من دون الكشف عن تلك العيوب ومعالجتها، ليس من المؤكد أن التجمعات الجديدة ستعمل بشكل أفضل من سابقتها، وأخشى أن تكون أسوأ منها وأكثر إثارة للاحباط والسخط، كائنا من كان ملهمها أو منسقها أو زعيمها.
لن نخرج من الحلقة المفرغة المتمثلة في غياب القيادة، من دون الخروج من مرحلة الطفولة السياسية، التي لا ترى في السياسة سوى الأشخاص وتخلط بين الوظائف العمومية والمصالح الفردية. 
وليس من الممكن بلوغ سن الرشد السياسي من دون مراجعة جدية وعميقة وموضوعية تعيد بناء معنى السياسة ومضمون المصلحة العمومية، أي طبيعة عمل الدولة ووظيفتها، وبناء أخلاقيات المسؤولية في مواجهة ثقاقة الوصولية وخدمة الذات الأنانية.
ولن أشعر أن هناك حركة حقيقية في هذا الاتجاه ما لم تنتشر اللقاءات وحلقات النقاش السياسية بهدف المعرفة والفهم واستخراج النتائج والخلاصات ودروس التجربة المرة الماضية والعثور على المفاتيح التي تستطيع أن تجعل من أي تشكيل قادم إنطلاقة جديدة وتحولا نوعيا في الممارسة السياسية، لا تنازعا إضافيا على مواقع القيادة الخلبية.

Aucun commentaire: