أمام قتلة محترفين لا يحق لأحد أن ينزل سلاحه ويستكين للراحة
يحتفي الكثيرون وعلى راسهم الأمين العام للأمم المتحدة بإخراج آخر شحنة من الأسلحة الكيماوية من سورية.
يخطء كل من يظن أن الاسد قد تغير، وأنه تخلى بالفعل عن سلاحه "التاريخي" الذي لم يتركه لحظة، أعني سلاح الكذب والخداع والمراوغة الذي استخدمه، كما لم يحصل لرئيس من قبل، في مواجهة شعبه وفي مواجهة الدول الصديقة والعدوة معا.
لم ينقذه هذا السلاح بعد أن كشف أمره للشعب والعالم بالتأكيد، ولا يمكن أن ينقذه، لكنه ساعده على كسب الوقت. وسيكون مصيره مصير من سبقه من الطغاة والفاشلين مهما طال الزمن.
تخطيء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومن يساند جهودها من الدول إذا اعتقدت أنها أنجزت المهمة. سيكتشف العالم بسرعة أن الأسد كذب عليهم في موضوع الأسلحة الكيماوية كما كذب عليهم في كل الموضوعات الأخرى. وهو منذ الآن، وخلال عمل المنظمة لتدمير الاسلحة الكيماوية السورية، لا يزال يراوغ ويستخدم أسلحة كيماوية كغاز الكلور وتنويعاته يقول إنها ليست مشمولة بالاتفاق الدولي.
أمام قتلة محترفين لا يحق لأحد أن ينزل سلاحه ويخلد للراحة ويعتبر أن المسألة حسمت. على المنظمة الدولية أن تستمر في البحث عن ما تبقى من مخزونات الأسد من الاسلحة الكيماوية.
لكن الأهم من ذلك لا ينبغي على الأمم المتحدة والدول التي تدعمها أن تعتبر أنها قامت بأي إنجاز. عملية القتل الهمجي المنظم والتدمير المبرمج للمدن وشروط حياة السوريين ومستقبلهم لا تزال مستمرة أمام نظر العالم وسمعه. والجميع ضالع ومتواطؤ ما لم يساهم في وقفها وإعطابها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire