vendredi, juin 10, 2005

المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث السوري

برنامج أكثر من رأي على الجزيرة الفضائية

/2005/6/10/

مقدم الحلقة: مالك التريكي
ضيوف الحلقة: - سامي الخيمي/ سفير سوريا لدى بريطانيا- برهان غليون/ مركز الدراسات الشرقية بجامعة السوربون- أيمن عبد النور/ رئيس تحرير نشرة كلنا شركاء
تاريخ الحلقة: 10/6/2005
- بروز قيادة جديدة وإصلاح أوضاع البعث- عوائق مكافحة الفساد في سوريا- اقتصاد السوق الاجتماعي واحتمالات الإصلاح- طبيعة الإصلاح السياسي السوري
مالك التريكي: السلام عليكم، لا يمكن لصيف دمشق عام 2005 أن يُوزَن سياسياً إلا بميزان ربيع دمشق عام 2000، أي أنه إذا صح أن التحرك نحو الإصلاح أو التطوير والتحديث هو تحرك داخلي نابع من حاجة أصيلة في الذات ولا علاقة له بالتطورات الإقليمية والضغوط الدولية إذا صح ذلك فإن نتائج مؤتمر حزب البعث الحاكم الذي أُختتم أمس الخميس لا يصح أن تُقيَّم إلا بمعيار المطالب التي أعلنها المجتمع المدني منذ خمسة أعوام>
لاسيما في بيان المثقفين التسعة والتسعين وتشمل هذه المطالب إلغاء العمل بقانون الطوارئ الساري المفعول منذ أكثر من أربعين سنة والإفراج عن جميع سجناء الرأي وجميع السجناء السياسيين ووضع حد لاحتكار حزب البعث للحياة العامة ولدواليب الدولة والسماح بالتعددية السياسية دون إقصاء لأي تيار أو أي حزب والسماح بحرية التعبير وحرية الصحافة والإعلام وضمان استقلال القضاء استقلالا فعليا وكف أيدي المتنفذين الذين أثقلوا البلاد بالفساد والإفساد.
فما هو إذاً حُكم ربيع دمشق على صيفها؟ وهل من معنى فعلي على مستوى الممارسة السياسية لما يُسمى بتقاعد بعض رموز الحرس القديم وبروز وجوه جديدة تُحسب على تيار التجديد والإصلاح؟ وهل يمكن لسوريا أن تُعزز قدرتها على مجابهة النوايا الأميركية دون تحصين الجبهة الداخلية؟ وما هو السبيل لتحصين الجبهة الداخلية إن لم يكن بإطلاق جميع الحريات والانعتاق من منطق الدولة الحزبية التي يسد عليها الهوس الأمني كل الآفاق؟
هذه بعض من المسائل التي سيُعقد حولها الحوار مع ضيوفنا الكرام، من دمشق رئيس تحرير نشرة كلنا شركاء الإلكترونية السيد أيمن عبد النور وهنا في الأستوديو سعادة السفير السوري لدى المملكة المتحدة السيد سامي الخيمي، إضافة إلى الأستاذ في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة السوربون بباريس الدكتور برهان غليون، نستهل الحوار بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
بروز قيادة جديدة وإصلاح أوضاع البعث
مالك التريكي: أهلا بكم من جديد أنتم تشاهدون برنامج أكثر من رأي وحلقة اليوم مخصصة لنتائج مؤتمر حزب البعث الحاكم في سوريا ونتوجه بالسؤال إلى السيد سفير سوريا لدى المملكة المتحدة السيد سامي الخيمي، البارز في نتائج المؤتمر هو بروز قيادة جديدة لا يقل عن تسعة أعضاء من القيادة الجديدة وجوه جديدة، السؤال المنطقي هل الوجوه الجديدة تعني الدخول في سياسات جديدة فعليا أم هي مجرد وجوه جديدة فقط؟
"خرج المؤتمر القطري بتوصيات جديدة لم يسبق له إقرارها، ومن المفيد بروز قيادة جديدة تحمل برنامجا جديدا"سامي الخيميسامي الخيمي - السفير السوري لدى بريطانيا: يعني لا أحد يأتي بوجوه جديدة من حيث المبدأ إذا لم يكن المؤتمر ينوي تطبيق سياسة جديدة وأنا متفائل الحقيقة في أن القيادة الجديدة سوف تعمل على الأقل على تنفيذ توصيات المؤتمر وهي توصيات جديدة إذ لم يسبق لنا أن خرجت توصيات بهذا الشكل من مؤتمرات حزب البعث في الماضي، ففي رأيي أن يعني من المفيد النظر إلى القيادة الجديدة على أنها تحمل برنامجا جديداً.
مالك التريكي: الدكتور برهان غليون.
برهان غليون - مركز الدراسات الشرقية بجامعة السوربون: ربما من المفيد مثل ما عم بيقول سعادة السفير، بس أنا بدي أقول إنه بالحقيقة ما فيه شيء جديد كثير بالشيء اللي طلع أولا، بمعنى كل ما اقترحه المؤتمر كان مكتوب ومعروف وأُشيع قبل انعقاد المؤتمر فيما يتعلق بتقييد أو بتحديد عمل نطاق استخدام مادة قانون الطوارئ، فيما يتعلق بتعدد للأحزاب أو بصيغة ما لخلق تعددية حزبية وفيما يتعلق بمحاربة الفساد وهو برنامج قديم، كان البعثيون يقولون كان النظام يقول نحن عندنا تعددية عندما كانت المعارضة تطالب بالتعددية يقول انظروا نحن لسنا حزب واحد نحن لدينا جبهة أيضا وكانوا يقولون أيضا منذ خمس سنوات..
مالك التريكي [مقاطعاً]: تقصد الجبهة الوطنية التقدمية التي تضم تسعة أحزاب.
برهان غليون [متابعاً]: التقدمية الحاكمة، التآلف الحاكم وكانوا يقولون أيضا أن قوانين الطوارئ لن يُطبق سنتركه ولكن لن نطبقه والحال إنه في الخمس سنوات الماضية طُبق قانون الطوارئ كما لم يُطبق في أي فترة سابقة في تاريخ سوريا على كل حال وفي تاريخ البعث نفسه، الاعتقالات لا يقرأ الإنسان عن سوريا إلا أخبار الاعتقالات والإفراجات والاعتقالات والإفراجات.
ومن الاعتقالات الأخيرة الحقيقة هذا مشان الناس يعرفوا شو معنى قوانين الطوارئ قُتل أحد رجال الأمن في مسجد من المساجد في مدينة حِمص مسجد أبو زر وهو كان مشرف على أمن أو على الإشراف.. مراقبة المساجد واعتُقل.. واكتُشف من هو سلّم البوليس الأردني هرب الأردني القاتل وسلموه، لا يزال 16 طفل ومراهق معتقلين من أكثر من عدة أشهر ستة أو سبعة أشهر بدون ما يعرفوا أهلهن أي خبر عنهن على الإطلاق ولا شافوا المحامي ولا شافوا أهلهن ولا شافوا حدا هذا هو قانون الطوارئ، قانون الطوارئ يعني العسف المطلق، الشغلة الثالثة إنه الفساد، الفساد بدأ النظام السوري يتحدث بالفساد نظام البعث من 1976 من 1973 من حكومة الخلفاوي التي كان هدفها وبرنامجها الرئيسي هو بالضبط الفساد، عندما جاء الرئيس الجديد قبل أن يأتي برنامجه الرئيسي كان هو محاربة الفساد وبعد أن أتى برنامجه الرئيسي محاربة الفساد، طيب إذا أردنا فعلا أن نحارب الفساد لازم نطرح على أنفسنا ليه هالفساد ما حسينا نحاربه حتى الآن؟ شو هي العوائق اللي خليتنا ما نحسن ننجح في محاربته؟ أنا بأقول إذاً ما فيه شيء جديد لكن حتى بالشيء اللي خرج اللي ممكن يكون يُعبر عن رغبة حقيقية في إرضاء تيار إصلاحي داخل حزب البعث، أنا برأيي في محاولة لإرضاء التيار الإصلاحي داخل حزب البعث، لكن ليس لهذا علاقة إطلاقا بإصلاح الأوضاع السورية، هي نوع من إصلاح الأوضاع داخل حزب البعث، لكن حتى في هذا النطاق لازم نعرف الشيء التالي أولا حزب البعث العربي الاشتراكي ما هو اللي بيقرر سياسة سوريا بالرغم من إنه عنده المؤتمر القُطري حسب الدستور وهو حاكم..
مالك التريكي: مَن الذي يُقرر؟
برهان غليون: اللي بيقرر سياسة سوريا هي مجموعة المصالح الرئيسية التي.. سواء المصالح الاقتصادية أو أجهزة الأمن اللي والقوى العسكرية التي تمسك النظام وتسيطر على النظام، هي تستخدم الحزب كإطار لإضفاء المشروعية على قرارات تُتخذ سلفا وقرارات الحزب اقتراحات الحزب اتُّخذت سلفا وأُضفي عليها المشروعيات في إطار الحزب، إذاً عندما أقول ذلك أريد أن أقول إنه حتى هذه الاقتراحات لن تُطبق بالشكل التي اقتُرحت فيه، سوف يتم المساومة عليها من قِبل شبكات المصالح المتعددة، في شبكات أيضا داخل النظام متعددة ومتضاربة واللي الفاسد بده يدافع عن فساده والمستقل بده يدافع عن استقلاله فهيوصلوا حتى بهالأمور لحل وسط، يعني بمعنى هينزلوا السقف تماما.
مالك التريكي: في هذا الإطار بالضبط دكتور، في هذا الإطار بالضبط وأنا أتوجه بالسؤال لسعادة السفير في هذا الإطار سبقت انعقاد المؤتمر التوقعات وآمال كبيرة بدأت منذ خطاب الرئيس السوري يوم خمسة مارس أمام البرلمان بأن هذا المؤتمر سيكون نوعا من قفزة نوعية أو نقلة نوعية في الحياة العامة في سوريا، ثم هنالك نوعا من الجدل في الإعلام وانفتح الإعلام السوري على كثير من الأصوات وصارت حتى في التليفزيون نقاشات بين معارضين وممثلين للحكومة وأصوات مثقفين مستقين، كان هنالك نوع من الحركية التي رفعت سقف التوقعات، لكن بعد ذلك بقليل انخفض سقف التوقعات وظهرت ما يُسمى بالأصوات العقلانية التي تقول يجب ألا نبالغ في المطالب لأن ذلك سيصيب الشعب بخيبة أمل، هذا يندرج في صلب المنطق الذي ذكرت الذي هو منطق المساومة، الآن مسألة التوصيات عادة وهذا سؤال تقني ربما، عادة كيف المؤتمر ينتهي كل خمس سنوات ينتهي بإصدار توصيات ثم يُصار إلى تحويلها إلى مشاريع قوانين في البرلمان أم كيف يتم التنفيذ؟ ما هي الآليات؟
سامي الخيمي: يعني أنا أظن أريد فقط أن أُنبه إلى نقطة أساسية قبل أن أجيب على سؤالك وهي لو أن سوريا تُديرها المصالح لما كان عليها أي من أنواع الضغط اليوم لأن المصالح بطبيعة الحال لا تعرف مواقف سياسية وبالتالي ليس همها في خلق مواقف وطنية يمكن أن تسبب ضغوطا على بلد ما، فهذا يمكن أن يكون إثبات لجميع من يريد أن يعلم أن سوريا هي دولة عاقلة لديها قيادة سياسية وأن هذه الدولة شعبها عنده عدد من المتطلبات التي تنفذها الدولة والتي تنفذها القيادة وهذه المطالب هي مطالب وطنية وهذه المطالب تُسبب لسوريا كثيرا من الضغوط، لو أن المسألة فقط مسألة مصالح لما كان الأمر بهذا الشكل. بالنسبة لقضية التوقعات وسقف التوقعات أنت في الحقيقة على حق جزيء، فعدم رفع سقف التوقعات ليس سببه أننا لا نريد أن يصاب الشعب بإحباط وإلى آخره وإنما سببه أن طبيعة حزب البعث هو أنه حزب يُعطي توصيات، يعني هو ليس مسؤولا مباشرا عن التنفيذ بمعني أنه يقوم بطرح مجموعة من التوصيات، أي أنه يقول للجهاز التنفيذي إنني أنصحك بأن تأخذ هذه التوجهات وعليك أنت أن تقوم بالإجراءات تبعا لذلك، من هنا أنا أعود بالكلام حول ما قيل وأقول في..
مالك التريكي [مقاطعاً]: لكن المفروض.. أستسمحك سعادة السفير المفروض الآن أن هذا الأمر..
سامي الخيمي [متابعاً]: أصبح في يد الحكومة.
مالك التريكي: نعم حسب قول السيدة بثينة شعبان الناطقة باسم المؤتمر.
سامي الخيمي: تماما أصبح بيد الحكومة وبيد مجلس الشعب أو المجلس النيابي وعليهم في الحقيقة أن يسيروا في هذه الأمور جزئيا أو كليا، إذا ساروا جزئيا فهم لا يكونوا يُنفذون التوصيات وإذا ساروا بشكل كامل وإذا ساروا كليا فهم يكونوا قد نفذوا التوصيات.
مالك التريكي: لكن وأستسمحك مرة أخرى، لكن هنالك تداخل إلى حد الآن بين القيادة الحزبية وبين الحكومة، الأمر لم يتم الفصل فصلا تاما، لأن هنالك وزراء في وزارات السيادة لا تزال ممثلة في..
سامي الخيمي: لا شك في ذلك لكن عندما تأخذ الحكومة السورية قرارا معينا لا تقول إنني أُنفذ ما تقوله لي، يعني الحكومة حكومة مستقلة تأخذ قراراتها وذلك انسجاما عمليا مع ما يقرره الحزب حتى الآن. الآن نقول هل فعلا هبطت التوقعات؟ أنا لا أظن يعني إذا راعيتم وقرأتم بشكل عقلاني توصيات المؤتمر وإذا اعتبرناها فعلا أنها توصيات وليست أوامر تنفيذية فنرى في توصيات المؤتمر إبراز لدور الدولة الوطنية في فكر حزب البعث، يعني أنا لست بعثيا ولكنني أستطيع أن أتبين بأن..
مالك التريكي: ما الجديد في ذلك ما هو الجديد في ذلك؟
سامي الخيمي: الجديد في ذلك أنني أنا ما فهمته من ذلك أن التعامل بين الحكومة السورية وأي حكومة عربية لا يتم أو بلد عربي لا يتم إلا من خلال الحكومات ولا يتم التعامل مثلا بين حزب البعث وحزب البعث في بلد عربي آخر من خلال التنظيمات الحزبية يعني..
مالك التريكي: حزب البعث موجود في أي بلد عربي آخر باستثناء لبنان.
سامي الخيمي: كما وهو مستقل، افترض أن هناك حزب بعث في أي بلد عربي هو حزب بعث مستقل له سياسته الذاتية وعندما ينجح في الانتخابات أو ضمن النظام السياسي الذي يعيش فيه يستطيع أن يتعاون من الناحية السياسية مع حزب البعث في سوريا ولكن ليس هناك توجيها لحزب البعث في قطر عربي آخر أو في بلد عربي آخر، فهذا في الحقيقة فيه نقلة نوعية في طريقة عمل الحزب. هذا لا يعني على الإطلاق تخلي لا عن القومية العربية ولا تخلي عن الدور العربي للحزب، هذا يعني فقط أننا نحترم الدولة الوطنية، هناك أيضا..
مالك التريكي [مقاطعاً]: شكرا سعادة السفير، أسمع رأي السيد أيمن عبد النور وأعود إليك، أسمع رأي السيد أيمن عبد النور في دمشق رئيس تحرير مجلة كلنا شركاء الإلكترونية، سيد أيمن عبد النور هل تعتقد أن المؤتمر في توصياته قد وفى بالتوقعات الإصلاحية؟
أيمن عبد النور - رئيس تحرير نشرة كلنا شركاء: مساء للخير للصديقين في الأستوديو أولا، الحقيقة دائما خليني أنطلق من الكلمة التي قالها ذكرها السيد الرئيس عندما ذكر أمام مجلس الشعب القفزة الكبيرة، القفزة طبعا يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أنها تشمل جسم يضم اثنين مليون عضو وبالتالي اثنين مليون منتسب في حزب البعث عندما تطلب أن يُحققوا قفزة كبيرة بجسم يبقى مستمر وينتقل مع بعض ويحافظ على تماسكه من الطبيعي أن ما حصل ضمن هذا المعيار هو خطوة كبيرة حصلت القفزة الكبيرة، ليس كما ذكر الدكتور برهان غليون قبل قليل بأن ليس هناك أي شيء جديد وأن موضوع القضاء على الفساد ومحاربة الهدر وأن فصل الحزب عن السلطة جميعها وقد وردت في المؤتمرات السابقة، لكن أستطيع أن أُعدِّد عشرة قرارات جديدة تُطرح لأول مرة وتُتخذ في قرارات صادرة عن المؤتمر القُطري أولا إفساح المجال أمام قيادات شابة للتدرج وخلال.. لاحظنا لأول مرة أن من دخل القيادة القُطرية وبقي فقط دورة واحدة وهو ما يبث الأمل بروح الشباب الذين هم يُشكلون حوالي مليون عضو أقل من أربعين سنة عمرهم وهذه كافية لوحدها أن تُشكل طاقة كبيرة أيضا قانون توصية لإحداث قانون للأحزاب وهو أيضا جديد، أيضا لدراسة قانون انتخابات بدون لوائح سواء لمجلس الشعب أو لانتخابات الإدارة المحلية التي ستجري عام 2007، أيضا لأول مرة طرح إنهاء موضوع الأكراد وتطبيق قرارات التي ترتبت على إحصاء عام 1962، أيضا لأول مرة موضوع الاقتصاد وإنهاء موضوع الوارد في الدستور والطلب بتغير المادة 13 التي تنص أن اقتصاد السوق.. الاقتصاد في سوريا هو اقتصاد اشتراكي مخطط واستبدالها باقتصاد السوق مع المحافظة على الرعاية والدور الاجتماعي للدولة، أيضا بالدور التنظيمي لأول مرة تفعيل دور اللجنة المركزية التي كانت لا تجتمع نهائيا البارحة ركز السيد الرئيس في كلمته التي استمرت ثلاثة ساعات على أن تجتمع اللجنة المركزية وأن تتلقى جميع الطلبات من جميع قواعد الحزب التي تتناقش معها ومن ثم صياغة اقتراحات بشكل كل ستة أشهر والوصول إلى تفاعل كامل مع الجماهير وإرسال تلك التوجهات وهي توصيات ملزمة للحكومة وليست نصيحة للجهاز التنفيذي، هي توجهات وفقا للدستور أعلى السلطة سياسية، الحكومة هي الجهاز التنفيذي الذي يخضع لتوجيهات أعلى سلطة سياسية وبالتالي يمكن أن أعدد العشرات أيضا من الأمور الجديدة التي حصلت، يمكن خلال الحلقة أن نتحدث بالتفصيل عنها أكثر إذا رغبتم.
مالك التريكي: طبعا نحن سوف نتعرض للمحاور محاور الإصلاح الاقتصادي وفصل الحزب عن الدولة ومسألة السياسة الخارجية والتعامل مع الأحزاب التي تُعتبر خطوط حمراء بعد موجز الأنباء، بالنسبة للجناح هل تمثل أنت.. هل معلوماتي صحيحة هل تمثل ما يسمى بالجناح الإصلاحي في الحزب؟
أيمن عبد النور: الحقيقة الجميع هناك إجماع في أن يكون هناك إصلاح وهذا نتيجة رغبة وأيضا نتيجة حاجة ذاتية ضمن الحزب ذاته، بمعنى أنها ليست مفروضة من الخارج هناك حاجة ضمن الظروف الجديدة الإقليمية، لدينا أوروبا على حدودنا إذا تركيا بدأت مفاوضات الشراكة، لدينا أميركا على حدودنا أيضا، لدينا إسرائيل على حدودنا وبالتالي الظروف الدولية والعلاقات، توازن القوى الدولي والإقليمي اختلف، هناك واقع جديد من الطبيعي أن يلجأ الجميع إلى قراءة جديدة لأيدلوجيا الحزب لتطور أسلوب ممارسته، لفهم جديد لإمكانية عديد من الشعارات التي كان يرفعها الحزب أو التي الآن بعض منها ما زال صالح ويحتاج إلى تطوير وبعضها لم يعد صالح ولم يعد له وجود أصلا غير قابل للتنفيذ، لذلك هناك إجماع، المشكلة هي مستوى النضج يختلف بين الأفراد وفقا لاختلاف المستوى..
مالك التريكي [مقاطعاً]: إجماع وإصلاح داخل الحزب؟
أيمن عبد النور [متابعاً]: نعم طبعا هناك رغبة في الإصلاح داخل الحزب بحيث يكون هو النواة عندما يتماسك الحزب ويشكل جسم متماسك بنيوي كتلة واحدة يتخلص من هذا الترهل الكبير، من هذا الإحباط الذي ساد في عدد كبير من القواعد نتيجة بقاء عدد كبير من القيادات لفترات زمنية وبالتالي عدم التدرج وضخ أفكار ومبادرات جديدة في الحزب، الآن هذا كله يُفترض أن يكون قد انتهى من حيث بث دماء جديدة وإعطاء الأمل أن مبادرتك، عملك، نشاطك، نجاحك في ضمن الحزب وفي عملك الرسمي في ضمن جهاز الدولة هذا الذي يؤهلك أن ترتقي وهناك فرصة لأنه كل خمسة سنوات أو بشكل دائم ومستمر هناك انتخابات.
مالك التريكي: شكرا أستاذ أيمن عبد النور، سيداتي سادتي أنتم تشاهدون برنامج أكثر من رأي والحلقة مخصصة لنتائج مؤتمر حزب البعث السوري الحاكم، سوف نعود بعد موجز الأنباء.

[موجز الأنباء]
عوائق مكافحة الفساد في سوريا
مالك التريكي: أهلا بكم من جديد إلى برنامج أكثر من رأي وأنتم.. وحلقة اليوم مخصصة لنتائج مؤتمر حزب البعث الحاكم في سوريا. وأتوجه بالسؤال إلى السيد الدكتور برهان غليون، أتينا إلى مسألة الفساد ولكن بطريقة غير مباشرة، هي مكافحة الفساد ثابتة من ثوابت الخطاب الرسمي للنظام السوري وأصبحت مرتبطة شخصيا بالرئيس السوري الجديد حتى من قَبل أن يتسلم القيادة، حسب رأيك العوائق ضد تنفيذ هذه السياسة هي عوائق هيكلية في صلب النظام السوري؟
"الفساد في السلطة قائم بسبب سيطرة الحزب الواحد على مفاصل الدولة حتى صارت مؤسساتها أداة في يد الحزب يحقق من خلالها مصالحه وبالتالي أداة في يد المجموعة الصغيرة التي تُحرك الحزب"برهان غليونبرهان غليون: هو يعني أنا ما بأتساءل بأقول بأُنبه إنه لم تُناقَش إطلاقا داخل هذا المؤتمر المفروض هي وظيفته أسباب تطور الفساد واستمراره وعناده بالرغم من كل الإجراءات اللي الحكومي أو السلطات حاولت تقاومه فيها، ليش ما في تساؤل؟ لأنه تساؤل حول أسباب الفساد وصلنا للموضوع الأساسي اللي السوريين عم يعانوا منه بدون يحكوا فيه هذا هو المخبأ بكل المؤتمر، اللي هو طبيعة تنظيم السلطة داخل البلد يعني النظام القائم على ماذا قائم؟ قائم على الخلط مباشرة والتوحيد بين حزب واحد ولو كان له شوية حلفاء لكن حزب واحد وبين الدولة.
وبالعكس أكثر من ذلك استبدال الدولة بالحزب الدولة كمؤسسات هي صارت أداة في يد الحزب وبالتالي أداة في يد مجموعة المصالح التي تُحرك الحزب، الحزب أيضا تحركه مصالح. الآن عندما أنا أقوم بنظام أخلق فيه إطار القيادة القُطرية، مسؤولية قيادة الحزب، تتحكم بالسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية، تُعيِّن القضاة كما تشاء وتُعيِّن.. وتحدد بالقوانين كما تشاء كما تفعل بالمؤتمر تقترح نُغير هذا القانون ولا نغير هذا القانون على أي أساس تقترح؟ هي القيادة تعطي لنفسها الحق كوصية على الشعب السوري ومع استبعاد الشعب السوري كله إنه نحن هيك بنشوف مليح الشعب السوري أما الشعب السوري ما له حق يحكي، فبده يقول نظام قائم على الاستبعاد المطلق لأي مشاورات شعبية، يعني لأي انتخابات جدية بيقول الشعب فيها رأيه، الاستبعاد النهائي لأية تعددية ولأي مراقبة تعددية فكرية وسياسية الناس تقول شو عم يجرى، الربط المطلق بين السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية بشكل إنه صاحب المصلحة اللي هو بالحُكم يستطيع أن يقرر ما يشاء وهو حقيقة ما يحصل، زائد السلطة البعثية خلينا نقول القيادة القُطرية بيدها أداة الدولة وبيدها المؤسسات التي أغرقتها بالبعثيين، مؤسسات الدولة مستعمرة للبعثية، إضافة لهالشيء بيدها أجهزة الأمن، أجهزة الأمن تُعيِّن ما تشاء وتُسيطر على ما تشاء بكل أنحاء سوريا ما في أي هامش حرية صغيرة للشعب السوري بالنقابات، بالمدارس الابتدائية، بالمدارس الثانوية كل القيادات حسب القانون اللي لم يُناقَش ولم يُغيَّر، حزب البعث قائد للدولة والمجتمع حسب هذا القانون جميع دوائر الدولة وجميع مناصب المسؤولية في أي ميدان كان من التعليم إلى الاقتصاد، إلى السياسة، إلى الدبلوماسية إلى.. إلى.. كله بيد البعثيين باستثناء طبعا أحيانا الاستفادة من بعض الخبرات عندما تكون الحاجة ضرورية أيضا لإعطاء وجه ثاني. إذاً كيف تريد لهذه الطبقة التي تملك كل السلطة وتدمجها ببعض وليس لديها رقيب ولا حسيب وتستطيع أن تُلغي القاضي اللي بيحكم ضدها وتغير القانون إذا ما مشي معها وتخلق القانون اللي بيتماشى مع مصالحها، كيف تريد لهؤلاء عندما يقضوا في الحكم أربعين سنة ولا ثلاثة وأربعين سنة أن لا يَفسدوا؟ قل لي حتى لو كانوا آلهة سيفسدوا لأنه متأكدين إنه ما حدا بيلاحقهم ومتأكدين إنه بيدهم السلطة ومتأكدين إنه في أي لحظة بيرفع واحد بينتقدهن واحد بيحطوه بالسجن وفي أي لحظة بينقدهن واحد بيحطوه بالسجن فهذا في قوة..
مالك التريكي [مقاطعاً]: طبيعة النظام يعني هي لا تُنتج إلا ممارسات؟
برهان غليون [متابعاً]: نظام الحزب الواحد والخلط بين الدولة والحزب والخلط بين جميع السلطات دمج جميع السلطات وإفلات.. إطلاق يد الأجهزة الأمنية من أجل ضبط المجتمع وتخفيض سقف الأمن إلى درجة ما عاد له معنى، يعني آخر قرار طلعته القيادة القُطرية فضيحة اللي بتقول فيه..
مالك التريكي: 67 حالة.
برهان غليون: إنه 67 حالة الذي..
مالك التريكي: لابد من تفسيرها لأنه هذه مفاجأة لكثير من الناس.
برهان غليون: شو معنى 67؟ إنه اللي بده يعمل حلاق لازم يأخذ موافقة الأمن، طبعا هذا معناتها إنه ما في قانون لأنه عادةً القانون هدفه إنه ينظم حياة ونشاطات السكان اللي بده يعمل تجارة بيروح حسب القانون إذا أخطأ القانون بيحاكموه، إذا أنا بأقول إنه المخابرات هي بتقرر معناتها ما في قانون، القانون ما بيقرر شيء معناتها الناس مش عايشين تحت سلطة قانون وإنما عايشين تحت سلطة مخابرات تحكم بدون قانون، يعني سلطة العسف والاعتباط المطلق، بقرار يعطوا لهذا رخصة ولهذا ما بيقرروا يعطوا رخصة، هذا هو جوهر الفساد مش فساد فقط بالسرقة، فساد.. المؤسسات نفسها ما عاد لها عمل، مؤسسات الدولة لا تعمل ما الذي حل محل مؤسسات الدولة؟
مالك التريكي: الأجهزة الأمنية.
برهان غليون: الأجهزة الأمنية من جهة وشبكات المصالح الولاءات، شبكات من الولاء، الولاء القبلي، العائلي المناطقي، الإقليمي إلى آخره.
مالك التريكي: ما قبل الدولة.
برهان غليون: ما قبل الدولة، حُيِّدت الدولة تماما وحُيِّد القانون وحُيِّد المجتمع وحُيِّد القضاء والناس عم يتصرفوا في بلد أنا بأقول بلد مزرعة بعثية بأي معنى مزرعة؟ مش للتشهير المزرعة بمعنى إنه أنا مالك هالأرض وأنا بأقرر شو لازم أعمل فيها، أنا البعثي ما أنت العامل عندي، أنت عامل عندي بأعطيك أجرتك وبيحصل أحصل لك شو.. إذا عملت مشكلة بأحسن لك شروط وجودك.
مالك التريكي: هو..
برهان غليون: لكن أنا صاحب المملكة أنا صاحب أنا ملكيتي المزرعة وأنا بأقرر شو فيها وما بأسأل عنك أنت شو رأيك لأنه أنت ما إنك صاحب.
مالك التريكي: هنا لمست عبارة ذكرها السيد الرئيس بشار الأسد في الخطاب الختامي الذي استغرق ثلاثة ساعات للمؤتمر قال إن طبعا ما زالت مبدأ أنه أن حزب البعث هو الحزب القيادي في الدولة والمجتمع ولكن الدولة ليست ملكا لحزب البعث وكأن..
برهان غليون: لأنه هو أدرك إنه الدولة حقيقة مثل حزب البعث وأنا بأقول للقانون هذا ثمانية رقم ثمانية اللي هو حزب البعث قائد للدولة والمجتمع هو بأقولها بسوريا (Taboo) هو قانون تمليك هو صك تمليك لسوريا كما هي وهاي هي المزرعة، صك تمليك لسوريا بمواردها وبشعبها لحزب البعث وللمتنفذين بحزب البعث.
مالك التريكي: سوف نأتي..
برهان غليون: هذا.. هاي القضية الرئيسية.
مالك التريكي: نعم.
برهان غليون: اللي نطوا عليها بالمؤتمر وقفزوا عليها وما حدا بيناقشها والباقي كله سامع..
مالك التريكي: سوف نأتي في محور فصل الحزب عن الدولة وأتوجه بالسؤال لسعادة السفير، مسألة الأجهزة الأمنية طبعا موجودة في أكثر الأنظمة العربية حتى أصبحت تُسمى الدولة العربية بالدولة الأمنية وهنالك كلام في الأدبيات السياسية عن الأمنوقراطية، سلطة الأمن وبصفة عامة صار الأمن موجود بشكل أمني (Present) في كل مكان، لكن الأمان بالنسبة للمواطن الموجود وهنا أُوَصِّف حالة عربية وليس الحالة سورية، لكن ما يُستغرَب أن المواطن البسيط عندما يريد أن يفتح فرن لبيع خبز، عندما يريد أن يقيم حفل زفاف، عندما يريد أن ينتسب لجامعة كان لابد أن يحصل على ترخيص من الأجهزة الأمنية، هنالك 67 حالة وحتى الصحفي الذي اللبناني الذي اغتيل أخيرا في لبنان..
برهان التريكي: سمير قصير.
مالك التريكي: سمير قصير كان آخر مقال له عن هذه الحالات الـ67 التي هي غريبة حتى بالمقاييس العربية، هل من تفسير؟
برهان غليون: حتى بالمقاييس السوفيتية.
مالك التريكي: السوفيتية نعم، هل من تفسير لذلك؟
سامي الخيمي: يعني أنا الحقيقة أجد أن هناك كثير من المبالغة في كل ما قيل.
برهان غليون: مبالغة؟
سامي الخيمي: الواقع أننا يجب ألا ننظر للخلف يجب أن ننظر للأمام، نحن هنا لنتحدث عن نتائج مؤتمر وَجّه بالإصلاح من جهة، فعلينا أن ننظر إلى التوصيات الإيجابية التي صدرت عن هذا المؤتمر وأن نُقيمها سواء أن كانت جيدة أو أقل من جيدة أو أفضل من جيدة، إذا كنا نريد باستمرار أن نعود إلى الماضي فهذا يعني من الصعب الجدال حوله، المسألة الواضحة في ذهني أن أولا مسألة الفساد، الفساد موجود في جميع أنحاء العالم، في الدول المتقدمة هو فساد محصور بالخاصة، في الدول المتخلفة هو فساد موزَّع بشكل أكبر وكلما ازدادت الدولة، دولة العالم الثالث، غِنى كلما زاد الفساد فيها وكلما ازدادت فقرا كلما انحصر الفساد فيها، عملية الفساد..
مالك التريكي [مقاطعاً]: أين توجد سوريا في هذا؟
سامي الخيمي [متابعاً]: يعني سوريا توجد على الغالب في موقع متوسط في مسألة الفساد وهذا الفساد الحقيقة يجب أن يُكافَح ولكن مكافحة الفساد ليست مسألة سهلة لأنه متغلغل في جميع المجتمعات وفي مجتمعنا أيضا هو متغلغل وأنت تجده تحت أشكال وأشكال..
مالك التريكي: هل توافق الدكتور برهان غليون أنه لم ما كان ليتغلغل لولا هذا التمازج والتماهي بين الحزب وبين الدولة وبين الأجهزة الأمنية، ليس هنالك فرق بين هذه الأطراف الثلاثة.
سامي الخيمي: طيب يا سيدي هناك دولة وهناك حزب وهناك أجهزة أمنية ليس هناك نفس الدولة ولا نفس الحزب ولا نفس الأجهزة الأمنية في جميع الدول العربية، هل تعرف دولة عربية لا يوجد فيها فساد أكثر من سوريا أو يساوي سوريا؟ يعني هل هناك دولة عربية استطاعت أن تضع حدا للفساد؟
مالك التريكي: لكن سوريا تتميز سعادة السفير بأن رئيسها هو الرئيس الوحيد الذي جعل من مكافحة الفساد ربما رمزا لعهده السياسي منذ البداية.
سامي الخيمي: لا ليس فقط ذلك في الحقيقة هو الرئيس ربما الوحيد الذي يملك نظرة حقيقية باتجاه الإصلاح والتقدم ويجب أن نعترف بذلك والشعب السوري هو أحد الشعوب المتقدمة في نظرته الاجتماعية والمتقدمة في نظرته إلى المنطقة وحقوق المنطقة ولذلك يُطالَب بواجبات أكثر ولذلك نحن نأمل أن تكون مكافحة الفساد مسألة متقدمة في سوريا ليس لأن الآخرين أفضل منا في هذا الموضوع ولكن لأننا نستحق وضعا أفضل من هذه الناحية يجب أن ننظر إلى الأمام، المؤتمر قال بتشديد قضية مكافحة الفساد وكلف القيادة الجديدة التي انتخبها بأن ترعى هذا الأمر وعليها أن تتابع هذا الموضوع، المؤتمر طالب بمراجعة قانون الطوارئ عندما نقول مراجعة فهذا يشمل كثير من الأشياء يمكن أن يُلغى قانون أنا لا أعرف يعني إنه من المبكر جدا أن نتصور ما سيجري، يمكن أن يُلغى أو يُعدل أو يُستبدل بقوانين أخرى أو يُحصر في ميدان معين، فمسألة المراجعة مسألة هامة جدا وطالب بها المؤتمر، المؤتمر طالب باقتصاد السوق هذا ليس.. خليني أكمل..
مالك التريكي: اقتصاد السوق..
سامي الخيمي: المسألة ليست مسألة بسيطة لأن الصناعيين السوريين لأن قضية الإصلاح الاقتصادي مسألة هامة جدا يعني نستطيع أن نصرخ صباح مساء بحرية الرأي ولكن عندما لا تكون الثروة موزعة بشكل جيد في المجتمع لا يعرف المجتمع كيف يمارس حرية الرأي، يصطدم ببعضه البعض، الإصلاح يتم على جميع المستويات في آن واحد، فالحكومة مثلا قبل المؤتمر وأثناء المؤتمر قامت بتمرير عديد من الإصلاحات كل المقترحات، كل المقترحات الصناعية التي قُدمت للحكومة في الشهرين الماضيين وُوفِق عليها مباشرة ومنها تشجيع الإنتاج وتخفيض الضرائب وتخفيض الجمارك وتحويل الأموال وتحويل الأرباح وإلى آخره، فهناك الحقيقة..
مالك التريكي [مقاطعاً]: هذه منتظرة من زمان تخفيف الضرائب منتظر منذ زمان، مثلا تخفيف الضرائب على توريد السيارات من 250% إلى 100% ليس شكل..
سامي الخيمي [متابعاً]: منتظر أو غير منتظر؟ هل هذا شيء إيجابي أو شيء غير إيجابي؟
مالك التريكي: أه طبعا.. طبعا.
سامي الخيمي: يعني هل كلما قامت هذه الدولة يعني هل سنصبح مثل الإدارة الأميركية، مهما فعلت سوريا.. مهما فعلت فهي متهمة بأنها لم تفعل يعني هذا غير معقول.
برهان غليون: يعني أنا بأتأمل..
سامي الخيمي: يعني على الأقل نحن كسوريين يجب أن ننظر إلى المسألة الإيجابية في توصيات المؤتمر بشكل إيجابي لأن على المجتمع أن يتعاون مع بعضه البعض من أجل الوصول إلى مجتمع متطور، يعني نحن نؤمن أن عملية الإصلاح والتطوير في سوريا يجب أن تجري بشكل هادئ وليس بشكل عراكي في كل الوقت.
مالك التريكي: طيب هذه المسألة سعادة السفير..
سامي الخيمي: أُذكرك أيضا أن المعارضة في سوريا مثلا حتى الآن حتى الآن وقلت ذلك للأستاذ برهان قبل أن نبدأ الحديث المعارضة حتى الآن في سوريا لا تملك برامج لأنها تشعر بأنها بعيدة عن الحكم ولذلك اكتفت حتى الآن بتوجيه النقد، يعني كلما أخطأت الحكومة في شيء أو لم تخطئ أو خلفناها في شيء فنحن ننتقد هذا الأمر، لكن إذا سألت أي معارض سوري ماذا تريد يقول لك أريد حرية الرأي، أريد حرية تشكيل الأحزاب، المؤتمر قرر حرية تشكيل الأحزاب لكن إذا سألت..
مالك التريكي: طبعا سوف نأتي لكن بشروط كثيرة على النموذج العربي أريد أن أسمع رأي..
سامي الخيمي: طيب يا سيدي إذا سألته أيضا ماذا تريد غير ذلك قبل أيمن.. معلش ماذا تريد غير ذلك ماذا تريد غير ذلك؟ هل لديك برنامج اقتصادي يقول لك لم أدرس ذلك بعد هذا..
برهان غليون [مقاطعاً]: هذا غير صحيح.. هذا غير صحيح كل الأحزاب عندها برامج سياسية سعادة السفير تستطيع أن تقول ما تشاء لأنك حر على التليفزيون لكن هذا غير صحيح كل أحزاب المعارضة عندها برامج؟ مش صحيح.
سامي الخيمي [متابعاً]: وين البرامج؟
برهان غليون: كلها أنت ما بتقرأ.
سامي الخيمي: قرأت برنامج واحد فقط هل قرأت غيره.
برهان غليون: هلا أقول لك..

اقتصاد السوق الاجتماعي واحتمالات الإصلاح
مالك التريكي: سيد أيمن عبد النور في دمشق انتقلنا من مسألة مكافحة الفساد إلى الإصلاح الاقتصادي والأمران مرتبطان، طبعا ما أقره المؤتمر التوصية هو انتهاج اقتصاد السوق الاجتماعي هذه لابد لها من تفسير خاصة أن ما يُعرف باقتصاد السوق الاجتماعي هو ما كانت تنتهجه ألمانيا الفدرالية قبل التوحيد فلابد من التفسير، ما هو بالضبط اقتصاد السوق الاجتماعي؟
أيمن عبد النور: لو سمحت لي بس أحب في قبل هذا الموضوع لأن هناك موضوع أهم أن أُعقب على ما ذكره الدكتور برهان غليون الذي يتميز مع جميع المثقفين المقيمين خارج سوريا بهذا الخطاب الحقيقة العاطفي المتماسك الذي يُدغدغ شعور المتلقي على جهاز التليفزيون، لكنه وجزء كبير منه صحيح لكن قبل عَقد من الزمن، اليوم أستطيع أن أرد على جميع تلك النقاط فعن موضوع نقطة الفساد أحد أهم التوصيات إحداث هيئة مستقلة لدراسة أسباب الفساد ومكافحته ومراقبة عدم انتشاره وتفعيل دور المراقبة الحزبية والحكومية على جميع أشكال وبؤر الفساد لأنه الفساد لا يُقضى عليه بمرسوم صغير يوقع طرح أيضا موضوع أن هناك حزب واحد..
مالك التريكي [مقاطعاً]: هل يتضمن ذلك المساءلة والمحاسبة والعقاب أستاذ أيمن؟
برهان غليون: لا وممن تتكون اللجنة من البعثيين وغيرهم وأصدقائهم..
"اقتصاد السوق الاجتماعي في سوريا يعني استخدام آليات اقتصاد السوق من أجل دمج الاقتصاد السوري في الاقتصاد العالمي مع المحافظة على الدور الاجتماعي للدولة "أيمن عبد النورأيمن عبد النور [متابعاً]: صحيح طبعا هذا تم التأكيد عليه في جميع اللجان الثلاث السياسة والاقتصادية والتنظيمية، أما بالنسبة إلى موضوع المراقبة الفكرية الذي طرحه الدكتور برهان تم طرح توصية لإحداث مجلس أعلى للإعلام يتبع السلطة التشريعية مستقل عن السلطة التنفيذية يضم كافة رؤساء تحرير الصحف من الرسمية والقطاع الخاص وبالتالي يكون مستقل ويراقب بشكل جدا ممتاز، طرح أيضا موضوع أن القُطرية أصبحت مستعمرة بعثية جميع مؤسسات الدولة لها، أؤكد أن سعادة السفير الذي بجانبه السفير السوري في لندن والسفير السوري في الولايات المتحدة أهم عاصمتين هما مستقلين ليسا أعضاء في حزب البعث وهناك كثير من أهم المناصب الآن في سوريا جميعها ليسوا أعضاء في حزب البعث والحكومة المقبلة التي ستُشكل خلال شهر في سوريا عدد الوزراء المستقلين الآن سبعة هناك ما يُشاع الآن سوف يتم مضاعفتهم بحدود بين 12 إلى 14 وزير من خارج حزب البعث.
أيضا طرح موضوع أجهزة الأمن أنها تُسيطر على ما تشاء حقيقة هناك دراسة جدا مهمة خلال أيام سوف يتم إعادة توزيع مكاتب في القيادة القُطرية وسوف يكون هناك قفزة في موضوع ضبط جميع أجهزة الأمن في سوريا تحت جهاز أو تحت إدارة موحدة للتعامل مع المواطن بشكل مباشر وخلال أيام يُفترض أن يتم الإعلان عنها. أيضا طرح موضوع شبكات الولاء، شبكات الولاء صحيح تُبنى بالتقادم الزمني من خلال بقاء أشخاص في مناصبهم لفترات طويلة وبالتالي مما يتيح لهم زرع أشخاص محسوبين أو أزلام لهم ليكون لهم الولاء فقط لهؤلاء الأشخاص ويبنون شبكات الولاء والفساد، الآن في ظل تغيير معظم أعضاء القيادة القطرية وتغييرات كبيرة في كافة الأجهزة الأمنية العام الماضي تغيرت جميع الأجهزة الأمنية وبالتالي تغيرت جميع الأشخاص الذين لهم شبكات الولاء التغيير المستمر أيضا في الحكومة يعني أنه لم يعد هناك من قد بقي في موقعه لفترات طويلة تسمح بتراكم شبكات الولاء كما ذكر. أما بخصوص موضوع اقتصاد السوق الاجتماعي كنت في ألمانيا بدعوى من وزارة الاقتصاد والعمل..
مالك التريكي [مقاطعاً]: من فضلك أستاذ أيمن لو نمر إلى مسألة الإصلاح الاقتصادي الآن.
أيمن عبد النور: أمضيت 15 يوم بشهر نيسان حقيقة اقتصاد السوق يعني اقتصاد السوق الاجتماعي وفقا لما ورد في التقرير الاقتصادي في سوريا يعني أن استخدام آليات اقتصاد السوق من أجل دمج الاقتصاد السوري في الاقتصاد العالمي مع المحافظة على الدور الاجتماعي للدولة من خلال رعايتها للثقافة، للصحة، للتربية، للتعليم العالي، لتخفيض رسوم القضاء وبالتالي المحافظة أيضا على ملكية القطاع العام الناجح أما القطاع العام الذي بعد أن يثبت فشله من خلال تغيير إداراته..
مالك التريكي: يعني لن تتم خصخصة أهم المؤسسات؟
أيمن عبد النور: ويثبت أن السبب الأساسي فيها هي الإدارات يمكن إيجاد أشكال مختلفة له للمحافظة على العمال وبالتالي سوف تبقى الدولة ترعى الجانب الفقير لأنه اقتصاد السوق دائما منحاز للأغنياء والجانب الأكبر من الأغنياء وهو نظام غير عادل، المطلوب إذاً وفقا للتوصيات الصادرة..
مالك التريكي: يعني يستقيم انتهاج السوق الاجتماعي مع المحافظة على شعار الاشتراكية الذي هو أحد الشعارات الثلاثة لحزب البعث.
أيمن عبد النور: الاشتراكية كلمة هي وعاء كبير لا تعني طبعا الشكل الماركسي أو اللينيني تعني العدالة الاجتماعية، تعني تكافؤ الفرص، تعني المساواة أمام القانون، تعنى تأمين الدولة فرص عمل بشكل أو خلق الآليات لدعم القطاع الخاص والقطاع العام لتأمين خلق زيادة في فرص العمل أمام المواطنين لأجل تخفيض معدلات البطالة، إذاً هذه كلها أيضا العمل على تغيير حتى ما يتعارض مع اقتصاد السوق الاجتماعي المادة 13 في الدستور، أيضا تغيير المواد في دستور حزب البعث العربي الاشتراكي التي تتعارض مع هذا التوجه، أيضا تم إلغاء مرسومين صادرين بالستينات يقضيان بمحاكمة مَن يقاوم مناهضة الأهداف الاشتراكية وإحالته إلى محكمة أمن الدولة أو مناهضة الثورة وأبعاد الاقتصاد الاشتراكي هذه تم إلغائها، بمعنى أن الفهم جديد لموضوع الاشتراكية حتى مفهوم صراع الطبقات تم استبداله بمفهوم تنافس الطبقات.
مالك التريكي: شكرا أستاذ أيمن عبد النور في دمشق، أتوجه بالسؤال للدكتور برهان غليون الوضع الاقتصادي في سوريا وضع صعب دخل الفرد السنوي لا يتجاوز ألف دولار، هنالك بين مائتين وخمسين ألف وثلاثمائة ألف شاب يفدون إلى سوق العمل كل عام الموارد، موارد الدولة أكثرها من النفط والنفط آيل إلى النضوب في حدود 12 سنة، صندوق النقد الدولي موقفه.. والبنك الدولي موقفهما من سوريا ليس جيدا بحكم موقف واشنطن، هل في وسع النظام أن يُركز على الإصلاح الاقتصادي فقط على ما يُسمى بانتهاج ما يسمى بالنموذج الصيني يعني الانغلاق السياسي مع الانفتاح الاقتصادي في مثل هذه الظروف؟
برهان غليون: لا هو هنا أيضا المسألة الجوهرية النظام بدأ بمفهوم الإصلاح الاقتصادي على الطريقة الصينية من خمسة سنوات على الأقل بمؤتمر قُطري ما عم بنقول بمؤتمر الحكم بمؤتمر قُطري يناقش ما هي العقبات التي وقفت أمام تطبيق النموذج ولماذا لم ينجح؟ لماذا لم تأتِ الاستثمارات؟ لماذا لم يتطور سوق العمل؟ لماذا إذا.. إلى آخره. السبب الحقيقي هو بنرجع كمان للنظام وبنرجع لطبيعة النظام كيف تريد للمستثمرين سواء كانوا السوريين أو الأجانب أن يأتوا ويستثمروا ببلد ما فيه أي ضمانات دستورية، في بلد ما فيه أي أفق ومستقبل حتى معروف كيف تتداول السلطة في مستقبل في بلد وصل إلى طريق مسدود مع الدول الكبرى ومقاطعة تقريبا من قِبل المجموعة العربية والمجموعة الدولية؟ ما فيش اقتصاد بدون سياسة، هلا بدي أرجع لبعض النقط لأنه الاقتصاد اسمه بالعصر الحديث هو الاقتصاد السياسي، ليه سموه اقتصاد سياسي؟ لأنه ميزوه عن الاقتصاد المنزلي، الاقتصاد التافه اللي كان القديم قبل ما يصير العالم رأسمالي وقالوا سياسي جوهره سياسي والمستثمرين ما لهم هن رؤوس أموال مجرد أموال المستثمرين هم بشر، لهم مصلحة ولهم أفق وبيفكروا سياسي وبدهن يشاركوا بالسلطة عشان يستثمروا، بدهن يعرفوا إنه هذا البلد شو بده يصير وبده يكون، ما بيصير إنه أنت تفكر تضحك على العالم يعني إنه أنا هنا مالك كل شيء أنا مالك المزرعة وأنتم بتيجوا تشتغلوا عندي وأنا بأستفيد منكن، ما حدا بيعمل.. هذا مو شغل طبقة رأسمالية هذا شغل الناس اللي فعلا عم يستفيدوا بالبلد واللي عم يستثمروا اللي هن اضرب واهرب، بمعنى إنه بيخدوا مصالح بسرعة مشان يُسرعوا الدولة، هلا بدي أرجع لبعض النقاط أنا ما قلت إنه المؤتمر باقتراحاته وتوصياته ما عمل شيء، أكيد عمل أكيد يعني أفضل من قبل، لكن أنا بأقول إنه اللي عملوا كإصلاح هو نوع من سقط العتب بيقولوا عندنا سقط عتب، يعني باللغة العربية سقط عتب، يعني عملنا من قريبه الأول الشيء اللي ممكن ما حدا يتهمنا إنه ما عملنا شيء لأنه إذا ما عملنا شيء كارثة تحت الضغوط الأجنبية والداخلية وإلى آخره، فعملنا شيء بنفس الوقت غامض بنحسن نلعب فيه بس تغيرت الأحوال بالطريقة اللي بتناسبنا، أنا هذا اللي خيفان منه لسببين، السبب الأول إنه لو كان هالشيء حصل من خمسة سنين أو من ست سنين بنقول لسه عندنا فضاء اليوم ما عندنا فضاء، سوريا ما بتحسن تضيع وقت كمان خمسة سنين، ضيعنا خمسة سنين اليوم نحن حساباتنا سريعة كثير، ما كافي لأنه في قنابل موقوتة اليوم على طريق سوريا، يعني بوجه الشعب السوري ثلاثة، القنبلة الأولى هي قنبلة اجتماعية حضرتك تحدثت عن حق وعكس ما قالوه الإخوان عن مسألة العدالة الاجتماعية ومسألة الفقر والبطالة اليوم الإحصاءات الاقتصادية المسؤولين بيقولوا في 20% من قوة العمل بالبطالة، منظمة العمل العربي بتقول في 30% باطلين عن العمل، البنك الدولي بيعطي رقم 37% كل واحد حسب المعايير اللي بيحطها 37% باطلين عن العمل، 5% من السكان بيستفيدوا من 50% من الدخل القومي، هذا ما حصل في إطار برجوازي ورأسمالي ونظام رأسمالي حصل في نظام اشتراكي ولذلك اللي بيحكي عن الاشتراكية عشان يدافع عن الفقراء والفلاحين بيشوف إنه عم يكذب على الشعب يعني لساته عم بيكذب. وأنا برأيي مشكلتنا مع الإخوان هي إنهن بدهم يظلوا يبيعوا أوهام للناس يعني بدون أي أفق نقدي يشوفوا مستقبل البلد، ما بيهمهم مستقبل البلد بيهمهم مستقبل الحزب، بيهمهم مستقبل النظام، نحن ما بيهمنا مستقبل النظام بيهمنا مستقبل البلد، فبدي أكمل إذا سمحت لأنه حكوا كثير بالموضوع، على المستوى الاجتماعي قلت في قنبلة اجتماعية، البطالة اليوم التقديرات المحلية بتقول مليون وكل سنة بينضاف لهم أكثر من مائتان ألف، مستوى الدخل مع الركود الاقتصادي مع انخفاض ريع النفطي اللي هو صار معروف، مع خروج العمال من لبنان، مع ذهاب سوق العراق إلى آخره، مع الحصار الاقتصادي اللي هيزيد لأنه الأميركان عم يقولوا بدهم يزيدوا الحصار معناتها فيه قنبلة اجتماعية موقوتة إذا ما أحسنا نقوم بعمل جبار عشان نطلق ديناميكية الاستثمار وخلق فرص العمل ما بتكفي الإصلاحات الجزئية، ما حد يجر حدا وإذا ما جريت حدا من هون لسنتين بنكون خسرنا خسارة كبيرة هاي على المستوى الاقتصادي، في قنبلة خطيرة جدا على المستوى الدولي اليوم سوريا وصلت بسبب دبلوماسية..
مالك التريكي [مقاطعاً]: أستأذنك دكتور برهان غليون لأن لنا فاصل، نأخذ الفاصل ونعود إلى المستوى.. النقطة هي هنالك قنبلة موقوتة على المستوى الدولي يعني حتى لا ننسى، سنكمل بعد فاصل سيداتي سادتي أنتم تشاهدون برنامج أكثر من رأي وحلقة اليوم مخصصة لنتائج مؤتمر حزب البعث الحاكم في سوريا سوف نعود بعد الفاصل.
[فاصل إعلاني]
مالك التريكي: أهلا بكم من جديد سيداتي سادتي أنتم تشاهدون برنامج أكثر من رأي وحلقة اليوم مخصصة لنتائج مؤتمر حزب البعث الحاكم في سوريا، دكتور برهان غليون ذكرت ثلاثة مخاطر تواجه سوريا أتيت على تفسير القنبلة..
برهان غليون: سوريا القنبلة الثانية قنبلة وطنية خلينا نقول وطنية بمعنى تمس المصالح الوطنية العليا، سوريا مهددة رسميا وعلنا وبشكل يومي من قبل دولة عظمى هي الولايات المتحدة، أكبر أعظم دولة، بالمحاصرة وبالعقوبة ومتهمة بسياستها وكل يوم في تصريح أميركي لتهديد سوريا أوروبا..
مالك التريكي: آخرها قبل حوالي ساعة كان من الرئيس بوش.
برهان غليون: يوميا ضغوط مستمرة يوميا وناجحة إلى حد ما، بمعنى إنه الأوروبيين ماشيين مع الأميركان، العرب ماشيين مع الأميركان بعكس ما بيقول أي إنسان ثاني ساكتين وعم ينتظروا شو بيقولوا لهم للأميركان ثلاثة أرباعهم، إذاً في خطر حقيقي خارجي لأنه الأميركان قادرين إنه يضغطوا وقادرين يزيدوا العقوبات الاقتصادية مشان كمان يفجروا القنبلة الثانية وقادرين أيضا يتدخلوا تدخلات لزعزعة الاستقرار بمائة طريقة، فهذا بيخلق جو من التوتر العميق عند الناس، الشعب السوري وعند جميع طبقاته وعند المستثمرين، بمعنى أنه أنا ماني عرفان شو مستقبل هالبلد ما حدا بيستثمر بإطار بلد محاصَر وماشي ما حدا عرفان شو مستقبله هاي اثنين، القنبلة الثالثة هي بالحقيقة قنبلة انعدام ثقة الناس اليوم بالأمن، في تدهور حقيقي لمسألة الأمن من جهة الناس ما عاد شاعرين إنه الأوضاع مستقرة وإنه في خطر بالمستقبل ومن جهة ثانية بدل ما نخفف السلطة عنهن أجهزة القمع زادت من.. أجهزة المخابرات زادت من تدخلاتها، ففي خوف قلق زائد على المستقبل عند الشعب السوري يقابله ضغط أكثر وقمع أكثر من قبل المخابرات هذا هو المزيج الانفجاري، هذا اسمه مزيج انفجاري، أنا حاسس إنه أنت ما أعطتني شيء وأنا عم أختنق وبدل ما تسعدني إنه أتنفس بتضغط علي وبتضربني وبتحبسني وإلى آخره، فعم في ثلاثة قنابل المؤتمر القُطري كان لازم يجاوب عليها هذا اللي أنا عم بأقوله، اللي عم أقوله شو يعني بمعني كان لازم في إشارات قوية جدا لحتى تحسن تخرج من الوضع وتواجه التحديات اللي مش إنه بأقول أنا إنه عندكم وبنعمل لجنة مين حيشكل اللجنة حيشكلوا اللجنة البعثيين وحيشكلوها أنصارهم والناس التابعين والناس اللي بدهم يلاقي النظام إلى آخره شو هيستفيد من الكل إذا بدك تخرب شغلة شكل لها لجنة، بس بدي أقول اليوم ما عندها وقت سوريا تضيعه كمان عشرين سنة وتكتشف إنه خمسة سنين وإنه ما صار شيء، كان لازم رئيس الدولة بوصفه السلطة العليا للبلاد يعمل إعلان رسمي صريح أولا بإلغاء الحالة الاستثنائية اللي موجودة فيها سوريا من عام 1980 على الأقل، حالة منطق صراع بين النظام وبين المجتمع وتقييد مطلق للمجتمع، تقييده في جميع.. ما بتعمل شيء السلطة إلا عشان تقيد المجتمع فكريا وسياسيا ونقابيا، المجتمع مشلول شل النظام المجتمع للحفاظ على نفسه هذا كان له مسببات في الماضي اليوم إذا ظل المجتمع مشلول ما بيصير شيء، لازم يعمل إذا كان إشارة قوية باتجاه إسقاط نظام الوصايا البعثية هذا كان إلغاء القانون رقم ثمانية وإعلان الحريات العامة مثل إعلان عهد الأمان اللي حصل في الدولة العثمانية، كل المواطنين متساويين والبعثيين ليسوا أفضل من غير البعثيين وليس لهم امتيازات، عندما تُكرس الامتيازات بالدستور ليش المواطنين التانيين غير البعثيين أنصاف المواطنين أرباع مواطنين، ليش البعثيين بيحل لهم يعملوا مؤتمر يطنطن فيه العالم كله كل وسائل الإعلام والآخرين مضطرين إنه يروحوا يعملوا لقاءات بصالونات فردية ويضغط عليهم المخابرات وكل يوم تهددهم ويُمنعوا من حرياتهم، هاي.. لازم كان يعمل إشارة قوية للدول الكبرى وللدول العربية إنه سوريا مستعدة بطريقة ثانية لأنه تفتح مفاوضات حول كل المسائل إلى آخره، كان لازم يعمل إشارة قوية فيما يتعلق بمحاربة الفساد يقول تشكيل مجلس وطني مكون من جميع عناصر المعارضة والحكم لمراقبة الصفقات الدولية لمين عم تنعطى لمراقبة القوانين الاقتصادية وتطبيق القوانين إلى آخره، كان لازم يعمل إشارة قوية للمعارضة السورية يُبين إنه يحترم أطراف الشعب الأخرى ولو أقلية، لأنهن أقلية لأنهن مش أقوياء كان لازم يعطيهن إشارة قوية جدا وخاصة بيقول إنه بيقولوا إنه البعثيين عندهن مليونين إذا عندكن مليونين عاملوا المعارضة كأهل الذمة على الأقل مثل أهل الذمة، اعترفوا فيهن قولوا في معارضة ولا إشارة لمعارضة ولا إشارة لحوار ولا مد يد نحن حاكمون وسنبقى حاكمين وسنقضي عليكم.
مالك التريكي: دكتور تم حوار في هذه النقطة دكتور برهان لكن تم تصنيف المعارضة إلى معارضة وطنية ومعارضة غير وطنية وذكر..
برهان غليون: لكن بدون اعتراف.
مالك التريكي: وذُكر ولو أنه لم يذكر بالاسم وهنا سأسمع رأي الدكتور أيمن ذُكر أن المعارضة التي تستقوي بالخارج وذُكرت أسماء غير.. لا تُعتبر في.. ليست طرف في الإجماع الوطني لكن المقصود أظن زيادة على الأحزاب الكردية غير المعترف بها.
برهان غليون: إذا سمحت..
مالك التريكي: المقصود هو الإخوان المسلمون يعني هذا هو المخاطَب السياسي.
برهان غليون: طيب بس أكمل بهاي النقطة.
مالك التريكي: نعم.
برهان غليون: ليقل كان البيان يقول نمد أيدينا إلى المعارضة الوطنية وأننا مستعدين لفتح حوار مع الوطنية حد عم ينادي.. في حدا في سوريا بيؤمن بالمعارضة غير الوطنية، ثانيا هذا كمان شغلة.. الإخوان المسلمين القانون 49 اللي بيحكم بالإعدام هذا قانون بربري ما ممكن دولة ذات قانون وذات دستور وحديثة تقبل فيه، كل واحد بسبب انتمائه إلى حزب يعني بسبب أفكاره يحكم بالإعدام هذا هما نفسهم اللي البعثيين كانوا عم بيقولوا قبل المؤتمر إنه هيزيلوه لأنه شيء يعني فضيحة فلم يُزل هذا أيضا القانون.

طبيعة الإصلاح السياسي السوري
مالك التريكي: هنا أسأل السيد أيمن عبد النور في هذا الإطار مسألة التعامل مع الإخوان المسلمين وهذا طبعا مشكلة مطروحة في كثير من البلدان العربية مثلا سُمِح الآن توصيات المؤتمر السماح بالتعددية الحزبية لكن على شرط عدم السماح بإنشاء أحزاب على أساس ديني أو عرقي أو طائفي وهي وصفة طبعا لإعادة إنتاج النموذج العربي الذي يستبعد كثير من أطرافه الفاعلة وأغلبها الآن هي أطراف إسلامية، تم مثلا اعتقال قبل مدة اعتقال أعضاء في مجلس إدارة منتدى الأتاسي بسبب أن ضيف أحد ضيوفها السيد علي العبد الله أظن قرأ مجرد قرأ رسالة وجهها السيد صدر الدين البيانوني مراقب جماعة الإخوان المسلمين في سوريا إلى هذا المنتدى، مجرد قراءة هذه الرسالة أودت به إلى السجن مع أعضاء آخرين، هل ترى أن الإصلاح السياسي في سوريا وصل إلى حد شجاعة الاعتراف بأن هنالك أطراف أخرى لابد من التعامل معها لأنها تشكل جزءاً من المجتمع السياسي السوري وأهمها جماعة الإخوان المسلمون؟
أيمن عبد النور: الحقيقة وردت جملة ترد على ما ذكره الدكتور برهان وردت في كلمة الرئيس الافتتاحية للمؤتمر الانفتاح على القوى الوطنية وهو ما يعني جميع القوى الموجودة سواء في سوريا أو خارجها من المعارضة الوطنية التي لا تستقوي بالخارج وتم تمييزها ضمن النقاشات التي جرت في المؤتمر مع مجموعتين، المجموعة الأولى وهي الأحزاب التي موجودة على الأرض وتعمل انطلاقا من أرض الولايات المتحدة إضافة لجماعة الإخوان المسلمون، الحقيقة هناك قانون مدني سُن في مجلس الشعب السوري عام 1980 قانون رقم 49 يَحظر الانتماء ويحكم بالإعدام على المنتسبين أو المتعاملين أو مُروِّجي نشاطات أو الذين ينشرون أفكار وبرامج ومنشورات الإخوان المسلمين وهذه هي المواد التي تم الاستناد عليها في اعتقال الكاتب علي العبد لله في منتدى الأتاسي، الآن يجب أن يُدرس كل قانون الأحزاب وبناء على خصوصية الشعب تلك الدولة التي تسُن ذلك القانون.
الحقيقة سوريا تضم مجموعة كبيرة جدا من الإثنيات ومن الطوائف ومن تحت الطوائف والأديان وبالتالي من الطبيعي أن يكون الأحزاب ذات هموم وطنية تَهُم الجميع أولا لا دينا غير إثنية، لا تكون عبارة عن تنقل هموم مثلا محافظة واحدة يجب أن تكون لها فروع منتشرة في جميع محافظات القطر الأربعة عشر، أيضا حتى يوجب أن تضم نساء أيضا لا يكون حزب رجالي كامل أو حزب نسائي وحتى يمكن أن يكون هناك حد أدنى من التواقيع مثلا عشرة آلاف أو خمسة عشر ألف عضو للتأسيس من أجل إعطاء جدية أن هؤلاء جميعا المنتشرون..
مالك التريكي: أستاذ أيمن عبد النور أظنك لم تفهم سؤالي، سؤالي هو أن هنالك في كثير من الدول العربية وحلقة اليوم عن سوريا هنالك محاولة للقفز على الواقع والسياسة هي التعامل مع الواقع في أبسط تعريفاتها، الواقع السياسي العربي الآن يُفرز حركات إسلامية، الواقعية السياسية تفرض التعامل معها وإدخالها في النظام بحيث أن تكون الأجنحة التي تقبل التعامل مع النظام السياسي بطريقة سلمية تُدخل داخل النظام مما يسمح بصد الأجنحة العنيفة التي لا تؤمن بالحوار السلمي وبالعمل السياسي، جماعة الإخوان المسلمين تطورت خلال السنوات العشرين الماضية تنبذ العنف في مواقفها العالمية وحتى هنالك الآن حوار بينها وبين الحزب الشيوعي، يعني أن السيد صدر الدين البيانوني والسيد رياض الترك، الذي يوصف بأنه مانديلا سوريا، بينهما حوار إذا كان هنالك إمكان لحوار بين حزب شيوعي وبين حزب إسلامي لماذا لا تعترف القيادة السورية أو حزب البعث بهذا الواقع؟ حتى أوروبا الآن الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية تقبل التعامل مع الحركات الإسلامية.
أيمن عبد النور: نعم حضرتك ذكرت الجواب بسؤالك عندما قلت أن كيف يمكن أن يجتمع حزب شيوعي مع حزب إسلامي بهذه العقلية وبالتالي يعني هناك عقلية جمعت هذين العقلين وظروف ضغطت لهذا الاجتماع، الإخوان المسلمون في سوريا ليسوا من زمن طويل منذ الثمانينات وهناك حتى الآن مازال كثير من السوريون يذكرون ضحايا آبائهم وأخوتهم وأبنائهم وبالتالي هذا الموضوع ذو شجون في سوريا ووفقا لقرارات المؤتمر التي صدرت أن جماعة الإخوان هي خط أحمر لكن هذا لا يعني أن العمل السياسي مغلق أو مُسكَّر على أي تيار ديني منفتح يستوعب آخرين من أديان أخرى يكون لديه القدرة على نقل هموم وطنية وليست فقط هموم أو قضايا دينية، نقلها إلى الحكومة في نقاشاته أو من خلال تمثيله في مجلس الشعب. وبتصوري أن هناك الآن قوتين تعملان على الأرض في سوريا من أجل تأسيس أحزاب معتدلة ذات طابع ديني إسلامي معتدل لكنها ليست مقتصرة فقط على أعضائها من الإسلاميون لأن هذا أيضا يستجلب بالضرورة أن يكون الطوائف الأخرى أيضا أن تُشكل أحزابها المستقلة وبذلك يمكن القول يمكن أن يكون هناك..
مالك التريكي: شكرا أستاذ أيمن عبد النور في دمشق شكرا الآن أتينا إلى محور السياسة الخارجية، لأن هنالك نقاش حامي تم بين السيد عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري وبين وزير الخارجية فاروق الشرع حول السياسة الخارجية وقيل أن السيد عبد الحليم خدام حكم على أداء الحكومة السورية في مجال السياسة الخارجية بأنه كان فاشلا، طبعا معروف أن السيد عبد الحليم خدام كان وزير للخارجية من عام 1972 حتى عام 1984 وكانت نقطة الارتكاز هي الأداء في لبنان، الملف اللبناني، قيادة حزب البعث والحكومة السورية يبدو أنها طوت الملف اللبناني منذ يوم خمسة مارس منذ خطاب الرئيس، لكن واشنطن لم تطوِ الملف والأمم المتحدة لم تطوِ الملف أمس كان كوفي عنان قال أن هنالك عناصر استخبارية سورية لا تزال موجودة في لبنان والبيت الأبيض اليوم قال نفس الشيء وحذّر سوريا من استمرار التدخل في لبنان، هل كانت السياسة الخارجية السورية فاشلة حقا بصفة عامة وفي لبنان بصفة خاصة؟
"يعود فقدان الدبلوماسية السورية لجل أوراقها في وقت سريع إلى غياب منطق الحوار السياسي واعتماد النظام على مبدأ القوة في التعامل مع الآخرين "برهان غليونبرهان غليون: يعني يكاد يعجب الإنسان بالحقيقة إنه كيف نجحت الدبلوماسية السورية في أن تفقد أوراقها ورصيدها خلال.. بالسرعة اللي فقدتها فيها وتفقد كل تحالفاتها كل حلفائها، حلفاؤها في لبنان فقدتهم وحلفاؤها في الغرب فقدتهم اللي يعني.. وأتحدث عن فرنسا وأوروبا اليوم أوروبا ضدها لم تُبقِ.. وحلفائها في الداخل فقدتهم المعارضة الوطنية حليفة للنظام بالمقارنة مع كل القوى الثانية اللي هن خايفين منها، أيضا فقدتهن لأنه ما عم بتعطي لحدا شيء السبب شو؟ السبب غياب منطق الحوار السياسة لأنه النظام ما قام على أساس مبادئ سياسية قام على أساس نحن هنا بالقوة والقوة أكدت إنه قادرين على أنه نبقى بالقوة وطبق هذا على المستوى الدولي، السياسة وقت اللي بده يدخل الواحد منطق السياسة والتعاون مع الآخرين والحلفاء بيدخل بمفاوضات، بمفاوضات يعني بيلاقي مصالح مشتركة بيبني المصالح المشتركة، تُبني المصالح المشتركة. الدبلوماسية السورية واللي ما بأعرف إذا كان المسؤول عنها هو من الشباب اللي لساتهن شباب هلا ولا من الحرس القديم ولا الحرس الجديد قامت على الاستفزاز، على الغطرسة لدولة صغيرة فقيرة ضعيفة ورّطوا شعب بمأزق اليوم كارثة، المأزق اللي وصّلوا فيه البلاد بالعزلة اللي وصلت إليها سوريا كارثة بالنسبة لأي مجتمع بأي شعب حطت على ظهرها، سوريا غير قادرة تحمل على ظهرها الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ومجلس الأمن والأمم المتحدة والدول العربية اللي عم تشتغل من تحتها أيضا مشان ترضي الأميركان ضد سوريا، كيف ما هو هذا العقل الجبار اللي نجح إنه يُبذر ويهدر أوراقه بها السرعة؟ أنا برأيي غياب أي قراءة موضوعية للأحداث وأنا بس بدي أذكر بالمستشارين بعض المستشارين وبعض الصحفيين أو الأساتذة اللي كانوا يتحدثوا باسم الحزب والنظام على التليفزيون دائما كانوا يتحدثوا كما لو كانت سوريا دولة عظمى ووزير الإعلام السابق مهدى دخل الله قال نحن الناس معجبين فينا كيف سوريا الصغيرة تقود سياسة دولة عظمى، هذا هو مصدر الخطأ أصل الخطأ والكارثة يعني كنا نتصرف كدولة عظمى لازم نتصرف كسوريا مش كدولة عظمى نحن لسنا دولة عظمى.
مالك التريكي: وبالضبط الآن واشنطن تريد أن تُحجم من دور سوريا والموقف الآن سعادة السفير الموقف الآن في أميركا أصبح لا يتحدث هذا باعتراف السيد فلنت ليفريت الذي يحضر الآن الذي كان عضوا في مجلس الأمن القومي الأميركي وحضر وقائع مؤتمر البعث أن التوجه الجديد الآن في الإدارة الأميركية لم يعد يتحدث عن تغير مسلك النظام السوري وإنما يتحدث عن (Regime Change) عن تغيير النظام السوري، طبعا النظام السوري ينادي منذ سنين الآن بأنه مستعد لحوار مع واشنطن على كل قضايا الخلاف، لكن أميركا تقول إنها غير معنية بالحوار مع سوريا وتقول للاتحاد للأوروبي لا تدخلوا حتى في مفاوضات شراكة مع سوريا، ما هو السبب ما هو سبب العزلة السورية الآن؟
سامي الخيمي: الدبلوماسية السورية تطالبك بأن تتركني أتكلم بشكل كاف.
مالك التريكي: تفضل.
سامي الخيمي: الحقيقة مسألة إنه دولة إنه سوريا دولة كبرى ودولة عظمى هذا الأمر قد يكون راود بعض الناس أيام كانت سوريا تستطيع أن تُقيم لنفسها دور إقليمي مهم وشعر السوريون بكثير من الفقر بأنهم يحاولون تنفيذ سياسة عربية ذات بُعد إقليمي، هذا الأمر انحصر تدريجيا لأن سوريا أدركت أن العالم قد تغير وأن ميزان القوى في العالم تغير وأن حائط برلين انهار وأن سوريا عادت دولة صغيرة ونحن نقول نحن دولة صغيرة وليست لدينا مطامح لدى أحد وليست لدينا مطامع لدى أحد، لكن لدينا حقوق وهذه الحقوق لا نستطيع أن نستغني عنها، لدينا أراضي محتلة اسمها الجولان قد يكون بعض العرب قد استعادوا أراضيهم، قد يكون بعض العرب لم يصلوا إلى حقوقهم بعد، الفلسطينيون لم يصلوا إلى حقوقهم بعد ولا إلى أدني حد من حقوقهم، السوريون لم يصلوا إلى حقوقهم بعد، يعني نحن لا يجب أن نتصور أن السوري يستطيع بهذه السهولة أن يستغني عن الفلسطيني، يعني هذا مفهوم قطري ضيق جدا عندما نقول أن السوري لا ينبغي أن يساعد الفلسطيني أو أن لا يساعد اللبناني على استعادة أراضيه طبعا ليس بالقوة المسلحة لكن على الأقل بالدعم السياسي، إذاً الدبلوماسية السورية إلى حد كبير مضطرة إلى اتخاذ عدد من المواقف الوطنية التي تحمي حقوق سوريا الآن حدث (Nine eleventh) حدث العمل الإرهابي في نيويورك.
مالك التريكي: التفجير.
سامي الخيمي: بعد هذا الحادث تغيرت السياسة الأميركية بشكل فادح في الحقيقة.
مالك التريكي: رغم أنكم تعاونتم والنظام السوري تعاون جدا في الجانب الأمني مع أميركا.
سامي الخيمي: بس خليك معي سيدي، الإدارة الأميركية لا تُحدد مطالب محددة من سوريا وواضحة السبب في الحقيقة ليس فقط قضية أن سوريا لم تحدد مدى الاستجابة إلى مطالبها ولكن الإدارة الأميركية نفسها هي مجموعة من المكونات وأنت تعلم ذلك يعني سوف أعد لك ويجب أن تتحمل..
مالك التريكي [مقاطعاً]: قبل أن تعد لي هنالك أربعة مطالب أميركية معروفة من سوريا الآن.
سامي الخيمي [متابعاً]: خليك معي بنرجع للمطالب هناك المحافظين وكارتيل للنفط، هناك الإدارة نفسها الرئيس ووزير الخارجية ونائب الرئيس ووزير الدفاع إلى آخره، هناك اللوبي الإنجيلي الصهيوني، هناك المحافظون الجدد وهناك اللوبي الإسرائيلي كل هذه المكونات لديها مطالب من سوريا ولكن كلا يُغني على ليلاه ولكل أولوياتهم عندما يأتي الأمر إلى سوريا تتجمع مطالب الجميع في مسألة جمع حسابي مباشر، يعني يطالبون بكل شيء مرة واحد، أحيانا وهذا مضحك الحقيقة في المطالبات أحيانا تُطالَب سوريا بأشياء مثلا ما يطلبه اللوبي الإسرائيلي هو نزع سلاح حزب الله، نزع سلاح المنظمات، استمرار الفتنة في العراق، شوف خليك معي بينما ما تطالب به الإدارة هو الهدوء في العراق يعني الرئيس بوش يريد الهدوء في العراق ويريد منع أي تسلل وإلى آخره، إذاً أتينا..
مالك التريكي [مقاطعاً]: هذا مفهوم..
برهان غليون [متابعاً]: السبب هو الأميركان.
مالك التريكي: المسألة هي أن السياسة الخارجية الدبلوماسية السورية متهمة بأنها أساءت قراءة التطورات الإقليمية هذا مفهوم طبعا.
سامي الخيمي: لا بالعكس.
مالك التريكي: مفهوم أميركا تستهدف سوريا ومفهوم أن الأهداف الأميركية تتقاطع مع الأهداف الإسرائيلية، هذا معروف لكن المسلك السوري في السياسة الخارجية لم يكن ذكيا؟
سامي الخيمي: يا سيدي المشكلة هذا.. يعني أنا أعتذر منك لكن بعض الإعلاميين وبعض المثقفين من واشنطن يطلون علينا دائما بهذه النظرية أن الدبلوماسية السورية لا تقرأ الوضع العالمي هذا خطأ، بالعكس الدبلوماسية السورية ترى جميع المكونات يعني مثلا المحافظين..
مالك التريكي: أدركنا الوقت يا سيدي.
سامي الخيمي: المحافظين الجدد الآن لن تدعني أتكلم بشيء كاف.
مالك التريكي: للأسف أدركنا وقت البرنامج كنت أتمنى لو كان أكثر من ذلك.
سامي الخيمي: المحافظون الجدد يريدون إعادة رسم الشرق الأوسط مهما فعلت لهم هم لن يُغيروا نظريتهم.
مالك التريكي: متفقون، آخر كلمة للدكتور برهان غليون.
برهان غليون: آخر كلمة وقت اللي بيكون..
مالك التريكي: انتهى وقت البرنامج دكتور آسف أعتذر، انتهى وقت البرنامج.
برهان غليون: بس ما معقول نختم الإصلاح بكلام غريب عن حق الأميركان.
مالك التريكي: سيداتي سادتي بهذا ينتهي برنامج أكثر من رأي لم يبقَ لي إلا أن أشكر سعادة السفير السوري لدى المملكة المتحدة السيد سامي الخيمي، إضافة إلى الأستاذ في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة السوربون الدكتور برهان غليون ومن دمشق كان معنا رئيس تحرير نشرة كلنا شركاء الإلكترونية السيد أيمن عبد النور وهذا مالك التريكي يحييكم من لندن دمتم في أمان الله.

Aucun commentaire: