الاتحاد 23 نوفمير 2005
بالرغم مما يوجهه قرار مجلس الأمن الأخير رقم 1636 من تحد استثنائي لسورية، نظاما وشعبا معا، إلا أنه لا يعبر عن حقيقة الأزمة التي تعيشها سورية ولا يختصرها بقدر ما شكل أحد نتائجها الخطيرة. بل يكاد التركيز الراهن على ملابسات جريمة اغتيال رفيق الحريري يطمس جوهر هذه الازمة أكثر مما يكشف عنها. فهي أكبر بكثير من المشاركة المحتملة لبعض مسؤوليها في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني وسابقة عليه أيضا. إنها مرتبطة بأزمة نظامها الذي خضعت له منذ ما يقارب نصف قرن والذي اعتمد، في سبيل الحفاظ على نفسه على تحييد المجتمع وإخضاعه بوسائل آلية متعددة، أمنية وغير أمنية، وعلى التعويض عن الفراغ السياسي الداخلي بالتفاهم مع القوى الإقليمية والدولية والانخراط في استراتيجياتها المختلفة، دون ايلاء أهمية كبيرة لمصالح الدولة والمجتمع معا.
وبالرغم من أن هذا النظام قد عرف تحولا كبيرا في مصادر القوة التي اعتمد عليها، فانتقل من آليات الاستخدام المعمم للرشوة المادية والسياسية، لكسب الزبائن وبناء قاعدته الاجتماعية، إلى آليات الحجر على المجتمع وتحييده بقوة تدخل الأجهزة الأمنية، إلا أن وجوده لم يتعرض لأي تهديد خطير في المراحل السابقة. فقد عوض الاستخدام الموسع للعنف السياسي والعسكري المغلف بغلاف قانوني (أحكام الطواريء والمحاكم الاستثنائية) وتجريم كل عمل أو نشاط جماعي مدني او سياسي يخرج عن إرادة الحزب الحاكم والاجهزة الأمنية، نضوب الموارد النسبي واستفراد الطبقة الجديدة بها.
ولا يختلف الأمر عن ذلك في ما يتعلق بمصير التفاهمات الخارجية التي سمحت للنظام بالحصول على هامش كبير للمبادرة الإقليمية التي اعتمد عليها لتمكين سيطرته على الداخل. فبعد أن اعتمد النظام في مرحلته الأولى على التفاهم الاستراتيجي، الذي تحقق على يدي الرئيس الراحل حافظ الأسد في بداية السبعينات من القرن العشرين، بين النظام السوري والدول المحورية في المشرق العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر، إضافة إلى دول الكتلة السوفييتية السابقة، لم يجد النظام صعوبة كبيرة في تعويم نفسه والانخراط في اللعبة الإقليمية من جديد، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وقد نجح مؤسس النظام، بالرغم من "ثقل" المواقف الايديولوجية، في الالتفاف على الأزمة وإعادة بناء إطار التفاهمات الخارجية مع الدول الغربية على أسس ضمنت له حدا كبيرا من حرية الحركة والاستقلالية التي استخدمها للفتك بخصومه ومعارضيه وحماية خياراته الأساسية. وكما أن استخدام الرعب لإخضاع السكان في المرحلة الثانية لم يكن أقل فاعلية في الحفاظ على الهدوء الداخلي والإذعان العام من استخدام الرشوة الذي كان سلاح المرحلة الأولى، كذلك لم تؤثر ظرفية التفاهمات الجديدة - التي قدمت المشاركة العسكرية في التحالف الدولي ضد العراق عام 1991 مثالا حيا عليها - على ردعية النظام. فقد نجح في الحالتين، وبالرغم مما أصابه من تراجع، في الجمع بين استخدام سلاح القمع الشامل والابقاء على الشعارات الشعبوية بل الاشتراكية، كما نجح في الربط بين التفاهم مع القوى الغربية التي ستضمن بقاؤه في مرحلته الثانية والاستمرار في رفع شعار التمسك بالثوابت الوطنية والصراع ضد الامبريالية. وإلى حين انتقال السلطة إلى الدكتور بشار الأسد عام 2000 كان النظام السوري لا يزال يمتلك جميع أوراق قوته الداخلية والخارجية.
في أقل من خمس سنوات انقلب الوضع كليا على الجبهة الداخلية والخارجية. فبروز المعارضة، حتى في حالتها المتسمة بالكثير من الضعف والتشتت، أحدث شرخا عميقا في سطوة النظام الداخلية بقدر ما كسر وهم الأحادية وغطى على مناخ الاستسلام والتسليم الشعبيين. وبالرغم من ضآلة عدد أفرادها تحولت المعارضة بتركيزها على الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وحرياته الأساسية إلى محور الحياة السياسية للبلاد بقدر ما فرضت على النظام واقع التعددية السياسية وأجبرته على الدفاع عن شرعيته أو طرح مسألة الشرعية. فمنذ سنوات لم يعد للنظام ومسؤوليه السياسيين والأمنيين والإعلاميين عمل آخر سوى الاشتغال بالمعارضة، إما من خلال التهجم عليها أو التنديد بها أو توجيه الاتهامات لها أو ملاحقة أفرادها بجميع الوسائل شبه القانونية وغير القانونية. وإذا كانت المعارضة قد بقيت بالفعل معزولة عن الجمهور السوري العريض إلا أنها تخترق النخبة السورية بأكملها، بما في ذلك النخبة البعثية التي يتعاطف قطاع واسع منها مع أطروحات التغيير الديمقراطي. وكما بدأ النظام يفقد تدريجيا في مواجهته الخاطئة لمطالب المعارضة أوراق قوته الداخلية الرئيسية المتمثلة باستسلام المجتمع وانسحابه الكلي من السياسة، وبالتالي توكيل النظام في شؤونه الداخلية والخارجية جميعا، بدأ يفقد أيضا منذ انطلاق نزاعه العلني مع القوى الغربية، أوراق قوته الخارجية التي تتمثل في التفاهم الثابت أو الظرفي مع الدول الكبرى ذات المصالح الحيوية في المنطقة المشرقية.
ومع تبني مجلس الامن قرارات تؤكد الاشتباه بالتورط السوري في مقتل الرئيس الحريري يكون النظام قد وصل إلى طريق مسدود. فقد قضى انهيار الثقة بسياساته الإقليمية على أي أمل له بتجديد عقد الوكالة الخارجي، في الوقت الذي لم يعد لديه ما يعد به الداخل السوري سوى "المقاومة" الانتحارية. ولا تتجلى آثار هذا الانسداد في تقلص هامش مناورة الحكم الاستراتيجية إلى حدها الأقصى فحسب ولكنها تتجلى أيضا في تعطل عمل الدولة ومؤسساتها التي تعيش حالة سبات حقيقية. فهي مشلولة في التعامل مع شعبها الذي يطالب نهار مساء بالاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد من دون أن يجد صدى لمطالبه على أي صعيد. ومشلولة أيضا تجاه القوى الخارجية التي وضعت السلطة في قفص الاتهام ولا تجد سبيلا للتعامل معها سوى انتظار المعجزات. هكذا، من دون أن تطالها عقوبات اقتصادية، وفي ما وراء المظاهر اليائسة لتفعيل بعض الصداقات السطحية، تعيش سورية عزلة دولية متزايدة وتعاني من مقاطعة خارجية دبلوماسية واقتصادية فعلية، في الوقت الذي ينبغي فيه، لضمان مصالحها الوطنية، أن تراهن فيه على تفعيل علاقاتها الغربية من أجل استعادة الجولان المحتل وتحسين شروط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وامتصاص البطالة المستفحلة التي سيزيد من انتشارها إغلاق المنافذ الإقليمية والدولية.
سيدفع استمرار الوضع الراهن لا محالة، من وراء مظاهر المسايرة والإذعان السطحية، ومهما بلغت قوة الحملة المنظمة التي تقودها الحكومة لإبراز الالتفاف حول النظام، إلى تعميق الهوة التي تفصل بين مصالح الحكم من جهة ومصالح المجتمع والدولة من جهة أخرى. وهذا ما ترمي إليه العقوبات التي لا تهدف في الواقع إلا إلى محاصرة النظام لدفعه هو نفسه، خوفا من حصول تفاهم بين قوى الضغط الخارجية والداخلية، إلى تعزيز حصاره على المجتمع ومن وراء ذلك إلى زعزعة استقراره بيده.
وإذا لم نرد أن ينتهي كل ذلك بزعزعة خطيرة لاستقرا سورية نفسها، كدولة ومجتمع، لا مهرب من أن يتحمل كل مواطن سوري قسطه من المسؤولية في سبيل فك الحصار عن سورية وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي. والمجرى الطبيعي للأمور أن لا تكون البلاد في حالة عزلة تحرمها من ثمار الازدهار الذي يؤمنه العمل والتفاعل مع المجتمعات الأخرى، وأن يكون التواصل قويا بين الطبقة الحاكمة والرأي العام بحيث لا يحتاج النظام في سبيل ضمان بقائه إلى حجز حرية الأفراد وانتهاك حقوقهم وإلغاء مبادراتهم وفرض الحصار السياسي والأمني والإعلامي المنهجي والمكلف عليهم لمنعهم من التفكير والتنظيم والحركة. وليس هناك سوى وسيلة واحدة لكسر العزلة واستعادة المبادرة السورية من القوى الخارجية، وهي الخروج من النظام نفسه الذي قاد إليها. وكل ما عدا ذلك مضيعة للوقت ستكلف البلاد غاليا جدا من دون أن تقدم مخرجا لأحد.
بالرغم مما يوجهه قرار مجلس الأمن الأخير رقم 1636 من تحد استثنائي لسورية، نظاما وشعبا معا، إلا أنه لا يعبر عن حقيقة الأزمة التي تعيشها سورية ولا يختصرها بقدر ما شكل أحد نتائجها الخطيرة. بل يكاد التركيز الراهن على ملابسات جريمة اغتيال رفيق الحريري يطمس جوهر هذه الازمة أكثر مما يكشف عنها. فهي أكبر بكثير من المشاركة المحتملة لبعض مسؤوليها في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني وسابقة عليه أيضا. إنها مرتبطة بأزمة نظامها الذي خضعت له منذ ما يقارب نصف قرن والذي اعتمد، في سبيل الحفاظ على نفسه على تحييد المجتمع وإخضاعه بوسائل آلية متعددة، أمنية وغير أمنية، وعلى التعويض عن الفراغ السياسي الداخلي بالتفاهم مع القوى الإقليمية والدولية والانخراط في استراتيجياتها المختلفة، دون ايلاء أهمية كبيرة لمصالح الدولة والمجتمع معا.
وبالرغم من أن هذا النظام قد عرف تحولا كبيرا في مصادر القوة التي اعتمد عليها، فانتقل من آليات الاستخدام المعمم للرشوة المادية والسياسية، لكسب الزبائن وبناء قاعدته الاجتماعية، إلى آليات الحجر على المجتمع وتحييده بقوة تدخل الأجهزة الأمنية، إلا أن وجوده لم يتعرض لأي تهديد خطير في المراحل السابقة. فقد عوض الاستخدام الموسع للعنف السياسي والعسكري المغلف بغلاف قانوني (أحكام الطواريء والمحاكم الاستثنائية) وتجريم كل عمل أو نشاط جماعي مدني او سياسي يخرج عن إرادة الحزب الحاكم والاجهزة الأمنية، نضوب الموارد النسبي واستفراد الطبقة الجديدة بها.
ولا يختلف الأمر عن ذلك في ما يتعلق بمصير التفاهمات الخارجية التي سمحت للنظام بالحصول على هامش كبير للمبادرة الإقليمية التي اعتمد عليها لتمكين سيطرته على الداخل. فبعد أن اعتمد النظام في مرحلته الأولى على التفاهم الاستراتيجي، الذي تحقق على يدي الرئيس الراحل حافظ الأسد في بداية السبعينات من القرن العشرين، بين النظام السوري والدول المحورية في المشرق العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر، إضافة إلى دول الكتلة السوفييتية السابقة، لم يجد النظام صعوبة كبيرة في تعويم نفسه والانخراط في اللعبة الإقليمية من جديد، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وقد نجح مؤسس النظام، بالرغم من "ثقل" المواقف الايديولوجية، في الالتفاف على الأزمة وإعادة بناء إطار التفاهمات الخارجية مع الدول الغربية على أسس ضمنت له حدا كبيرا من حرية الحركة والاستقلالية التي استخدمها للفتك بخصومه ومعارضيه وحماية خياراته الأساسية. وكما أن استخدام الرعب لإخضاع السكان في المرحلة الثانية لم يكن أقل فاعلية في الحفاظ على الهدوء الداخلي والإذعان العام من استخدام الرشوة الذي كان سلاح المرحلة الأولى، كذلك لم تؤثر ظرفية التفاهمات الجديدة - التي قدمت المشاركة العسكرية في التحالف الدولي ضد العراق عام 1991 مثالا حيا عليها - على ردعية النظام. فقد نجح في الحالتين، وبالرغم مما أصابه من تراجع، في الجمع بين استخدام سلاح القمع الشامل والابقاء على الشعارات الشعبوية بل الاشتراكية، كما نجح في الربط بين التفاهم مع القوى الغربية التي ستضمن بقاؤه في مرحلته الثانية والاستمرار في رفع شعار التمسك بالثوابت الوطنية والصراع ضد الامبريالية. وإلى حين انتقال السلطة إلى الدكتور بشار الأسد عام 2000 كان النظام السوري لا يزال يمتلك جميع أوراق قوته الداخلية والخارجية.
في أقل من خمس سنوات انقلب الوضع كليا على الجبهة الداخلية والخارجية. فبروز المعارضة، حتى في حالتها المتسمة بالكثير من الضعف والتشتت، أحدث شرخا عميقا في سطوة النظام الداخلية بقدر ما كسر وهم الأحادية وغطى على مناخ الاستسلام والتسليم الشعبيين. وبالرغم من ضآلة عدد أفرادها تحولت المعارضة بتركيزها على الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وحرياته الأساسية إلى محور الحياة السياسية للبلاد بقدر ما فرضت على النظام واقع التعددية السياسية وأجبرته على الدفاع عن شرعيته أو طرح مسألة الشرعية. فمنذ سنوات لم يعد للنظام ومسؤوليه السياسيين والأمنيين والإعلاميين عمل آخر سوى الاشتغال بالمعارضة، إما من خلال التهجم عليها أو التنديد بها أو توجيه الاتهامات لها أو ملاحقة أفرادها بجميع الوسائل شبه القانونية وغير القانونية. وإذا كانت المعارضة قد بقيت بالفعل معزولة عن الجمهور السوري العريض إلا أنها تخترق النخبة السورية بأكملها، بما في ذلك النخبة البعثية التي يتعاطف قطاع واسع منها مع أطروحات التغيير الديمقراطي. وكما بدأ النظام يفقد تدريجيا في مواجهته الخاطئة لمطالب المعارضة أوراق قوته الداخلية الرئيسية المتمثلة باستسلام المجتمع وانسحابه الكلي من السياسة، وبالتالي توكيل النظام في شؤونه الداخلية والخارجية جميعا، بدأ يفقد أيضا منذ انطلاق نزاعه العلني مع القوى الغربية، أوراق قوته الخارجية التي تتمثل في التفاهم الثابت أو الظرفي مع الدول الكبرى ذات المصالح الحيوية في المنطقة المشرقية.
ومع تبني مجلس الامن قرارات تؤكد الاشتباه بالتورط السوري في مقتل الرئيس الحريري يكون النظام قد وصل إلى طريق مسدود. فقد قضى انهيار الثقة بسياساته الإقليمية على أي أمل له بتجديد عقد الوكالة الخارجي، في الوقت الذي لم يعد لديه ما يعد به الداخل السوري سوى "المقاومة" الانتحارية. ولا تتجلى آثار هذا الانسداد في تقلص هامش مناورة الحكم الاستراتيجية إلى حدها الأقصى فحسب ولكنها تتجلى أيضا في تعطل عمل الدولة ومؤسساتها التي تعيش حالة سبات حقيقية. فهي مشلولة في التعامل مع شعبها الذي يطالب نهار مساء بالاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد من دون أن يجد صدى لمطالبه على أي صعيد. ومشلولة أيضا تجاه القوى الخارجية التي وضعت السلطة في قفص الاتهام ولا تجد سبيلا للتعامل معها سوى انتظار المعجزات. هكذا، من دون أن تطالها عقوبات اقتصادية، وفي ما وراء المظاهر اليائسة لتفعيل بعض الصداقات السطحية، تعيش سورية عزلة دولية متزايدة وتعاني من مقاطعة خارجية دبلوماسية واقتصادية فعلية، في الوقت الذي ينبغي فيه، لضمان مصالحها الوطنية، أن تراهن فيه على تفعيل علاقاتها الغربية من أجل استعادة الجولان المحتل وتحسين شروط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وامتصاص البطالة المستفحلة التي سيزيد من انتشارها إغلاق المنافذ الإقليمية والدولية.
سيدفع استمرار الوضع الراهن لا محالة، من وراء مظاهر المسايرة والإذعان السطحية، ومهما بلغت قوة الحملة المنظمة التي تقودها الحكومة لإبراز الالتفاف حول النظام، إلى تعميق الهوة التي تفصل بين مصالح الحكم من جهة ومصالح المجتمع والدولة من جهة أخرى. وهذا ما ترمي إليه العقوبات التي لا تهدف في الواقع إلا إلى محاصرة النظام لدفعه هو نفسه، خوفا من حصول تفاهم بين قوى الضغط الخارجية والداخلية، إلى تعزيز حصاره على المجتمع ومن وراء ذلك إلى زعزعة استقراره بيده.
وإذا لم نرد أن ينتهي كل ذلك بزعزعة خطيرة لاستقرا سورية نفسها، كدولة ومجتمع، لا مهرب من أن يتحمل كل مواطن سوري قسطه من المسؤولية في سبيل فك الحصار عن سورية وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي. والمجرى الطبيعي للأمور أن لا تكون البلاد في حالة عزلة تحرمها من ثمار الازدهار الذي يؤمنه العمل والتفاعل مع المجتمعات الأخرى، وأن يكون التواصل قويا بين الطبقة الحاكمة والرأي العام بحيث لا يحتاج النظام في سبيل ضمان بقائه إلى حجز حرية الأفراد وانتهاك حقوقهم وإلغاء مبادراتهم وفرض الحصار السياسي والأمني والإعلامي المنهجي والمكلف عليهم لمنعهم من التفكير والتنظيم والحركة. وليس هناك سوى وسيلة واحدة لكسر العزلة واستعادة المبادرة السورية من القوى الخارجية، وهي الخروج من النظام نفسه الذي قاد إليها. وكل ما عدا ذلك مضيعة للوقت ستكلف البلاد غاليا جدا من دون أن تقدم مخرجا لأحد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire