· 4 mars, 17:51 ·
لم يدرك العالم بعد ماذا سيخسر بإجهاض الثورات العربية ودفع الشعوب للعودة إلى نظام ما قبل الأمة والدولة. وليس تشريد الشعوب والحروب الأهلية المتعددة التي سيطلقها هذا الإجهاض هو النتيجة الوحيدة لذلك. ستكون زعزعة الأسس العميقة لاستقرار المجتمعات، وليس للدول وحدها، الحلقة الآولى في سلسلة تعميم موسع للفوضى الفكرية والسياسية والاستراتيجية، ومنطلق لمراجعات تهدد بأن تجعل العالم أقل أمنا بكثير مما كان عليه قبل هذه الثورات، واكثر تشتتا وتفتتا وأقل استعدادا للانضباط والجمع والاتساق. هذه قنبلة تاريخية طويلة المدى والانفجار لن تتوقف مفاعيلها قبل أن يعيد العالم التفكير في الأسس التي قام عليها استقراره للقرن الماضي، والذي همش ثلثي البشرية وسد آفاق التطور والتقدم والنمو والمساواة وحكم القانون أمامها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire