يبدو أكثر فأكثر من سلوك الروس وتصريحاتهم أن اجتياحهم العسكري الأخير للساحة السورية لم يكن بهدف فرض الحل السياسي الذي يناسبهم وإنما بالعكس، لتخريب أي حل، ما لم يذعن الغرب لشروطهم ومطالبهم في أوكرانيا وغيرها .
ولا يفهم إطلاقهم الصواريخ الاستراتيجية من بحر قزوين إلا على أنه رسالة للغرب، لا علاقة لها بالحرب ضد داعش ولا بسورية . ولكنها رسالة على شكل استعراض صبياني للقوة ينم عن تهور وعباطة، أي ضعف، أكثر مما يعبر عن الشجاعة والشوكة.
يقدم بوتين بسياسته المغامرة الجديدة في سورية فرصة لا تعوض بثمن لاستعادة واشنطن زمام المبادرة في الأزمة السورية والتعويض عن فشلها المدوي في السنوات الخمس السابقة. وهي لا تحتاج لتحقيق ذلك إلى أكثر من مد المقاتلين السوريين بالأسلحة الكفيلة بتحويل الطائرات الروسية إلى أهداف سهلة للمضادات الأرضية. عندئذ، لن يضطر الغرب من أجل إجبار الروس على القبول بالحل في سورية ألى التنازل في أوكرانيا وفك العقوبات، كما تريد موسكو. سيكفيه السماح لروسيا بالخروج من الشرك الذي وقعت فيه، بغطرستها وسوء أفعالها، من دون إراقة ماء وجهها. وإلا فنحن على أبواب مواجهة عالمية لا يمكن لأحد التنبؤ بمآلاتها.
ما يستهدفه التدخل الروسي هو رأس المعارضة نفسه، ووجودها، طالما أنه يعتبرها تمردا على الحكومة الشرعية، ولا يتردد في إعلان تغطيته الجوية لهجومات النظام البرية على الفصائل المسلحة جميعا. وبمقدار ما يسعى إلى فرض الأمر الواقع بالقوة، يقوض هذا التدخل كل الجهود الدولية للبحث عن حل سياسي ومرجعية جنيف التي قام عليها، كما يدفع إلى إطالة أمد الحرب، ويهدد بتحويل سورية إلى أفغانستان جديدة، مع ما يعنيه ذلك من تفاقم موجات النزوح وتفريغ البلاد من سكانها، وتنامي مخاطر تقسيم البلاد وتعميق القطيعة بين جماعاتها المختلفة. وبدل أن يقضي على الارهاب كما تقول بياناته، سوف يزيد التدخل الروسي من جاذبية المنظمات المتطرفة التي تجعل من الحرب ضد روسيا قضية وطنية ودينية في الوقت نفسه. وفي موازاة ذلك سوف تعزز الحرب الدولية بالوكالة من تبعية السوريين، في الحكم والمعارضة، للدول الأجنبية الداعمة، ويقوض أمل السوريين في التفاهم والتقارب والعودة إلى الوطنية الجامعة.
ولا يفهم إطلاقهم الصواريخ الاستراتيجية من بحر قزوين إلا على أنه رسالة للغرب، لا علاقة لها بالحرب ضد داعش ولا بسورية . ولكنها رسالة على شكل استعراض صبياني للقوة ينم عن تهور وعباطة، أي ضعف، أكثر مما يعبر عن الشجاعة والشوكة.
يقدم بوتين بسياسته المغامرة الجديدة في سورية فرصة لا تعوض بثمن لاستعادة واشنطن زمام المبادرة في الأزمة السورية والتعويض عن فشلها المدوي في السنوات الخمس السابقة. وهي لا تحتاج لتحقيق ذلك إلى أكثر من مد المقاتلين السوريين بالأسلحة الكفيلة بتحويل الطائرات الروسية إلى أهداف سهلة للمضادات الأرضية. عندئذ، لن يضطر الغرب من أجل إجبار الروس على القبول بالحل في سورية ألى التنازل في أوكرانيا وفك العقوبات، كما تريد موسكو. سيكفيه السماح لروسيا بالخروج من الشرك الذي وقعت فيه، بغطرستها وسوء أفعالها، من دون إراقة ماء وجهها. وإلا فنحن على أبواب مواجهة عالمية لا يمكن لأحد التنبؤ بمآلاتها.
ما يستهدفه التدخل الروسي هو رأس المعارضة نفسه، ووجودها، طالما أنه يعتبرها تمردا على الحكومة الشرعية، ولا يتردد في إعلان تغطيته الجوية لهجومات النظام البرية على الفصائل المسلحة جميعا. وبمقدار ما يسعى إلى فرض الأمر الواقع بالقوة، يقوض هذا التدخل كل الجهود الدولية للبحث عن حل سياسي ومرجعية جنيف التي قام عليها، كما يدفع إلى إطالة أمد الحرب، ويهدد بتحويل سورية إلى أفغانستان جديدة، مع ما يعنيه ذلك من تفاقم موجات النزوح وتفريغ البلاد من سكانها، وتنامي مخاطر تقسيم البلاد وتعميق القطيعة بين جماعاتها المختلفة. وبدل أن يقضي على الارهاب كما تقول بياناته، سوف يزيد التدخل الروسي من جاذبية المنظمات المتطرفة التي تجعل من الحرب ضد روسيا قضية وطنية ودينية في الوقت نفسه. وفي موازاة ذلك سوف تعزز الحرب الدولية بالوكالة من تبعية السوريين، في الحكم والمعارضة، للدول الأجنبية الداعمة، ويقوض أمل السوريين في التفاهم والتقارب والعودة إلى الوطنية الجامعة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire