الجزيرة نت 17 اكتوبر 2003
ليس هناك شك في أن الحدث الأبرز على الساحة الدولية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وانحسار الشيوعية التي بقيت تشكل الشبح الذي يقض مضاجع الدول الصناعية الكبرى خلال أكثر من قرن هو الصعود الثابت والمستمر للولايات المتحدة الأمريكية إلى قمة الهرم العالمي وتبؤها الفعلي أن لم يكن موقع القيادة والقرار بالمعنى الشرعي للكلمة فعلى الأقل موقع التفوق والريادة في العديد من الميادين الاستراتيجية أو ذات الأبعاد الاستراتيجية بالنسبة لعالمنا المعاصر. والواقع أن صعود القوة الأمريكية لم يبدأ كما يتمثل للرأي العام العالمي والعربي بشكل خاص اليوم في العقد الماضي وليس هو نتيجة السياسات الامبريالية أو الهيمنية الجديدة التي اتبعتها إدارة بوش الابن والتي دعت الباحثين السياسيين إلى تجديد استعمال مفهوم الامبرطورية للتعبير عنها ولكنه أقدم من ذلك بكثير. ومن الممكن الكشف عن بداية الحقبة العالمية التي ستشهد هذا الصعود المضطرد للولايات المتحدة وتنامي دورها في تقرير المصائر العالمية في الدور الكبير والحاسم الذي لعبته هذه الدولة في الانتصار على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية. فلم تظهر هذه الحرب هشاشة الدول الامبرطورية السابقة الفرنسية والبريطانية التي تحكمت في مصير العالم خلال القرن السابق فحسب وقوضت الأسس التي كانت تقوم عليها ولكنها أجهزت في الوقت نفسه على جنين الامبرطورية الألمانية الصاعدة للحلول محلها ونقلت بذلك مركز القوة بشكل حاسم من القارة الأوروبية إلى القارة الأمريكية. ومن الواضح أن معادلة القوة لم تختلف منذ ذلك الوقت. فموقع الأرجحية الجيواستراتيجية الذي انتزعته الولايات المتحدة على الساحة الدولية بفضل مساهمتها الرئيسية والمحورية في حسم الحرب العالمية الثانية لا تزال تحتله اليوم بفضل مساهمتها الفعلية في حسم الحرب الباردة التي وضعت المعكسر الشيوعي خلال عدة عقود في مواجهة معسكر الرأسمالية. وهو الموقع الذي لا تزال تحتله أيضا إلى اليوم أي بعد عقدين أو أكثر، لأنها لا تزال الدولة الوحيدة التي تمتلك من وسائل العنف المادي والنفوذ المعنوي معا ما يمكنها من حسم أي حرب أو نزاع في أي منطقة من مناطق العالم بينما لا تستطيع أكبر دولة تأتي بعدها أن تفعل ذلك حتى لو عبأت جميع قدراتها لتحقيقه. وليس من المبالغة القول إن العامل الأول الذي يستند إليه صعود القوة الأمريكية هو هذا التفوق الاستراتيجي بمعنييه العسكري والسياسي والاقتصادي. ذلك أن الحسم في النزاعات الدولية أو العمل على تأجيجها واستثمارها لا يتوقف على امتلاك وسائل دفاعية أو هجومية عسكرية كافية ولكنه يحتاج أكثر من ذلك إلى قوة اقتصادية قادرة على دعم المجهود الحربي عددا وعدة، كما يحتاج إلى نفوذ سياسي ومعنوي يمكن الاعتماد عليهما كي لا يبقى العمل العسكري معلقا في الفراغ ومن دون أسس أو قواعد ثابتة. وجميع هذه العناصر هي التي تجعل من للولايات المتحدة القوة العالمية الوحيدة القادرة اليوم على بلورة استراتيجية عولمية أوعلى مستوى العالم. وهذه الاستراتيجية العولمية أو الميغاستراتيجية هي التي تسمح للولايات المتحدة بأن تموضع نفسها ونشاطاتها الداخلية في إطار عالمي وأن تربط بين مصالحها الخاصة القومية والسياسية وحركة تحول وتشكل العالم، أي أن تجعل قيادة العالم وتوجيه حركته جؤ. وهذا م ال وأن تقترح رؤية لقيادة العالم أو لتوجيه حركته، لأنها الوحيدة التي تملك أجندة أو جدول أعمال عالمي نابع من كون اقتصا ذلك يشملأهداف واضحة ورؤية سياسية لا وجود استراتي وعدنبع من امتلاكالتدخل الحاسم في حل النزاعات الدولية أو في تأجيجها لا يتوقف فقط على امتلاك قوى مادية
لكن التفو عنف لدرجة ستطيع أن تحسم أي نزاع مساهمتها لا تزال تمثل ال من الأهمية ها لا تزال الدولة الوحيدةوفي ما وراء طبيعية لقدرتها على تقديم مساهمة مكانتها الدولية من قدرتها على حسم الحروب الكبرى لصالحها لا تزال إلى اليوم الدولة التي لا في أو بن هذه الحكما كانت هذه الحرب مقبرة للامبرطوريات البريطانية والفرنسية وللطموح الامبرفليس هناك شك أن الحرب ضط الناولعل الحدث الأكبر الذي أظهر تنامي القوة الامريكية وحول الولايات المتحدة إلى القطب المركزي في التاريخ العالمي الحديث من الممكن أن نؤرخ لبداية هذا الصعود المستمر يمكن لناوربما كان الدور الاستثنائي الذي لعبته هذه الدولة الكبيرة خلال الحرب العالمية الثانية وفالولايات المتحدة كلمة امبرطورية عل السياسات الجدما يمكن أن نطلق عليه إميل إلى الاعتقاد اليوم وإذا كان الرأي العام الدولي لا يرى في هذا الدهذا الموقع يبدو اليوم منولا يرجع هذا الصعود المنقطع النظير والمضطرد للقوة الأمريكية منذ عقود إلى عامل واحد ولكنه ثمرة تضافر عوامل متعددة وليست بالضرورة مرتبطة بعضها بالبعض الآخر. و
والذي لم تشهده أي حقبة عالمية سابقموقع القيادة والقرار في مي المنافس للول الحرب الباردة
يسر موقع قناة الجزيرة الفضائية (الجزيرة نت) أن يدعوكم للمساهمة بكتابة مقال في باب (وجهات نظر) حول (الامبراطورية الأميركية.. صعود أم هبوط؟) يتناول ما هي مؤهلات أميركا لقيادات العالم، وحقيقة القوة التي تتمتع بها أميركا وماذا تفعل بهذه القوة، ومن هم صانعي السياسة الأميركية ودورهم في توجيه هذه السياسة لتحقيق التفرد وتهميش الآخرين، والخبرة التاريخية من صعود الامبراطوريات وسقوطها، بالإضافة إلى تنبؤات مستقبلية وأية بنود أخرى ترونها مفيدة لإثارة القضية وتسليط الضوء عليها وذلك في موعد أقصاه 18/10/2003.
الجزيرة نت. ملفات
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire