روما (4 أيار/ مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قلل مفكر وناشط سياسي سوري معارض من أهمية نقاش فكرة الحوار بين المعارضة والنظام السوري، متهماً النظام السوري بأنه لم ولن يُعلن في أي فترة عن أي رغبة في فتح حوار وطني للخروج من الأزمة الراهنة، ورأى أن خطة النظام هي القضاء على حركة الاحتجاج الشعبية التي عمت سورية منذ نحو ستة أسابيع بأي ثمن وبوسائل وحشية حتى يستطيع أن يفرض نمط الإصلاح الشكلي الذي يريده والذي لا يمس بسلطته المطلقة ولا بسيطرة أجهزته الأمنية على مصير البلاد، وشدد على أن ثورة الشباب السوري اليوم هي ليست ثورة تيار أو فئة قليلة ولكنها ثورة الشعب كله، وأكّد على أن المعارضة السورية ليست منفصلة عن حركات الاحتجاج الشبابية وتتفاعل معها وتدعمها
وفيما إن كان هناك انقسام بين المعارضة السورية بين من يرى أن الفرصة باتت بحكم الضائعة لبدء حوار مع السلطة ومن يرى أن الفرصة مازالت متاحة لبدء حوار وطني شامل، قال مدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون برهان غليون، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "هذا الانقسام بأكمله لا معنى له مادام النظام نفسه لم يُعلن في أي فترة ولن يُعلن عن أي رغبة في فتح حوار وطني للخروج من الأزمة الراهنة. وتورطه في عمليات قمع لا سابق لها، شملت محاصرة مدن مع قطع الدواء والغذاء والماء والكهرباء والمواصلات، وإطلاق النار الحي على المواطنين بطريقة عشوائية، واعتقال مئات المواطنين وتعقب أهلهم وعائلاتهم، لا يهدف إلا إلى قطع طريق الحوار والتأكيد على إرادة النظام في سحق الحركة الشعبية الديمقراطية بالقوة" وفق قوله
وتابع غليون "بعد أن كان النظام السوري يعترف في خطاباته ودعاياته الأولى بوجود مطالب مشروعة ومواطنين أبرياء مغرر بهم، هاهو لا يتحدث الآن في وسائل إعلامه إلا عن حركة مسلحة، ويعامل الناشطين باعتبارهم متورطين في هذه الحركة الموجهة من خارج لا يشعر النظام أن من واجبه تحديد هويته. ومن هذا المنطلق دعا وزير الداخلية قبل أيام جميع من شاركوا في مظاهرات وصفها بأنها خارجة عن القانون ـ هكذا أصبحوا ينظرون إلى حركة الاحتجاج الشبابية ـ إلى أن يسلموا أنفسهم حتى يضمنوا عدم تطبيق العقاب عليهم. هذا هو الحوار الوحيد الذي لا يزال النظام يطرحه على الشعب ويصر عليه، أعنى حوار السلاح والاتهام بالخيانة والمشاركة في حركة ومؤامرة خارجية. فلماذا الانقسام إذاً" على حد تعبيره
وحول احتمال تجاوب النظام السوري مع مطالب المحتجين وإمكانية قيامه بإصلاحات حقيقية تتجاوب مع مطالب الشارع السوري، بعد سقوط مئات القتلى واعتقال الآلاف (وفق منظمات حقوق الإنسان السورية)، قال غليون، أستاذ علم الاجتماع السياسي في فرنسا "واضح أن خطة النظام هي أن يقضي على حركة الاحتجاج الشعبية بأي ثمن، ومهما كلفه ذلك من استخدام وسائل وحشية، حتى يستطيع أن يفرض في ما بعد نمط الإصلاح الذي يريده ووتيرة تحقيقه كما كان الرئيس قد تحدث عنهما في خطابه الأول. وهذا يعني في الواقع القيام بتلك الإصلاحات الشكلية التي لا تمس بسلطته المطلقة ولا بسيطرة أجهزته الأمنية على مقدرات الأفراد ومصير البلاد، وبالتالي تحمي المصالح القائمة وتؤمنها، مصالح الأسرة والعائلة والفئات الزبونية التي تلتف حولها ويستند إليها النظام" حسب تعبيره
وتابع "ما يقوم به النظام السوري اليوم في درعا ودوما وغيرها من المناطق هو تكرار للعملية نفسها التي قام بها في حماة عام 1982 والتي يهدف منها إلى ترويع السوريين وتذكيرهم بدرس الإرهاب والرعب الذي سمح له في الماضي بربح ثلاثة عقود متتالية من الخضوع والصمت والإذلال للشعب السوري"، واستدرك غليون "بيد أنه لا يدرك أن الظروف قد تغيرت تماماً، وأن سورية اليوم ليست سورية الثمانينيات، وأن ثورة الشباب السوري ليست ثورة تيار أو فئة قليلة ولكنها ثورة الشعب كله، وأنها تستقطب بوسائلها السلمية تعاطف العالم بأكمله وتأييده. فالشعب السوري لم يعد معزولاً، وإرادته في التحرر والانعتاق لا يوازيها إلا استعداده للتضحية والفداء. وما نجح في تحقيقه عام 1982 سوف ينقلب كلياً عليه ويكون السبب الرئيس في سقوطه" وفق قوله
وحول من يمثل المتظاهرين والمحتجين في سورية، قال غليون "الشعب السوري واحد. وممثلوا المعارضة التي استمرت خلال عقود طويلة في مقارعة الديكتاتورية والاستبداد ليسوا منفصلين عن حركات الاحتجاج الشبابية ولكنهم يواكبونها ويدعمونها ويشجعونها. وهم لن يعملوا إلا بالتنسيق مع ممثلي الحركة الاحتجاجية والتفاهم معهم والتفاعل مع خططهم وأفكارهم" حسب تأكيده
وعن الحديث عن إمكانية لم شمل المعارضة السورية من خلال إطار أو إعلان وطني جديد قال "في الأصل لا توجد في أي بلد في العالم كله معارضة واحدة أو موحدة، وكل المعارضات متعددة ومختلفة. لكن من الواضح أن المعارضة السورية الديمقراطية لم تنجح بعد في إقامة جبهة واحدة ضد الديكتاتورية ومن أجل حشد جميع قطاعات الرأي العام السوري وراء ثورة الكرامة والحرية. وهذا تعبير عن الضعف الذي وضعها فيه نظام الاستبداد نفسه. لكن إذا لم يكن من الممكن بناء مثل هذه الجبهة الواسعة، فلا بد من تكوين إطار عابر للأحزاب يشارك فيه جميع الناشطين والمناضلين السياسيين، من ممثلي الانتفاضة ومن خارج الأحزاب ومن داخلها، يوحّد الرأي العام السوري حول رؤية واضحة لخط تحرك الثورة الديمقراطية، ويرسم طريق الخلاص من الديكتاتورية، ويقود المعركة السياسية والدبلوماسية، ويؤمن الغطاء السياسي للحركة الديمقراطية الشعبية. هذه هي المهمة المركزية اليوم لضمان اندفاعة جديدة في الانتفاضة، ووضع حد لغطرسة القوة وغياب روح المسؤولية الوطنية عند الطغمة الحاكمة السورية" حسب تعبيره
قلل مفكر وناشط سياسي سوري معارض من أهمية نقاش فكرة الحوار بين المعارضة والنظام السوري، متهماً النظام السوري بأنه لم ولن يُعلن في أي فترة عن أي رغبة في فتح حوار وطني للخروج من الأزمة الراهنة، ورأى أن خطة النظام هي القضاء على حركة الاحتجاج الشعبية التي عمت سورية منذ نحو ستة أسابيع بأي ثمن وبوسائل وحشية حتى يستطيع أن يفرض نمط الإصلاح الشكلي الذي يريده والذي لا يمس بسلطته المطلقة ولا بسيطرة أجهزته الأمنية على مصير البلاد، وشدد على أن ثورة الشباب السوري اليوم هي ليست ثورة تيار أو فئة قليلة ولكنها ثورة الشعب كله، وأكّد على أن المعارضة السورية ليست منفصلة عن حركات الاحتجاج الشبابية وتتفاعل معها وتدعمها
وفيما إن كان هناك انقسام بين المعارضة السورية بين من يرى أن الفرصة باتت بحكم الضائعة لبدء حوار مع السلطة ومن يرى أن الفرصة مازالت متاحة لبدء حوار وطني شامل، قال مدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون برهان غليون، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "هذا الانقسام بأكمله لا معنى له مادام النظام نفسه لم يُعلن في أي فترة ولن يُعلن عن أي رغبة في فتح حوار وطني للخروج من الأزمة الراهنة. وتورطه في عمليات قمع لا سابق لها، شملت محاصرة مدن مع قطع الدواء والغذاء والماء والكهرباء والمواصلات، وإطلاق النار الحي على المواطنين بطريقة عشوائية، واعتقال مئات المواطنين وتعقب أهلهم وعائلاتهم، لا يهدف إلا إلى قطع طريق الحوار والتأكيد على إرادة النظام في سحق الحركة الشعبية الديمقراطية بالقوة" وفق قوله
وتابع غليون "بعد أن كان النظام السوري يعترف في خطاباته ودعاياته الأولى بوجود مطالب مشروعة ومواطنين أبرياء مغرر بهم، هاهو لا يتحدث الآن في وسائل إعلامه إلا عن حركة مسلحة، ويعامل الناشطين باعتبارهم متورطين في هذه الحركة الموجهة من خارج لا يشعر النظام أن من واجبه تحديد هويته. ومن هذا المنطلق دعا وزير الداخلية قبل أيام جميع من شاركوا في مظاهرات وصفها بأنها خارجة عن القانون ـ هكذا أصبحوا ينظرون إلى حركة الاحتجاج الشبابية ـ إلى أن يسلموا أنفسهم حتى يضمنوا عدم تطبيق العقاب عليهم. هذا هو الحوار الوحيد الذي لا يزال النظام يطرحه على الشعب ويصر عليه، أعنى حوار السلاح والاتهام بالخيانة والمشاركة في حركة ومؤامرة خارجية. فلماذا الانقسام إذاً" على حد تعبيره
وحول احتمال تجاوب النظام السوري مع مطالب المحتجين وإمكانية قيامه بإصلاحات حقيقية تتجاوب مع مطالب الشارع السوري، بعد سقوط مئات القتلى واعتقال الآلاف (وفق منظمات حقوق الإنسان السورية)، قال غليون، أستاذ علم الاجتماع السياسي في فرنسا "واضح أن خطة النظام هي أن يقضي على حركة الاحتجاج الشعبية بأي ثمن، ومهما كلفه ذلك من استخدام وسائل وحشية، حتى يستطيع أن يفرض في ما بعد نمط الإصلاح الذي يريده ووتيرة تحقيقه كما كان الرئيس قد تحدث عنهما في خطابه الأول. وهذا يعني في الواقع القيام بتلك الإصلاحات الشكلية التي لا تمس بسلطته المطلقة ولا بسيطرة أجهزته الأمنية على مقدرات الأفراد ومصير البلاد، وبالتالي تحمي المصالح القائمة وتؤمنها، مصالح الأسرة والعائلة والفئات الزبونية التي تلتف حولها ويستند إليها النظام" حسب تعبيره
وتابع "ما يقوم به النظام السوري اليوم في درعا ودوما وغيرها من المناطق هو تكرار للعملية نفسها التي قام بها في حماة عام 1982 والتي يهدف منها إلى ترويع السوريين وتذكيرهم بدرس الإرهاب والرعب الذي سمح له في الماضي بربح ثلاثة عقود متتالية من الخضوع والصمت والإذلال للشعب السوري"، واستدرك غليون "بيد أنه لا يدرك أن الظروف قد تغيرت تماماً، وأن سورية اليوم ليست سورية الثمانينيات، وأن ثورة الشباب السوري ليست ثورة تيار أو فئة قليلة ولكنها ثورة الشعب كله، وأنها تستقطب بوسائلها السلمية تعاطف العالم بأكمله وتأييده. فالشعب السوري لم يعد معزولاً، وإرادته في التحرر والانعتاق لا يوازيها إلا استعداده للتضحية والفداء. وما نجح في تحقيقه عام 1982 سوف ينقلب كلياً عليه ويكون السبب الرئيس في سقوطه" وفق قوله
وحول من يمثل المتظاهرين والمحتجين في سورية، قال غليون "الشعب السوري واحد. وممثلوا المعارضة التي استمرت خلال عقود طويلة في مقارعة الديكتاتورية والاستبداد ليسوا منفصلين عن حركات الاحتجاج الشبابية ولكنهم يواكبونها ويدعمونها ويشجعونها. وهم لن يعملوا إلا بالتنسيق مع ممثلي الحركة الاحتجاجية والتفاهم معهم والتفاعل مع خططهم وأفكارهم" حسب تأكيده
وعن الحديث عن إمكانية لم شمل المعارضة السورية من خلال إطار أو إعلان وطني جديد قال "في الأصل لا توجد في أي بلد في العالم كله معارضة واحدة أو موحدة، وكل المعارضات متعددة ومختلفة. لكن من الواضح أن المعارضة السورية الديمقراطية لم تنجح بعد في إقامة جبهة واحدة ضد الديكتاتورية ومن أجل حشد جميع قطاعات الرأي العام السوري وراء ثورة الكرامة والحرية. وهذا تعبير عن الضعف الذي وضعها فيه نظام الاستبداد نفسه. لكن إذا لم يكن من الممكن بناء مثل هذه الجبهة الواسعة، فلا بد من تكوين إطار عابر للأحزاب يشارك فيه جميع الناشطين والمناضلين السياسيين، من ممثلي الانتفاضة ومن خارج الأحزاب ومن داخلها، يوحّد الرأي العام السوري حول رؤية واضحة لخط تحرك الثورة الديمقراطية، ويرسم طريق الخلاص من الديكتاتورية، ويقود المعركة السياسية والدبلوماسية، ويؤمن الغطاء السياسي للحركة الديمقراطية الشعبية. هذه هي المهمة المركزية اليوم لضمان اندفاعة جديدة في الانتفاضة، ووضع حد لغطرسة القوة وغياب روح المسؤولية الوطنية عند الطغمة الحاكمة السورية" حسب تعبيره
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire