كان الارهاب المرتبط بالتلاعب بالحركات الجهادية سلاح الأسد الامضى خلال العقود الطويلة الماضية في تامين نفوذه وتعزيز علاقاته الدولية ومكاسبه الإقليمية، بما يعني تصنيع الارهاب، والتهديد باستخدامه، والسيطرة عليه، في الوقت نفسه. بهذا التحكم بالارهاب أقنع الأسد الدول العربية والغربية بأنه نظام قوي، وقوة لا يمكن الاستغناء عنها لحفظ الأمن والسلام والاستقرار، وأن بإمكانه أن يستخدم قوته، أي السيطرة على الارهاب ضد خصومه، كما يمكن ان يستخدمها لصالح أصدقائه.
من دون هذا التلاقي بين نظام مافيوي، لا يملك أي محتوى وطني أو اجتماعي أو إنساني، أي باختصار ليس له أية أهداف أو هموم أو قضايا عامة من أي نوع كانت، وبعض الحركات الجهادية التي تؤهل افرادها للموت والتضحية من دون ثمن، لكن من دون اهداف عقلانية ممكنة التحقيق، واضحة او قريبة ( فهم يدعون إلى تطبيق تصور للإسلام أول ما يخرج منه المسلمون الذين يحولهم إلى كفرة ضالين)، أقول من دون ذلك، ما كان بإمكان الأسد ونظامه أن يصل إلى ما وصل إليه من استقرار داخلي وقوة ونفوذ في الخارج، ولا أن يرتكب أكبر الجرائم ضد الانسانية، من دون ان يتم القبض عليه بالجرم المشهود كراع رئيسي للارهاب الإقليمي والدولي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire