إذا كان الغرب لم يعد مستعدا للاستثمار في أي ميدان غير محاربة الارهاب، فلماذا لا يتحول زرع الارهاب والاستثمار فيه إلى التجارة الأربح في الصراع مع الغرب، ويصير الاتفاق على مكافحة الارهاب هو أساس التفاهم والدعم المتبادل بين النظم المستثمرة في الارهاب وتلك المستثمرة في مكافحته؟
هل تشكل هذه المعادلة أساسا لإعادة بناء النظام الاقليمي المتهاوي؟ أو بالأحرى، ما الذي يمنع بعض القوى الاقليمية التي دخلت، بسبب سياساتها المتطرفة، في طريق مسدود، من اعتماد مثل هذه المعادلة أو القسمة، على أمل إعادة بناء النظام الإقليمي بما يضمن لها أن تكون الشريك الأول للغرب في المنطقة وأن تفرض نفسها على شعوبها المروعة في الوقت نفسه؟
ألا يفسر هذا الانتشار المفاجيء والصاعق للارهاب وتوسعه اللافت، بموازاة مفاوضات ايران والغرب، أكثر من نكتة الدين أو الثقافة أو الضياع النفسي؟
لا إرهابيون من دون "مدرسة" لغسل الدماغ للأفراد
لكن لا إرهاب من دون "دول" راعية،
ولا فائدة أو قيمة للارهاب بمعزل عن الصراعات الدولية والاقليمية.
يطلق نظام الحرس الثوري الايراني، كما يفعل النظام السوري منذ عقود، يد الارهاب في الشرق الأوسط للمتاجرة بمكافحته.
لذلك لن يبدأ تنظيم داعش ومعها الارهاب في الانحسار ما لم يتم الاتفاق بين نظام ايران والغرب، وتنال طهران ما تعتقد أنه حقوقا مشروعة لها في المنطقة والعالم.
لكن لن يختفي التنظيم وينتهي الارهاب إلا بزوال النظم المفصومة، التي تعيش عليه وتتعيش منه، بدل أن تستمد قوتها وشرعيتها من تمثيل شعوبها والنجاح في تحقيق تقدمها المادي والثقافي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire