يجتمع اليوم في استنبول اعضاء الهيئة العامة للائتلاف لمناقشة تقارير النشاط المختلفة التي قام بها الائتلاف خلال الشهر السابق. وهذا من الاجتماعات الدورية العادية التي تهدف الى متابعة النشاطات العامة.
الشيء الايجابي هو ادراك الجميع للقصور، الذي يميز عمل الائتلاف في جميع الميادين، السياسية والاغاثية والميدانية والاعلامية والطبية والمالية اولا والشعور المرافق بنقاط الضعف العديدة التي لايزال يعاني منها الائتلاف سواء في ما يتعلق بجانب التنظيم والادارة وما اصبحنا نطلق عليه في ادبيات المعارضة بنقص المأسسة، او بتمثيل الائتلاف لمختلف اطياف المجتمع السوري والثورة والمعارضة او في ما يتيعلق ببلورة خطط وبرامج واضحة وقابلة للتطبيق للرد على متطلبات تقدم مسيرة الثورة والحاجات المتزايدة لضحايا العنف ولمنكوبي الشعب السوري من جرحى ولاجئين ونازحين والمحتاجين ممن فقدوا موارد الرزق ولم يعد لديهم الا الدعم للحفاظ على البقاء.
الاعتراف بالقصور لا يقدم شيئا ان لم يترافق بتحليل صحيح لاسبابه اولا ثم بتقديم الحلول السليمة التي تسمح بتجاوزه والخروج باجابات تفي بالحاجات المطلوبة ومواجهة التحديات الكبيرة المطروحة، سواء في المجال السياسي او الاغاثي او بشكل خاص المييداني العسكري.
الجواب الاسهل الذي يسوقه المسؤولون والقياديون حول الاسباب هو ان الائتلاف يفتقر للموارد المالية الضرورية الضرورية لاي انجاز، وتحميل الدول الصديقة المسؤولية بسبب عدم الوفاء بالتزاماتها والتحلل من وعودها التي قطعتها على نفسها قبل تشكيل الائتلاف ولتشجيع المعارضة على القبول بالفكرة والتخلي عن الصيغ السابقة لتجمع المعارضة واولها المجلس الوطني السوري.
والجواب الاسهل الذي ينزع اليه اعضاء الائتلاف الذين يشعرون بالتهميش هو التركيز على نقص المشاركة وعدم اهتمام القيادة بالطاقات الموجودة داخل الائتلاف.
والسببان المذكوران لاجدال فيهما وهما مترابطان. فلا يمكن القيام بنشاطات مهما كان نوعها من دون موارد ولا يمكن اشراك اعضاء الائتلاف بالعمل اليومي من دون هذه النشاطات.
حتى لو كان هناك جزء من الحقيقة في ذلك فهو لا يكفي والا لما كان هناك جواب سوى تقديم الائتلاف استقالته من العمل. ينبغي الذهاب ابعد من ذلك والتعمق اكثر في اسباب تردد الدول او عدم التزامها بوعودها وما الذي دعاها الى ذلك، وماذا فعلت القيادة لتشجيعها على الوفاء بالتزاماتها، وفي ما وراء ذلك ينبغي بلورة الجواب والحل البديل الممكن سواء من حيث البحث عن موارد مختلفة جديدة او من حيث رسم خطط للتعامل مع الدول العربية والاجنبية.
التوقف عند معاينة القصور لا يكفي ويمكن ان يقودنا الى الاستقالة العملية وتبرير الفشل. ينبغي ان نجد الحلول العملية وهذه مسؤولية الائتلاف الذي طرح نفسه ممثلا وقائدا للثورة والمعارضة والا فيتنحى ويترك المجال لغيره اعترافا بتقديراته غير الصحيحة.
لكنني لا اتفق مع هذا الراي. وارى ان هناك الكثير من البحث عن الاعذار في رمي المسؤولية على الدول الممولة. لان المطلوب هو ان نبحث للثورة عن موارد من اجل الاستمرار. واذا كانت هناك دول لا تريد للثورة ان تتقدم او تنتصر فان هناك بالمقابل قوى عربية ودولية كثيرة ليست لها مصلحة لا في استمرار القتل والمذابح اليومية والدمار ولا في تراجع الثورة امام نظام الجريمة المنظمة والارهاب. وهي التي يتوجب على الائتلاف البحث عنها والتعامل معها ودفعها هي نفسها الى التدخل لصالح الثورة السورية ومن اجل انتصارها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire