يمر عيد الفطر على سورية الحبيبة هذا العام وشعبنا غارق في دمائه، يقتل ابناؤه وتذل نساؤه وتشرد اسره في اصقا المعمورة. وبينما يظل العالم مشدوها وعاجزا معا امام ما يجري من اغتيال شعب كامل، تستمر طائرات النظام الغاشم ومدفعيته ودباباته في قتل السوريين والتمثيل بجثامين شهدائهم وتدمير مدنهم وأحيائهم. فما يحصل في سورية اليوم من فصول القتل والتدمير والتنكيل لم يسبق له مثيل في اي نظام ديكتاتوري أو فاشي، بل ولا في اي نظام استعماري بغيض حتى من نموذج نظام التمييز العنصري الذي شهدته بعض الدول في الماضي.
في هذه الايام العصيبة التي نعيشها سنجعل من هذا العيد مناسبة للتفكير بأبنائنا البررة الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل تحرر شعبهم من نير العبودية والترحم على أرواحهم الطاهرة والدعاء لابنائنا الجرحى بالشفاء ولاسرانا ومهجرينا بالفرج والعودة القريبة إلى اسرهم وذويهم. و هذه هي المناسبة أيضا لتجلي كرم السوريين وتعاطفهم مع بعضهم وتكاتف أطيافهم على اختلاف اصولهم ومشاربهم وافكارهم، وتأكيد وحدتهم الراسخة في مواجهة أعداء الشعب وجلاديه من القتلة والمجرمين.
كل السوريين يعيشون هذا العيد في المعاناة والحرمان وفقدان بعض الاهل او افتقادهم. لكن عزيمة السوريين التي لاتفل وكبريائهم وتصميمهم على النصر لن تترك للطغاة فرصة للنجاة، وسوف يكون عيد السوريين الحقيقي عيد الحرية عندما ستنهار جدران السجن الكبير الذي حبسنا فيه جميعا لعقود طويلة وتتكسر قيود العبودية والذل التي كبلت ابناء سورية البررة صغارا وكبارا، نساءا وأطفالا.
في هذه الايام الفضيلة مرتين، لما تمثله من قيم دينيه وما يتجلى فيها من روح التضحية والفداء نتعاهد ان نعمل جميعا بقلب واحد وفكر واحد وأمل واحد حتى نقتلع الطغيان من جذوره ونقيم دولة العدل والكرامة والحرية والمساواة التي لن يكون فيها لانسان الحق أو المقدرة على استعباد انسان آخر أو انتهاك حقوقه أو المس بكرامته أو تركه لمصيره. والتكافل الانساني الارقى الذي تجلى خلال هذه الثورة، وكان الركن الرئيسي في قيامها واستمرارها، هو مضمون هويتنا الوطنية
وعنوانها ومرجعها في الوقت نفسه.
وإنه بإذن الله لنصر قريب
4 commentaires:
موضوع ممتاز جدا شكرا لكم
شكرا على الموضوع ..))
ممتاز ... ممتاز .. ممتاز جدااً
Entruempelung
Entruempelung wien
Wohnungsraeumung
شكراّ ع الموضوع :)
Enregistrer un commentaire