النخبة المستنيرة والشعب المتوحش
في مقاله العميق أدونيس ونهاية عالم يترنح (المدن 23/02/2013)ليس المقصود ولا المهم في تحليل بكر صدقي ادونيس كشاعر ولا كإنسان لكن ما يمثله من نموذج متميز لنمط من الوعي النخبوي الذي سيطر على اذهان شرائح واسعة من النخب الاجتماعية العربية وسمح باستمرار الاستبداد وحكم القهر والتعسف بتحويله محور النقد من النظم والنخب السياسية الفاسدة والجائرة الى الشعب اي الى الفرد البسيط المجرد من اي سلطة وحق والمحكوم بالعنف. وهذا لاينطبق على من يسمونهم بالعلمانيين فحسب وإنما يشمل شرائح واسعة ممن يسمون بالاسلاميين. وخلاصة الدرس لهذا الوعي هي: المجتمع مخطيء وهو المسؤول عن بؤسه حتى لو كانت القيادة سيئة، . والنتيجة : ١-تجنيب النخبة السائدة المثقفة والاقتصادية والسياسية والادارية والدينية اي مسؤولية عن البؤس والفشل والخراب الحاصلان، وقلب الامور بحيث لن يعود المطلوب تغيير القيادة والسياسات الفاسدة التي تطبقها والتي اوصلت البلاد الى الطريق المسدود وإنما تغيير الشعب. أو على الأقل شل إرادته ومنعه من أي تأثير على مصائر البلاد. وهذا ما تجسده اليوم استراتيجيات الحروب الأهلية التي تهدف الى إلغاء الشعب ككيان وكمفهوم سياسيين من خلال إعادته إلى بناه الأهلية القبلية والطائفية والعشائرية والمناطقية، وهي نفس الاستراتيجيات التي وصلت في سورية الى مستوى الإبادة الجماعية الحقيقية للبشر ووضع مشاريع تغيير البنية السكاتية وتدمير المجتمع ماديا، بوصفها الحل الجذري لتمرد الشعب "الجاهل والمتوحش".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire