2 février ·
تحل اليوم ذكرى المجزرة المروعة التي ارتكبها حافظ الأسد ونظامه في حماة منذ ثلاثة وثلاثين عاما والتي راح ضحيتها عشرات آلاف السوريين، من دون أن يتم الاعتراف بهم ولا إصدار بيان أو تقرير أو تحقيق عما حدث.
ذكرى هذه المجزرة مهمة اليوم لأنها كانت النموذج الذي ورثه الأب للابن في مسيرة الصراع المتوحش على السيطرة والتسلط والسلطة. فقد كانت التجسيد الأول لسياسة قامت على العائلية والعنف وسفك الدماء وانعدام أي مشاعر وطنية أو دينية أو إنسانية.
وهي مهمة أيضا لأن هناك اليوم من يعتقد أنه بالتنازل أمام الأسد وزبانيته يمكن أن نضمن الحد من سفك الدماء ونمنع تدمير ما تبقى من وطننا الغالي. والحال أن سكوت السوريين عن هذه المجزرة المروعة هو الذي رسخ اعتقاد الأسد بأن من الممكن حكم السوري بالحديد والنار، وأن أفضل طريقة لإخضاعهم وكسر إرادتهم هو رفض تقديم أي تنازل لهم، والرد بأقسى الوسائل على أي بادرة استقلال أو تحرر أو مطالب مهما كانت مشروعة بينهم. هذه المجرزة هي التي حولت سلطة الأسد إلى سلطة ذئاب لا ترحم ولا تعرف حدودا لهمجيتها، تعيش على الدم والجثث والخراب، وعودت السوريين على الخوف من قاتليهم ومسايرتهم والاستكانة لهم خلال عقود طويلة. وما كان لها أن تنتهي إلا بأن تضيح البلاد بأكملها إمارة عبودية خاصة بعائلة الأسد وأزلامها.
هذه الذكري مهمة اليوم لأنها تلهم السوريين إرادة القوة والمقاومة والصبر، وتدفعهم إلى تحمل ما يلقونه من معاناة منذ أربع سنوات، في سبيل الانتقال من عصر القتل والتشرد والاضطهاد والقهر والعنصرية إلى عصر الحرية، مرورا بقطع يد القاتل وتقويض أسس السلطة التي اغتالت وطنهم ومجتمعهم ودمرت حياتهم لنصف قرن.
لن يقف السوريون عن القتال والمقاومة ما لم يصبح حكم القتلة ذكرى من الماضي ويستعيد شهداء حماة ١٩٨٢ مكانهم في لوائح الشرف إلى جانب أخوتهم من شهداء سورية الحرة، سورية البطلة، سورية الثورة على الظلم والعهر والوحشية والطغيان، سورية الأمل والمحبة والسلام التي تنتظر جميع السوريين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire